رئيس وزراء العراق يحثّ على وقف حرب غزة… و«المقاومة» تضرب هدفا في إيلات

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي» : شدّد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، على وجوب وقف الحرب في فلسطين، معتبراً أن ما يحدث في غزّة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، يمكن أن يرقى إلى «إبادة جماعية» مشيراً إلى أن أغلب الضحايا هم من النساء والأطفال، في حين، أعلنت فصائل «المقاومة» الإسلامية» في العراق، تنفيذها هجوماً جديداً طال «هدفاً حيوياً» في إيلات «أم الرشراش».
السوداني ذكر خلال استقباله في بغداد، وكيلة وزير الخارجية الأمريكي للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان، أوزرا زيا، أن «ما يحدث في غزة غير مسبوق، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ويرقى لأن يكون إبادة جماعية» مشيراً إلى أن «أغلب الضحايا هم من النساء والأطفال وفقاً لتقارير المنظمات الدولية» فيما أكد ضرورة «بذل المزيد من الجهود لإيقاف هذه الحرب التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني».
وحسب بيان لمكتبه، فإن رئيس الحكومة العراقية لفت إلى «حرص العراق على تعزيز نظامه الديمقراطي، وتمسكه بما تحقق على هذا المسار، استناداً إلى دستوره الذي ينصّ على التعددية وحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية بعد تغيير النظام، وإنصاف المكونات التي تعرضت إلى القمع والهجمات الإرهابية».
فيما أشارت زيا إلى «دور العراق الاستثنائي في المنطقة؛ كونه بلداً ذا نظام ديمقراطي، ويحقق تقدماً في مجال حقوق الإنسان، والحدّ من ظاهرة الاتجار بالبشر، بالإضافة إلى دوره في حفظ السلم بالمنطقة» مشيدةً بما «أنجزته الحكومة في تأسيس مجلس أعلى للشباب ومجلس للمرأة».
وفي وقت سابق من مساء أول أمس، أفاد بيان لفصائل «المقاومة الإسلامية» أنه «استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في غزّة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق هدفاً حيوياً في إيلات (أم الرشراش) بأراضينا المحتلة (مساء الثلاثاء) بواسطة الطيران المسيّر، وتؤكد المقاومة الإسلامية استمرارها في دكّ معاقل الأعداء».
يتزامن ذلك مع تشكيك المسؤول الأمني لكتائب «حزب الله» العراقية، أبو علي العسكري، بجدية الحكومة في إخراج القوات الأمريكية من الأراضي العراقية، وفيما دعا إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية، حثّ الأردن والكويت على أن لا تكون أراضيها منطلقاً للاعتداء على العراق.
وقال في «تدوينة» له، إنه «لم نلمس جدية العدو الأمريكي في إخراج قواته وتفكيك مقاره التجسسية في العراق، وقد قالت المقاومة الإسلامية، إن أول الغيث هو خروجهم من العمليات المشتركة، وترك أجواء العراق للعراقيين، كما لم نرَ الجدية المطلوبة من الحكومة العراقية لإخراج هؤلاء الأوباش من أرض المقدسات. وقراءتنا هذه لها ما لها».
وأشار إلى أن «العقود التي أبرمت مع الأمريكان المحتلين يجب أن لا تمر ما داموا على حالهم، بغض النظر عمّن وقعها أو دعمها أو في أي حكومة تمّت، بل علينا مقاطعة المنتجات الأمريكية وماركاتها المشؤومة».

كتائب «حزب الله» تشكك في جدية الحكومة في إخراج القوات الأمريكية من البلاد

ورأى أن «إعلام دولة الإمارات قال إنها فرضت قيودا على الطيران الأمريكي، لمنع تنفيذ ضربات من أراضيها على العراق واليمن، وهذا، يحتاج إلى مصداق عملي يتوافق مع سلوكياتهم على الأرض، للتأكد أنهم قد وعوا الدرس، كما ندعو الكويت والأردن إلى أن لا تكون أراضيهم منطلقاً للاعتداءات على العراق».
إلى ذلك، أشاد زعيم ائتلاف «قوى الدولة الوطنية» عمار الحكيم، بالمواقف الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية، منتقداً في الوقت عينه «زيف» الادعاءات الغربية في ملف حقوق الإنسان.
وذكر خلال استقباله الأمين العام «للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية» حميد شهرياري وعدد من أعضاء المجلس الأعلى للمجمع، بحضور السفير الإيراني في العراق، محمد كاظم آل صادق، إن «الاجتماع يعقد في ظروف استثنائية حيث ما يجري من اضطهاد وإبادة جماعية لشعبنا في غزة» مشيراً إلى إنه «اتضاح زيف الادعاءات الغربية في حقوق الإنسان والمرأة والطفولة وحرية التعبير، فضلا عن الغطاءات السياسية للكيان الإسرائيلي».
وأشاد بـ«المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني» مبيناً إن «التظاهرات الواسعة في الغرب والاحتجاجات الجامعية دليل تعاطف مع القضية الفلسطينية الحقة». وأكد أن «التواصل الاجتماعي أصبح منصة لصالح فلسطين من حيث التعاطف والتعاطي مع أزمة غزة» مشيداً أيضاً بـ«موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعمها للشعب الفلسطيني».
ودعا إلى «النظر للأزمة في غزة من زاوية حضور المشروع الإسلامي ودوره في الدفاع عن فلسطين» موضحاً أن «العراق كان دائما متقدما لنصرة فلسطين وعلى رأسها بيان المرجعية الدينية العليا يضاف لها موقف الحكومة العراقية ورئيسها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني والموقف الشعبي والسياسي والإعلامي الداعم».
وأفاد أن «العراق غادر تحديات أمنية وسياسية واجتماعية واستطاع أن يعود لوضعه الطبيعي وأصبح الأمن والأمان سمة مدنه اليوم» لافتاً في الوقت عينه إلى «عودة الوئام المجتمعي والتعايش الحقيقي والإيجابي بين أبناء المكونات، واستشهدنا بالزيجات المختلطة بين المذاهب والمكونات».
ورأى أن «ائتلاف إدارة الدولة يمثل أربعة أخماس مجلس النواب ويمثل حاضنة للحكومة، وهذه التطورات تتزامن مع متغيرات إقليمية ودولية إيجابية تجاه العراق» مذكّراً بـ«طريق التنمية والفرص التي يقدمها للعراق يضاف إلى ذلك دوره الفعال في تقريب وجهات النظر بين فرقاء المنطقة
ووفق الحكيم فإن «العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول العربية والإسلامية ليست علاقة حكومية فحسب، بل هي علاقة اجتماعية وثقافية ودينية أيضاً».
يحدث ذلك في وقتٍ عقد فيه رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، اجتماعاً مع القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، في العاصمة طهران التي يزورها منذ الأحد الماضي.
وحسب بيان لرئاسة إقليم كردستان، فإن الاجتماع شهد بحث علاقات إيران مع العراق وإقليم كردستان، خصوصاً في المجال الأمني.
وأكد الجانبان أهمية «تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية في الجمهورية الإسلامية مع العراق وإقليم كردستان لحماية أمن واستقرار الحدود ومواجهة التهديدات الأمنية من أي طرف».
في جانب آخر من الاجتماع، جرى بحث «تداعيات الحرب والصراع في الشرق الأوسط على أوضاع المنطقة» وفي هذا الصدد، اتفق الجانبان في الرأي على أهمية أن «تعمل الأطراف كافة من أجل حماية الاستقرار ومنع اتساع التوترات».
التنسيق والتعاون الأمني والعسكري بين أربيل ـ بغداد، ومواجهة تهديدات ومخاطر الإرهاب وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك، شكّلت جانباً آخر من الاجتماع.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية