«رمضان بعد الطوفان»: سياسات الاحتلال تجدد مكانة المسجد الأقصى مفجرا للصراع

سعيد أبو معلا
حجم الخط
0

القدس ـ «القدس العربي»: في فيديو قصر منتشر على المنصات الاجتماعية يظهر فيه متطرف إسرائيلي وهو الحاخام اليهودي اليشع ولفنسون، يتحدث مبشرا، فيما المسجد الأقصى في خلفية الصورة، ويقول إنهم (الجيش الإسرائيلي) يقاتلون في غزة من أجل المعبد هنا (أي المسجد الأقصى) ومن ثم يطرح فكرة أن سقوط غزة يعني بناء المعبد.

ويضيف ولفنسون: «نحن في لحظات تاريخية عظيمة.. أشياء عظيمة تحدث هنا.. ومن الدمار سيأتي الخلاص».
ويبدو هذا المقطع دالا جدا، وتحديدا عند اليمين الإسرائيلي المتطرف، ومنه يمكن فهم تنامي إجراءات استهداف القدس والأقصى والمقدسيين، فسياسة الاحتلال الباطشة والمجنونة بعد الـ7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى) وإن طالت كل القطاعات الفلسطينية من أسرى واستيطان وقتل وهدم للمنازل..الخ، إلا أن التجلي الأكبر لهذه السياسة أو الحصاد الذي يراد له ان يكون استراتيجيا يتجلى في الأقصى وفي جوهر هذا الاستهداف شهر رمضان.
يطل الشهر الفضيل بعد نحو خمسة أشهر من تكثيف في إجراءات الاحتلال في استهداف المدينة المحاصرة والمعزولة حرفيا، ولن يدرك واقع ثقل الإجراءات الاحتلالية إلا من يعيش في المكان. وحسب تقرير صادر عن «محافظة القدس» فإن الاحتلال قتل خلال الفترة التي تلت الحرب على غزة 52 شهيدا، وأوقع و158 جريحا، فيما اقتحم المسجد الأقصى 14904 مستوطن متطرف، كما أصدر الاحتلال نحو 132 حكما بالسجن الفعلي، 1087 حالة اعتقال، و80 قرارا من الحبس المنزلي، 114 عملية هدم، و45 قرار إبعاد عن القدس المحتلة، و5 قرارات منع من السفر.
لقد بدأت الإجراءات الاحتلالية التي هدفت إلى التحضير الفلسطيني والعربي والدولي للإجراءات الاحتلالية التي تتخذ بحق الأقصى والفلسطينيين في رمضان قبل أشهر، حيث تجلى الهدف الاحتلالي إلى التركيز على خلافات إسرائيلية في تقييم الوضع الأمني في المدينة وهو ما ترتب عليه اختلاف في سماح الاحتلال للفلسطينيين في الصلاة في الأقصى على مدى أيام الشهر الفضيل.
وجاءت هذه النقاشات بعد نحو أكثر من 22 جمعة منعت فيه الصلاة في الأقصى واقتصرت على كبار السن وسكان البلدة القديمة فقط، حيث تراجعت أعداد المصلين لأدنى مستوى لها منذ عشرات السنين حيث منعت قطاعات من المقدسيين وسكان الضفة الغربية والفلسطينيين في المناطق الفلسطينية عام 1948 من الوصول إلى المكان الروحي الأول فلسطينيا.
وبعد تسريبات احتلالية تضمنت سياسات تقييد ومنع للمصلين من وصول الأقصى قال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قبل أيام إنه سيُسمح للمصلين بدخول المسجد الأقصى خلال الأسبوع الأول من رمضان بعدد مماثل لما كان عليه الحال في السنوات السابقة، مؤكدا على كفالة حرية العبادة مع الحفاظ على «متطلبات الأمن والسلامة».
وقالت حكومة الاحتلال إن عدد المصلين الذين سيسمح لهم بدخول الحرم المقدسي سيعاد تقييمه أسبوعياً بناء على معايير أمنية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بداية اجتماع خصّص للتدابير المزمع اتّخاذها خلال رمضان: «سياسة إسرائيل كانت وسوف تظل دائماً الحفاظ على حرية العبادة لكل الأديان.. سنبذل كل ما بوسعنا لضمان حرية العبادة في جبل الهيكل (موقع الحرم القدسي) وللسماح للمسلمين بالاحتفال (برمضان) بينما نحافظ بالطريقة المناسبة على متطلبات الأمن والسلامة».
وفي المقابل كان وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير كان قد اقترح سياسة منع فلسطينيي الضفة الغربية المحتلة من الدخول إلى القدس للصلاة خلال رمضان معتبرا أن «احتفالات حماس في جبل الهيكل تناقض النصر الكامل».
وقال بن غفير تعقيبا على قرار السماح بالصلاة في الأقصى في رمضان: «نتنياهو والكابينيت المصغر يخاطرون بحياة مواطني اسرائيل وكأن 7 اكتوبر لم يقع». وتابع: «القرار بالسماح بالصلاة في رمضان سيمنح صورة نصر لحماس».
لقد أراد نتنياهو أن يظهر على خلاف تصريحات جناحه اليميني المتطرف، غير أن الواقع قبل يوم من حلول شهر رمضان جاءت على عكس تصريحات نتنياهو، فاستمرار ذات السياسة الإسرائيلية نحو القدس والأقصى حيث منعت قوات الاحتلال الشبان من دخول أسوار البلدة القديمة للصلاة في المسجد الأقصى.
وكان المشهد فجر الجمعة (أمس) يحمل تصعيدا في سياسات عزل الأقصى وحصاره حيث شهدت الشوارع والأحياء القريبة من البلدة القديمة استمرارا لما تم وضعه قبل نحو أسبوع من حواجز وسواتر حديدية في منطقه باب الأسباط، فيما قامت دوريات شرطة الاحتلال بوضع المزيد من السواتر والحواجز الحديدية استعدادا للشهر الفضيل.
وعلق نشطاء في حديث الـ«القدس العربي»: «هذا المشهد الذي نستقبل فيه شهر رمضان المبارك يشبه كثيرا رمضان قبل نحو 8 أعوام، فما تم وضعه أيام معركة البوابات الإلكترونية عام 2017 يشبه ما يتم وضعه هذه الأيام، وهو ما يؤكد ان حكومة نتنياهو ماضية وعاقدة العزم ومصممة لفرض قيود على دخول المصلين للأقصى خلال شهر رمضان».
ويعلق نشطاء أنه في قائمة استغلال واستثمار الاحتلال الإسرائيلي واليمين المتطرف للأحداث بعد عملية طوفان الأقصى يبدو المسجد الأقصى الأكثر أهمية وخطورة معا، على اعتبار أن الأقصى الملف الأكثر تفجرا وهو الذي حرك الأحداث في عملية «طوفان الأقصى».

افتراء وكذب

يعلق المستشار الإعلامي لمحافظ القدس معروف الرفاعي على تصريحات نتنياهو وعلى كل ما يشاع بالإعلام العبري من تخفيف بإنه «افتراء وكذب… محض افتراء وكذب لذر الرماد في العيون، ومن أجل إرضاء الرأي العام الدولي الذي يضغط على الحكومة الإسرائيلية».
وتابع الرفاعي: «ننظر لواقع المدينة فنجد عددا كبيرا من الشهداء، ومئات المعتقلين وعشرات عمليات الهدم، فيما شرطة الاحتلال ما زالت تمنع المرابطين والمرابطات، وتبعد الرموز الوطنية والإسلامية، وكل شاب يتوجه للأقصى تطلب منه هويته الشخصية ويمنع من دخول القدس خلال شهر رمضان، إنها سياسة تحديد الأعمار التي تم انتهاجها العام الماضي منعت مئات المصلين من دخول الأقصى».
ويعود الرفاعي للوراء قليلا فيقول: «أهالي الضفة الغربية كلهم ممنوعون من دخول الأقصى، أما أهالي غزة فمنذ 40 سنة لم يدخلوا مدينة القدس».
ويرى الرفاعي أن نصب مزيد من الكاميرات داخل الأقصى وخارجه وعلى الأسوار، ونصب أبراج مراقبة جديد تتضمن نقاط تجسس جديدة لمراقبة المصلين، إلى جانب وجود 18 حاجزا احتلاليا حول القدس تفصلها عن محيطها العربي كلها تمنع المسلمين من الصلاة وحتى المقدسيين أيضا.
ويعتبر الرفاعي أن الحواجز الحديدية الجديدة على باب الأسباط والتي تجبر كل من يأت من خارج المدينة أن يسلك هذا الباب وهو ما سيترتب عليه ازدحاما وأزمة كبيرة عند الدخول وهو ما يعيق الوصول للأقصى ويمنع من التفكير بزيارة المدينة. كما أن الكثافة الشرطية على الأبواب تجعل الشبان يتخوفون من دخول الأقصى خوفا من الاعتقال.
ويضيف: «عملية التهويد تدلل على نية سيئة لدى بلدية الاحتلال والجمعيات الاستعمارية تضاعف جهودها وتستغل الحرب على غزة وتفرض أمرا واقعا جديدا، إحدى تجلياته مثلا منع حراس الأوقاف الأردنية من القيام بمهامهم أثناء اقتحامات المستوطنين، حيث يجبروا على البقاء في أكواخهم ويمنعوا من التنقل».
وختم الرفاعي قائلا: «إذا كانت تصريحات نتنياهو صادقة فلتفتح الحواجز ليدخل إلى الأقصى من يريد أن يصلي، وكمقدسيين ندرك تماما أنها تصريحات وكلام للاستهلاك الإعلامي وغدا لناظره قريب».
تقييد الأعمار

وفي فيديو عمم على وسائل الإعلام ظهر خطيب المسجد الأقصى والشيخ عكرمة صبري يدعو لإعمار الأقصى في رمضان.
ورفض صبري الإجراءات المقترحة التي تنشرها وسائل إعلام إسرائيلية معتبرا أنها اجراءات «تحرم مئات آلاف المسلمين من الوصول للأقصى خلال شهر رمضان».
وقال الشيخ صبري: «سياسة تقييد الأعمار تحرم الناس من الصلاة، فيما يعتبر حق كل مسلم أن يأتي للأقصى بسهولة ومن دون أي عرقلة».
وهدد قائلا: «لن نسمح بتعطيل الشعائر الدينية في الأقصى، فهو للمسلمين وحدهم ولا يجوز أن يحاصر المسجد، فهذه وسيلة لمنع قدوم المسلمين».
وعلى ذات المنوال نظرت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة لتصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وأكدت أنه يمارس حالة من «خداع الرأي العام الدولي عبر ترويجه بسماح المسلمين بدخول القدس والمسجد الأقصى».
وقالت القوى في بيان صحافي إن «ما يشاع في وسائل الإعلام من ترهات وأكاذيب اعتاد الاحتلال وحكومة نتنياهو على ترديدها من أجل خداع الرأي العام والمجتمع الدولي، وآخرها ما اشيع عن سماح حكومة الاحتلال لدخول المصلين إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان الفضيل كما كان عليه في العام الماضي».
وشددت أن إجراءات الاحتلال على الأرض تنافي كل ما يشاع من أكاذيب وتلفيقات، حيث ما زال مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ممنوعين من دخول القدس وممنوعين من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
وأكدت القوى أن المئات من رجال الدين والخطباء والشخصيات الوطنية ممنوعة من دخول الأقصى ومبعدة عن مدينة القدس، وأن عشرات المرابطين والمرابطات تم منعهم من الدخول للمسجد الأقصى بالمئات، حتى ان موظفي الأوقاف الأردنية صاحبة الوصاية في المسجد الأقصى بعضهم مبعدون عن المسجد الأقصى وممنوعون من ممارسة عملهم المكلفين به.
وتوجهت القوى الوطنية والإسلامية بالنداء لقطاعات الشعب الفلسطيني في كل المدن الفلسطينية بضرورة شد الرحال للصلاة في المسجد الأقصى وعدم الالتفات إلى ما ينشر من قبل قوات الاحتلال وإعلامه المضلل.
وحسب الجمعية الإسرائيلية «عميم» (مؤسسة حقوقية غير حزبية تتعامل مع تعقيدات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في مدينة القدس) فإن القيود على المسجد الأقصى خلال رمضان تهدد حرية العبادة وتثير الاضطرابات.
وحذرت عميم في تقرير جديد من فرض القيود على حرية العبادة ودخول المصلين الى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، معتبرة أنها مسالة قد تشعل مزيد من التوترات ويثير الاضطرابات في مدينة القدس ومحيطها.
وترى المنظمة أن اليمين الإسرائيلي يسعى إلى «استغلال الفرص» ومنع المصلين من دخول الحرم القدسي الشريف أو على الأقل فرض قيود صارمة.

تفريغ المعركة من معناها

وحسب الباحث المقدسي زياد ابحيص فإن الاحتلال ينظر للأقصى بعد عملية «طوفان الأقصى» باعتباره أحد عناوين تفريغ المعركة من معناها، فهو يريد القول للفلسطينيين أن المقاومة التي بادرت وشنت حربها على الاحتلال وترتب عليها نتائج كبيرة جدا من ممارسات الاحتلال، فيما ها هي يده (الاحتلال) مطلقة في المسجد الأقصى.
وتابع ابحيص: «وهو أثناء قيامه بذلك هو يقوم بعملية يجدد فيها مكانه المسجد الأقصى باعتباره مكانا رئيسيا لاستنزاف قوته».
وأشار إلى أنه لو عدنا للوراء وذلك من عام 1996 وحتى الآن، سنرى أن المسجد الأقصى يعتبر مكانا جوهريا في استنزاف قوة الاحتلال ولإطلاق المواجهات من هبة النفق إلى انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى اليوم وما تخلل هذه الفترة الزمنية من انتفاضات ومواجهات مع الاحتلال كان الأقصى أساسيا بها.
وشدد أنه لو فكر الاحتلال بالعقلية الواقعية والمنطقية لقرر ترك الأقصى وشأنه وأن يعيده للوضع القائم الذي كان قائما عام 1967 حيث كانت تديره الأوقاف الإسلامية بالكامل.
وتابع ابحيص في تصريحات خاصة بـ«القدس العربي»: «لكن الاحتلال يفعل كل ما يفعل في الأقصى مدفوعا بالأيديولوجيا الدينية، وهو يجدد مكانة المسجد الأقصى كمفجر للصراع، وهذه فرصة كامنة لنا، فهو من حيث يجدد الصراع في ظل مكانة المسجد الأقصى الفعلية يعود ليكون المركز الأول لاستنزاف القوة الصهيونية».
وحسب ابحيص فإنه يمكن قراءة تجلي سلوك الاحتلال في المسجد الأقصى ضمن ثلاثة تجليات أولها: الحصار، الذي لم يبدأ مع الحرب بل قبل شهر من اندلاعها، وتحديدا في 16 ايلول/سبتمبر من العام الماضي أي مع بداية موسم الأعياد اليهودية والتي على أثرها انطلقت الحرب.
وأضاف: «هنا أنا أقرأ أن الاحتلال يحاول أن يعمل على تكريس حصار المسجد الأقصى وجعلها حالة دائمة، وما يقوله نتنياهو كذب ومراوغة، إنه يعمل على إعادة إنتاج شروط بن غفير لكن بخطاب مراوغ يسمح بتمرير شروطه، وأبلغ دليل على ذلك الأعداد التي صلت الجمعة في الأقصى حيث قدرت بـ 15 ألفا، فيما جرت العادة أن تكون 100 ألف في الجمعة قبل الشهر الفضيل».
ومن هذا المنطلق يرى ابحيص أن سياسة استمرار الحصار على الأقصى ستكون إحدى عناوين المواجهة الأساسية في شهر رمضان، فهو فعل مستمر ولن يتغير لا بعد التصريحات ولا قبلها.
ويضرب ابحيص مثالا حيث يقول: «لقد كرس الاحتلال فكرة أن من يصلي في الأقصى هو من يسكن البلد القديمة في القدس، أما من يأتي من خارج البلدة القديمة فيمنع من الدخول، وهو هنا يريد إعادة تعريف لمكانة المسجد، وبالتالي يريد النظر إليه على انه مكان لا يحتاج لشد الرحال، إنه مسجد حي مثل بقية المساجد».
أما ثاني التجليات حسب الباحث المقدسي ابحيص فيتمثل في إطلاق يد المستوطنين في استعراض طقوس توراتية كانت بالعادة تمنع حتى في فترة الأعياد. وعن ذلك يضرب مثلا مفاده أن جماعة «جبل الهيكل في أيدينا» صار لديها زي خاص لمرشدي الجماعة، وهو زي مطرز عليه كلمات «مرشد جبل الهيكل» وهؤلاء يمارسون دورا إداريا، والرسالة هنا أنه مثلما هناك من يرشد المسلمين يجب ان يكون هناك من يوجه اليهود، وهو عبارة عن هيكل اداري يوازي الأوقاف الإسلامية مع شرطة الاحتلال.
أما ثالث التجليات فترتبط بحضور الهيكل في الحرب على غزة، حيث يقول ابحيص نرى تنامي استعراض حرب الاحتلال الدينية التي عنوانها الهيكل، لقد جرت العادة أن يقوم جيش الاحتلال بمنع عناصر الحرب الدينية حتى لا تتوسع معركته، أما في الحرب على غزة فكانت الدبابات ترفع راية الهيكل، لقد رسم الجنود الهيكل على المدارس والمنازل قبل نسفها، لقد صوروا أنفسهم أثناء نسف أحياء كاملة وهم يرفعون رايات.
ويختم ابحيص أن ما يحمي الأقصى هو الإرادة الشعبية والمقاومة وليس أي شيء آخر، والمعركة بعد 7أكتوبر تتمثل في أن الاحتلال يمهد لمعركة جديدة وحتمية وهي قادمة لكن السؤال هنا هو: متى؟ ومع علامات غضب الفلسطينيين في كل مكان في ظل سياسات الاحتلال ندرك أن الانفجار مسألة وقت.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية