حزب الله في رد ضمني على سيجورنيه: أي مبادرة خارجية لإراحة حكومة نتنياهو محكوم عليها بالفشل

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: فور مغادرة وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه بيروت من دون تسليم المسؤولين اللبنانيين الورقة الفرنسية المعدلة في انتظار محادثاته في إسرائيل، عاد التصعيد العسكري إلى الجبهة الجنوبية في تكريس جديد لوحدة الساحات من خلال تبني “كتائب الشهيد عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” إطلاق أكثر من 30 صاروخاً من الجنوب اللبناني باتجاه إصبع الجليل والجليل الأعلى، مستهدفة “مقر قيادة اللواء الشرقي 769 “معسكر جيبور”، شمال فلسطين المحتلة، رداً على “مجازر العدو الصهيوني في غزة الصابرة والضفة الثائرة”.

أما حزب الله فأعلن على لسان النائب حسن فضل الله في رد ضمني على سيجورنيه أن “أي مبادرة خارجية تجاه لبنان هدفها إراحة حكومة نتنياهو لتركز كل جهدها على غزة، هي مبادرة محكوم عليها بالفشل”. وأكد “أن البحث عن الحل لا يكون بمعالجة النتائج، بل معالجة الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج، وما يحصل على جبهتنا الجنوبية من مساندة لغزة، له سبب رئيسي، وهو العدوان الإسرائيلي على غزة، وسبب آخر هو منع العدوان على بلدنا، ولذلك من يريد إيجاد الحلول، عليه أن يذهب بالدرجة الأولى إلى الكيان الصهيوني ويمارس الضغط عليه كي يوقف هذه المذبحة في غزة، وأما كيف يكون عليه الجنوب بعد وقف العدوان، فهذا ما يقرره الشعب اللبناني ودولته ضمن قواعد الحماية للجنوب، ومن ضمنها معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأيضاً عدم المس بسيادتنا الوطنية”.

وانتقد فضل الله “المواقف التي أصبحت معروفة ومكشوفة وهي عديمة التأثير، لأنه لا محل لها من الإعراب”. وقال “وضعنا هدفاً أساسياً وهو مساعدة غزة لوقف العدوان عليها، وما نحققه من إنجازات هو أكبر بكثير من أن يراه أصحاب النظرة القاصرة أو النفوس الضعيفة أو أصحاب السوابق الذين ماتت ضمائرهم، وما يهمنا هو مدى التأثير الذي يشعر به العدو، كي يوقف عدوانه، وهذا ما يحصل، والدليل هو حجم الضغوط التي تمارس على لبنان كي تتوقف المقاومة، وحجم القلق الذي يشعر به العدو وما يصيب آخرين من غيظ وحنق”. وجدد التأكيد أن “المقاومة تكرس اليوم معادلة الحماية التي تجعل أهل الجنوب يصمدون في أرضهم، فلا يهجّرون والعدو آمن، أو تُدمّر بيوتهم والصهاينة يعمرون مستوطناتهم، لقد تغير الزمن، فعندما نهجّر، يهجّرون، وعندما تقصف قرانا تقصف المستوطنات، بخلاف ما كان يحصل في الماضي، عندما كانت تستباح القرى من دون أي رادع، أو أن يجد العدو له موطئ قدم في قرانا من خلال العملاء الذين كان يستخدمهم لتنفيذ مخططاته”.

وختم فضل الله: “لم يعد بمقدور العدو أن يكرر ما فعله عام 1976 في حانين يوم ارتكب مجزرة مروعة مستخدماً أدواته القذرة ودمر القرية وهجر أهلها ولم يجد من يحاسبه على جريمته التي استمرت 24 سنة إلى أن تحررت حانين وأخواتها من القرى على يد سواعد المقاومين، وعاد إليها أهلها أعزاء في عام 2000، ففي زمن هذه المقاومة، وبعد سبعة أشهر من القتال، فإن أي مس من قبل العدو بالمدنيين يقابله رد فوري، وبعد استهدافه لحانين، تلقى ضربة موجعة على مدى يومين، وأي تصعيد إسرائيلي يقابله الرد المناسب من المقاومة”.

صواريخ وغارات

في المواجهات الميدانية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بـ”اعتراض أكثر من 30 صاروخاً من الجنوب باتجاه إصبع الجليل والجليل الأعلى”، وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لدى حماس في بيان “استهداف مقر قيادة اللواء الشرقي 769 معسكر جيبور”.

من ناحيته، استهدف حزب الله بعد الظهر “تجمعاً ‏لجنود العدو في محيط موقع ‏رويسات العلم بقذائف ‏المدفعية‏”. ودوّت صفارات الإنذار في عرب العرامشة، وأفيد بإطلاق نيران في اتجاه ثكنة “زرعيت”. وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن إطلاق 4 صواريخ في اتجاه منطقة “هاردوف” و15 صاروخاً في اتجاه الجليل الغربي. وأعلن حزب الله في بيان “أن المقاومة شنت هجوما ناريا مركزًا ‏على قاعدة “خربة ماعر” ومرابض مدفعيتها وانتشار جنود العدو وآلياته في محيطها بالأسلحة ‏الصاروخية وقذائف المدفعية على أنواعها”.

في المقابل، تعرضت أطراف بلدتي علما الشعب والناقورة فجرا لقصف مدفعي متقطع تزامن مع إطلاق القنابل الضوئية فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً حتى مشارف بلدات زبقين وياطر وكفرا. ونفذت مسيّرة إسرائيلية عدواناً جوياً بصاروخين باتجاه محيط “الملعب” في بلدة عيتا الشعب التي كانت تعرضت لسقوط 3 قذائف، وشن الطيران الحربي غارتين استهدفتا منطقة المسلخ في بلدة الخيام. وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن “طائرات حربية أغارت على منصات وبنى تحتية لحزب الله في راشيا الفخار والخيام وعلى أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ومن بينها بنية عملياتية في منطقة جبل بلاط إلى جانب عدد من المباني العسكرية التابعة لحزب الله في مروحين”.

مبادرة “الاعتدال” مكملة

في تداعيات لقاء معراب، الذي رفع شعار “تطبيق القرار 1701 دفاعاً عن لبنان”، لم يشأ رئيس مجلس النواب فتح سجال مع القوات اللبنانية حول المسألة، لكنه نوّه بموقف الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي قاطع اللقاء. وقد علّق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع باقتضاب على الرئيس بري فكتب على حسابه عبر منصة “إكس”، التالي: “بالرغم من كل شيء، يبقى الرئيس نبيه بري شيخ المهضومين في البلد”.

على الصعيد الرئاسي، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عضو “كتلة الاعتدال” النائب أحمد الخير، الذي أطلعه على التحرك الأخير المتعلق بالمبادرة والتطورات المرتبطة باللجنة الخماسية والكتل السياسية، وزيارة الرئيس بري. وقال الخير بعد اللقاء “أكدنا لسماحته أننا مستمرون بهذه المبادرة مع الحرص على المصلحة الوطنية اللبنانية، وإدراكا منا لأهمية أن يكون هناك فريق وسطي من خلال الاصطفافات العمودية التي تحصل بالبلد، ولأننا حرصاء على البقاء على موقفنا الوسطي، وعلى التوافق، فهو مرشحنا الدائم للرئاسة، ولا نرى أي حل يمكن أن يؤدي إلى انتخاب رئيس، إلا من خلال التقاء اللبنانيين تحت عنوان “اللقاء التشاوري” الذي هو في صُلب مبادرتنا الرئاسية، ولا يمكن أن يكون لدينا رئيس إلا من خلال توافق اللبنانيين على رئيس له القدرة على نقل لبنان بالمرحلة القادمة مما هو فيه، مع حكومة كاملة الصلاحيات”.

النازحون السوريون

أما على النزوح السوري، فقد ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً شارك فيه وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا وممثل مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان ايفو فرايجسن ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي حيث تم البحث في التعاون بين لبنان والمفوضية وسبل معالجة القضايا المتصلة بملف النازحين. واستعرض ميقاتي الملف مع وفد من تكتل “الجمهورية القوية” برئاسة النائبة ستريدا جعجع، وأكد الوفد لرئيس الحكومة “أن لبنان بلد عبور وليس أبداً بلد لجوء”، وتمنى عليه “إعطاء تعليماته الواضحة لوزيري الداخلية والدفاع لكي يتولى كل منهما ضمن صلاحيته متابعة المديرية العامة للأمن العام والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والجيش من أجل تطبيق القانون على كل أجنبي موجود بشكل غير شرعي على الأراضي اللبنانية”.

وينتظر أن تزور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين بيروت، الخميس المقبل، برفقة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية