جدل حول دور الممثلة نضال الأشقر في إلغاء عرض مسرحية كاتب متهم بالتطبيع مع إسرائيل

ناديا الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”:

لم ينته الجدل حول إلغاء عرض مسرحية المخرج والكاتب المسرحي الفرنكوفوني اللبناني وجدي معوض “وليمة عرس عند رجال الكهف” في بيروت بعد اتهام المخرج بالتطبيع مع اسرائيل وحديث مديرة مسرح “مونو” جوزيان بولس عن تلقي المسرح والممثلين تهديدات بهدر دمهم.

واللافت أن البعض اتهم الممثلة ومديرة مسرح “المدينة” نضال الأشقر بدور لها في إلغاء المسرحية بموازاة تقديم الإخبار القضائي، حيث كُشف النقاب عن تسجيل صوتي للأشقر تتهم فيه وجدي معوض “بالتعاون مع السفارة الإسرائيلية في باريس التي موّلت له مسرحية “كل العصافير” وربما المسرحية الحالية”. وجاء في التسجيل “هذا الشخص متعامل مع الإسرائيليين في باريس في مسرح “لاكولين” منذ زمن”.

غير أن نضال الأشقر أوضحت رفضها توقيف عرض أي مسرحية في المبدأ، وقالت “أنا لست ضد حرية التعبير. لكنني ضد التطبيع مع إسرائيل بكل أشكاله وضد التعامل مع إسرائيل، سواء من قريب أو من بعيد”. واضافت “القانون في لبنان يجرّم هذا التطبيع والتعاون مع العدو. ووجدي قام بإنتاج مسرحية في باريس على عينك يا تاجر، من إنتاج السفارة الإسرائيلية في باريس. وهذا موثّق على ملصق المسرحية. ويُعتبر هذا الأمر خارجاً عن القانون اللبناني”. ورفضت الأشقر الاتهامات الموجهة ضدها بأنها تشن حملة على مسرح “لو مونو” بسبب نجاحاته.

تزامناً، انتقدت الدائرة الثقافية في جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية توقيف عرض المسرحية، واصدرت بياناً جاء فيه: “مخجل ومعيب بحق لبنان الثقافي والحضاري ما حصل مع الفنان المسرحي اللبناني الكندي وجدي معوض بعدما وجّهت إليه تهمة الترويج للتطبيع والحصول على تمويل إسرائيلي لأعماله، وتهديدات واسعة أدت إلى إلغاء عروض لمسرحيته “وليمة عرس عند رجال الكهف” كانت مبرمجة في شهري نيسان/إبريل وأيار/مايو في مسرح “مونو” في بيروت. علمًا أن معوض هو مدير مسرح “لا كولين” الفرنسي ويحمل الجنسية الكندية، وقد تلقى وفريق عمله في لبنان تهديدات جدية بإهدار دمهم، ووصفوا بأنهم “مطبّعون” و”عملاء”، فقرّر معوض على أثرها العودة إلى فرنسا.

وقد صدر عن مسرح “لا كولين” بيان أعلن فيه أنه “أخذنا علمًا بالإلغاء، وفريق عملنا سيعاود التمارين بعد عودته إلى فرنسا لعرض المسرحية في مهرجان “ربيع الممثلين” في مدينة مونبلييه الفرنسية من 7 إلى 9 حزيران/يونيو المقبل”.

وأسفت الدائرة الثقافية في القوات “لهذه التصرفات التي تقف خلفها جماعة “الممانعة” في لبنان الذين يكفّرون أهل الفن والثقافة كلما شعروا بوجود عمل لا يدور في فلك ثقافتهم الايرانية وعقيدتهم البائدة، فيرفعون سيف الاتهام بالتطبيع، هذه النغمة البائدة التي يرددوها كلما عنّ على بالهم موّال بحق كتاب أو مخرجين لبنانيين شرفاء، وقد سبقت الحملة على معوض منذ خمسة أعوام حملة مماثلة على المخرج السينمائي زياد دويري”.

وأضاف البيان “لم تكتفِ جماعة الممانعة وأحزابها وتياراتها وميليشياتها بالقضاء على المستشفى والمدرسة والجامعة والمصرف، وكل مقوّمات الحياة في لبنان، تحت ذريعة مقاومة إسرائيل، وهي التي لهثت للتطبيع معها في اتفاق ترسيم الحدود البحرية معترفة بـ “دولة اسرائيل” في الأمم المتحدة، تقوم اليوم بضرب الحركة الثقافية اللبنانية التاريخية، من خلال منع عرض مسرحية لمعوض لا علاقة لها بالتطبيع ولا بإسرائيل، علمًا أن منع أي عمل في القرن الحادي والعشرين أصبح اجراء تافهًا، لأن العالم بفضل وسائل التواصل الاجتماعي أصبح “قرية صغيرة”، ويمكن لأي كان أن يتابع أي عمل حيثما يقيم”.

ودعت الدائرة الثقافية أخيراً “لمقاومة هذا الجو الغريب عن لبنان، وعدم الاستسلام للموت الثقافي والعمى الفكري لـ”الممانعة” ونغمتها الببغائية باتهام هذا وذاك بالتطبيع، ونقول لهم بناء على ما تقدم: هنا لبنان وليس ايران يا إخوان. وبالتالي وبما أن معوض مواطن لبناني كندي، لا غبار عليه بحسب القانون اللبناني، فهو مرحَّب به في لبنان كله، ونأمل منه العودة قريبًا إلى بلده”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية