الرئيس الجزائري من وزارة الدفاع: السيادة الوطنية تصان بجيش قوي مهاب واقتصاد متطور- (فيديوهات)

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”:

دافع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عن حصيلته الاقتصادية في خطاب له أمام قادة المؤسسة العسكرية في البلاد، معتبرا أن “التطور الذي تشهده الجزائر أمر ملموس لا ينكره إلا جاحد”، كما وعد بأن تكون 2027 سنة الإنجازات الكبرى، وهو موعد سيكون ضمن ولايته الثانية في حال قرر الترشح.

وفي زيارة له إلى مقر وزارة الدفاع الوطني بوصفه رئيسا للجمهورية قائدا أعلى للقوات المسلحة وزيرا للدفاع الوطني، التقى تبون بإطارات ومستخدمي الجيش الوطني الشعبي. ومن هناك، ألقى خطابا بُث إلى جميع قيادات القوات، والنواحي العسكرية الست والوحدات الكبرى والمدارس العليا عبر كامل التراب الوطني عن طريق تقنية التخاطب عن بعد.

وفي البداية، أكد الرئيس على أن التأسيس لليوم الوطني للذاكرة الذي يصادف 8 أيار/مايو (ذكرى مجازر سنة 1945)، يجسد افتخار الشعب الجزائري بتاريخه المشرف المجيد، كما ذكّر في هذه المناسبة بالتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري أمام جرائم وهمجية وبربرية الاستعمار الفرنسي الغاشم.

وفي مقاطع خطابه التي نشرتها الرئاسة، أكد الرئيس على مسألة السيادة الوطنية التي قال إنها تصان بالارتكاز على جيش قوي مهاب واقتصاد متطور. وأشار في دفاعه عما تحقق في ولايته الأولى (2019-2024) إلى “التطور الذي تشهده الجزائر أمر ملموس لا ينكره إلا جاحد وأن وتيرة النمو وباستكمال المشاريع الكبرى ستعرف في آفاق 2027 إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة”.

وشدد تبون في هذه النقطة، على رفضه للاستدانة الخارجية كونها أحد العوامل التي ترهن استقلالية القرار السيادي للدولة.

كما جدد من خلال كلمته على “التزام الجزائر الثابت واللامشروط تجاه القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية”. وحذر الرئيس تبون من أن “هناك طبخة لمحو الشعب الفلسطيني حتى لا تُقام دولة فلسطينية”. كما تحدث عن “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”.

من جهته، أكد الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش، في كلمته الترحيبية بالرئيس، على حرص الجيش، وعيا منه بالتحديات الراهنة، على تعزيز موجبات القوة العسكرية، بكافة أشكالها”.

وأبرز أنه “بتوجيه من سلطتكم العليا، تم اتخاذ التدابير الملائمة للتصدي لأي احتمال، من خلال إعداد استراتيجية مبنية على تقييم منطقي للتهديدات، والاستعمال الأمثل للأسلحة والعتاد والقوات، التي يتم تكييفها باستمرار، لضمان أحسن الظروف الأمنية”.

وأضاف قائلا: “كما يمكننا التأكيد على أن وحدات قوام المعركة قد بلغت مستوى رفيعا، كما تؤكده النتائج الإيجابية المحققة في الميدان، فهي تواصل، بمعنويات عالية، تحضيرها القتالي، لبلوغ أعلى درجات الجاهزية”.

وتبرز اللقطات المعروضة لزيارة تبون لمقر وزارة الدفاع الوطني وحضور الفريق الأول سعيد شنقريحة معظم الاستقبالات التي يشرف عليها الرئيس، وجود انسجام بين الطرفين، ما يؤشر وفق مراقبين لدعم  المؤسسة العسكرية خيار الاستمرارية الذي يضمنه الرئيس تبون.

ويؤكد شنقريحة بوضوح ذلك في خطاباته، حيث سبق له الدعوة للالتفاف حول مشروع الجزائر الجديدة الذي يتبناه الرئيس عبد المجيد تبون، واصفا ما تحقق بـ “الخطوات العملاقة التي قطعتها الجزائر خلال السنوات الماضية”.

وقبل أشهر، تحدثت افتتاحية مجلة الجيش في الجزائر، وهي لسان حال المؤسسة العسكرية، بنفس لغة الإشادة بحصيلة الرئيس، وقالت إن ما تحقق في ظرف أربع سنوات من حكم الرئيس تبون يبعث على الأمل ويدعو للاستمرار بخطى ثابتة وواثقة على النهج ذاته.

ولا يزال الرئيس تبون لحد الآن لم يفصح عن نواياه بخصوص الترشح لعهدة ثانية في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 7 أيلول/سبتمبر المقبل، إلا أن كل المؤشرات ترجح هذا الخيار، أبرزها ضبط أجندات دبلوماسية مهمة من الآن مثل الزيارة المتوقعة لفرنسا نهاية أيلول/سبتمبر المقبل، وكذلك تحضير الأحزاب الموالية للحظة الترشح من أجل إعلان مساندتهم للرئيس.

ومن جانب المعارضة وشخصيات أخرى تمتاز بخطاب نقدي، تختلف نبرة الحديث بين من يحضر نفسه لمنافسة الرئيس ومن يدعوه لعدم الترشح. وذكر سفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد، وهو شخصية تقاربت مع الرئيس في بدايات عهدته، أنه لا يرى جدوى من استمرار تبون لعهدة رئاسية ثانية.

وقال في حوار له مع موقع كل شيء عن الجزائر: “بصراحة، أعتقد أنه قد قام بأفضل ما لديه خلال هذه الولاية الأولى وسيكون الجزائريون شاكرين له. لكن هناك احتمال كبير أن تتحول الولاية الثانية إلى فشل مؤلم سيكون على حد سواء مؤلمًا بالنسبة له وللبلاد. أدرك تبعات اتخاذ موقفي، لكن أعتقد أنه سيكون له الكثير للربح من التنازل عن الولاية الثانية”.

وفيما يشبه النداء للرئيس، ختم جيلالي سفيان قائلا “لديه الوقت للتفكير والاستماع إلى الذين يتحدثون بصراحة وعدم الانجرار خلف المتزلفين. يمكنه أن ينجز عملية الانتقال بنجاح من خلال رعاية انتخابات رئاسية فيها منافسة. سيضع اسمه في تاريخ الجزائر. يجب أن يتأمل التحديات التي تنتظر البلاد وأن يستجوب ضميره حول أفضل خدمة يمكنه تقديمها للبلاد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية