حزب الله يدمر دبابة ميركافا في المطلة ويستهدف تجمعات لجنود الاحتلال الإسرائيلي

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: كشف وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه من تل أبيب عن العنوان الأبرز للمقترحات التي قدمها لكل من لبنان وإسرائيل من أجل تهدئة التوتر مع حزب الله وهو “ضمان تنفيذ القرار 1701” من دون أن يغوص أكثر في التفاصيل، وإن كانت الورقة الفرنسية تتضمن خطة على مراحل، أولها وقف إطلاق النار ثم إعادة المهجرين إلى المستوطنات والقرى الحدودية فتموضع حزب الله شمال نهر الليطاني وصولاً إلى بحث النقاط المتنازع عليها على الخط الأزرق.

وقد أكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط “أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو المكلف بالتفاوض مع المبعوث الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين وهذا ما لا تريد معراب الاعتراف به”، في إشارة ضمنية منه إلى لقاء معراب الأخير، الذي رفع شعار “تطبيق القرار 1701” والذي لم يشارك فيه الحزب التقدمي الاشتراكي. ولدى سؤال جنبلاط عن خشيته من رؤية الجيش الإسرائيلي يتجه نحو الجبهة مع لبنان أجاب “الحقيقة أن الرئيس بري يتفاوض حول إمكانية فصل الملف اللبناني عن ملف غزة. أما بالنسبة للمرحلة المقبلة فلا أستطيع التنبؤ بما سيحدث، لكني آمل أن نُجنّب البلاد التصعيد”.

استمرار المواجهات

بقيت الجبهة الجنوبية مشتعلة على الرغم من “طوفان الأمطار” والطقس العاصف حيث اختلط دوي الرعد بدوي الغارات والقذائف. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدات العديسة ويارون في قضاء بنت جبيل وعلى عيتا الشعب، مستهدفاً أحد المباني ما ألحق اضراراً كبيرة في المبنى وفي مجمع يضم محلات تجارية، إضافة إلى أضرار جسيمة في عدد من السيارات.

في المقابل، أعلن حزب الله أنه “وبعد ‏رصد ومتابعة لحركة دبابة “ميركافا” إسرائيلية كانت تعتدي على أهلنا وقرانا وتتحصّن داخل ‏موقع المطلة، باغتها مجاهدو المقاومة عند الساعة 02:10 من بعد ظهر اليوم واستهدفوها بالصواريخ الموجهة ما أدى إلى إصابتها وتدميرها وسقوط ‏أفراد طاقمها بين قتيل وجريح”. كما أعلن الحزب في بيانين أنه “ورداً على ‏‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية، استهدف مساء الإثنين مبنًى يتموضع فيه جنود العدو في ‏مستعمرة دوفيف بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة”. كما استهدف “مبنًى يتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في ‏مستعمرة أفيفيم بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة”.

أما الطيران المعادي فأغار ليلاً على منزل في بلدة طيرحرفا، ما أدى إلى تدميره وإلحاق أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والمنازل المجاورة، واستهدف الطيران قصراً على طريق كفركلا العديسة ما أدى إلى تدميره وقطع الطريق بسبب الركام، وأعقب ذلك غارة على بلدة الجبين.

في غضون ذلك، شهدت جامعات لبنانية تظاهرات تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بما تتعرض له غزة وأهلها، وشارك في هذه التحركات المئات من الطلاب، في إطار الحراك الطلابي الذي بدأ في الولايات المتحدة قبل أكثر من 10 أيام، وبدأ يتوسع في دول أخرى عدة، وهي جاءت استجابة لدعوات من قبل مجالس الطلاب وتجمعات طلابية تحت شعار “دعماً لصمود أهل غزة الأسطوري”.

واعتصم الطلاب في كل من الجامعة الأمريكية والجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت، بالإضافة إلى فرعين لجامعة بيروت العربية في بيروت وطرابلس. ورفع الطلاب الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بشعارات داعمة للفلسطينيين، وتطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة.

مخزومي لنشر الجيش

في المواقف، أسف النائب فؤاد مخزومي الذي كان شارك في لقاء معراب لما يجري في غزة وجنوب لبنان، وقال بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى “نحن في حالة حرب ولو كانت محدودة جغرافياً. ونستغرب أن الحكومة ولغاية اليوم لم تعلن حالة الطوارئ على الرغم من كل ما يجري في الجنوب”، مؤكداً “ضرورة أن يتسلم الجيش اللبناني مباشرة مسؤولية حماية الحدود في الجنوب”.

وإذ شكر مخزومي اللجنة الخماسية على “الجهود التي تبذلها لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين”، اعتبر “أن القرار بانتخاب رئيس للجمهورية هو قرار لبناني بحت، وعلى النواب الإمساك بزمام الأمور وممارسة واجبهم الدستوري بانتخاب الرئيس”، مضيفاً “للأسف تبلغ رئيس الحكومة بأن لبنان لن يكون جزءاً من التسويات المقبلة في حال لم يكن لدينا رئيس للجمهورية وحكومة شرعية تتمتع بصلاحيات كاملة”.

على الخط الحكومي، ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً في السراي لمتابعة أوضاع الجنوب شارك فيه وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، وزير البيئة ناصر ياسين والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد المصطفى. بعد الاجتماع، قال حجار “اجتمعنا كلجنة وزارية مصغرة لمتابعة تطورات الحرب في الجنوب، وتباحثنا بشأن ما نقدمه حالياً للنازحين من مساعدات حتى ولو كانت ضئيلة وكيفية تقديم هذه المساعدات أن كان على صعيد المواد الغذائية او الايواء او الدعم المادي. كما بحثنا في ما يمكن تقديمه للجنوبيين من دعم لتخفيف الأعباء”. واضاف: “في حال حصل وقف لإطلاق النار تباحثنا في كيفية متابعة الحكومة لعملية مسح الأضرار، على أن نعقد اجتماعات لاحقة لعرض السيناريوهات المحتملة، وفي حال تدهور الأوضاع تباحثنا في الوضع على المستويين الصحي والغذائي وكيفية تأمين المحروقات والمياه والاوكسيجين وغيرها، وسنبقي اجتماعاتنا مفتوحة لمتابعة الاوضاع وما يعني الوضع في الجنوب “.

إلغاء امتحانات البريفيه

وفي تداعيات المواجهات في الجنوب، أعلن وزير التربية عباس الحلبي إلغاء الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة “البريفيه” واعتماد العلامات المدرسية”، وأوضح “أن امتحانات الشهادة الثانوية ستحصل ضمن برنامج يراعي تلامذة الجنوب مع مواد اختيارية وأخرى إلزامية”. وقال “عقدنا سلسلة لقاءات مع المعنيين في الملف التربوي ودققنا مع المدارس، وأكد الجميع أن الظروف ليست طبيعية لا سيما الأجواء العامة في البلاد التي انعكست على الواقع التربوي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية