مدير أوقاف الخليل لـ «القدس العربي»: إغلاق الحرم الإبراهيمي سياسة يسعى الاحتلال لاستنساخها في المسجد الأقصى

سعيد أبو معلا
حجم الخط
0

الضفة الغربية – «القدس العربي»: في الوقت الذي تتكثف فيه الاقتحامات الدينية التي ينفذها مستوطنون متطرفون بمناسبة عيد الفصح اليهودي في المسجد الأقصى على مدى أيام العيد الديني، يغلق الاحتلال الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة في مدينة الخليل لمدة يومين متواصلين، كما يمنع المصلين المسلمين من الدخول إلى الحرم أو إقامة الصلوات أو حتى رفع الأذان.
وحسب غسان الرجبي، مدير عام مديرية الأوقاف في مدينة الخليل، فإن المشهد في الخليل الذي لا يلقى اهتماما إعلاميا، يسلط الضوء على ما يراد له أن يحدث في الأقصى.
ويقول لـ«القدس العربي»: «إن رغبت أن تعرف ما الذي يريد الاحتلال تحقيقه في الأقصى في نهاية مطاف سياسات التصعيد والتهويد، فإنّ نظرة عميقة ودقيقة للحرم الإبراهيمي تجعلك تدرك المقصد والغاية».
وكان آلاف المستوطنين واصلوا منذ يوم أمس الأول الأربعاء، اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف، وإقامة شعائر تلمودية وحفلات صاخبة في أروقته وساحاته الداخلية والخارجية، بقيادة الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، وعدد كبير من قادة المستوطنين المتطرفين.
وتشهد مدينة الخليل تصعيدا كبيرا في اقتحامات المستوطنين للأماكن الأثرية والدينية، التي ترافقها إجراءات قمعية وإغلاقات تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأهالي لتأمين تلك الاقتحامات، وكان آخرها إغلاقها يوم أمس بشكل كامل الحرم الإبراهيمي الشريف وأجزاء واسعة من البلدة القديمة، ومنع المواطنين من الوصول إليه حتى منتصف ليلة الجمعة المقبلة، وفتحه أمام المستوطنين لتأدية صلوات تلمودية، وإقامة حفلات صاخبة داخل الحرم وخارجه بحجة الأعياد اليهودية.
ويوضح أن «ما حدث في الحرم هو المؤشر الخطير جدا ويراد أن يتكرر في الأقصى، إنها قصة التقسيم الزماني والمكاني، فقد استقطع الاحتلال نحو 63٪ من مساحة الحرم، وهذا يعني تقسيماً مكانياً، وعلى مدى 10 أيام خلال أشهر السنة يمنع المسلمون من دخوله، وهو ما يعني تقسيما زمانيا، أما في الأيام العشرة فإن ما يحدث هو أنه يمنع المسلمين من الدخول او إقامة الصلاة أو حتى رفع الأذان». وما يجري في الأقصى هو أنه يتم سحب الإجراءات والأحداث والسياسات التي طبقت في الخليل، بحسب الرجبي، الذي يكمل: «فتشوا عن الآثار بحجة بناء مصعد في الحرم الإبراهيمي، وتتم عمليات تشويه المعالم، ومد الجسور من أجل تسهيل حركة المقتحمين.. كلها حدثت في الحرم ويراد لها أن تحدث في الأقصى، وجزء منها حدث بشكل فعلي».
وعلى مدى 10 أيام متفرقة يعمل الاحتلال على الاستحواذ على الحرم الإبراهيمي، وفي عيد الفصح اليهودي الجاري تتم السيطرة على الحرم بشكل كامل على مدى يومين، حيث يمنع الدخول أو الخروج.
وأكد أنه «في المقابل يسمح للمستوطنين بالدخول والاستئثار بكامل مساحة الحرم حيث الصلوات والغناء والسكر والرقص، هذا يشمل كامل المنطقة التي يصلى فيها المسلمون عادة وهي أقل من 40 % من مساحة الحرم، ويحدث هذا بالقرب من أقدم منبر مستخدم حتى اليوم، وهو للقائد صلاح الدين الأيوبي».
ومن واقع خبرته وعمله قبل سنوات حيث كان الرجبي مديرا عاما للحرم الإبراهيمي، فإن النقاط التي حددها الاحتلال وتعامل بمقتضاها من أجل السيطرة على الحرم هي ذاتها التي يستخدمها من أجل السيطرة على الأقصى، فـ «كل ما جرى في السنوات الماضية ومن ضمنها معركة البوابات، كلها مؤشرات ومقدمات على التقسيم، وما يقف في وجه الاحتلال هو فزعة المقدسيين».
وردا على سؤال عن أسباب غياب الفزعة الشعبية اليوم في ظل أعداد المقتحمين، يشدّد على أن الوضع اليوم مختلف نوعا ما مقارنة مع السنوات الماضية، و»هناك اختلاف وتحول في نقاط الاشتباك ومحاولة لزعزعة ممارسات الاحتلال والتأثير من خلالها على المواطنين ونضالهم ضد الاحتلال».
ويضيف: «هناك كم كبير من تصريحات القتل إلى جانب الممارسات اليومية، الفلسطيني لديه مسعى حقيقي مفاده الحفاظ على حياته وروحه، ومن ثم الثبات على أرضه، صحيح أن المقدسات خط أحمر لكن الفلسطيني بالنهاية إنسان، وهو يحتاج للوقوف في وجه استباحه دمه، روح الفلسطيني غالية ومقدرة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية