روسيا تواصل استهداف منشآت الكهرباء والطاقة في أوكرانيا وزيلينسكي يحث حلفاء كييف على الوفاء بتعهداتهم العسكرية

آدم جابر
حجم الخط
0

يحاول الجيش الأوكراني الذي أضعفه هجومه المضاد الفاشل في صيف العام الماضي وتضاؤل المساعدات الغربية، مواجهة الهجمات الروسية في نقاط عدة على الجبهة وسط صعوبات في العثور على متطوعين.

باريس ـ «القدس العربي»: واصلت روسيا طوال هذا الأسبوع الحملة العسكرية الجديدة التي أطلقتها منذ نهاية شهر آذار/مارس الماضي ضد شبكة الطاقة الأوكرانية، حيث أطلقت عشرات الصواريخ وعشرات الطائرات بدون طيار المتفجرة على البنية التحتية للطاقة، وذلك في وقت تعاني فيه كييف من نقص الدفاعات الجوية، الأمر الذي دفعها إلى تكثيف مناشداتها للغرب بتزويدها بشكل عاجل بدفاعات جوية للتصدي لهذه الحملة الروسية.

خلال هذا الأسبوع، أعلنت السلطات الأوكرانية عن هجمات روسية بطائرات مسيرة على مناطق متفرقة، بما في ذلك في محيط العاصمة الأوكرانية كييف، دمرت صواريخ وطائرات مسيرة أطلقتها روسيا محطة كبيرة للكهرباء وأصابت منشآت للطاقة في عدة مناطق. وأيضا، في منطقة دنيبروبتروفسك بجنوب البلاد حيث تسبب هجمات روسية في حريق بمنشأة للطاقة، وألحقت أضرارا بالبنية التحتية الحيوية في منطقة خيرسون. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت منشآت للوقود والطاقة، فيما وصفتها بأنها ضربة كبرى شملت استخدام طائرات مسيرة وأسلحة عالية الدقة وطويلة المدى من الجو والبحر، معتبرة أن هذه الضربات أتت رداً على هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة على منشآت للنفط والغاز والطاقة في روسيا. واتهمت موسكو كييف باستهداف محطة زابوريجيا النووية، التي يسيطر عليها الروس، بسلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة، لكن المخابرات العسكرية الأوكرانية نفت الوقوف خلف هذه الهجمات، التي حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مغبة أنها تعرض السلامة النووية للخطر.

نزع سلاح كييف

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال إن الضربات الروسية ضد منشآت الطاقة في أوكرانيا تأتي في إطار الرد على استهداف منشآت طاقة روسية بسلسلة من الضربات في الآونة الأخيرة، ولكنها أيضا تأتي، بشكل أوسع، في سياق العمل على تحقيق هدف الكرملين بـ«نزع سلاح» كييف. وأوضح بوتين أن بلاده تفادت استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية خلال فصل الشتاء الماضي، حتى لا تحرم المراكز الاجتماعية والمستشفيات… إلخ، من الكهرباء، على حد قوله. في المقابل، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء كييف الغربيين على الوفاء بتعهداتهم بدعم بلاده عسكريا ولاسيما بأنظمة الدفاع الجوي التي تشتد حاجة أوكرانيا إليها وسط غارات جوية روسية مكثفة.

التعبئة العسكرية في أوكرانيا

في ظلّ الضربات الجديدة التي تشنّها روسيا ضد منشآت الطاقة الأوكرانية وتزايد الهجمات البرّية على خطّ الجبهة ونقص في المتطوّعين للخدمة في صفوف الجيش، اعتمد البرلمان الأوكراني أخيرا قانونا جديدا مثيراً للجدل حول التعبئة العسكرية، بعد أشهر من النقاشات الحامية. وقد أثار هذا القانون الذي يشدّد بشكل ملحوظ العقوبات على الذين يتهرّبون من التجنيد، أثار جدلا واسعاً في البلاد بسبب حذف بند في اللحظة الأخيرة ينصّ على تسريح الجنود الذين أمضوا 36 شهرا في الخدمة، وهي ضربة قاسية لمن يقاتل على الجبهة منذ أكثر من عامين. ويحاول الجيش الأوكراني الذي أضعفه هجومه المضاد الفاشل في صيف العام الماضي وتضاؤل المساعدات الغربية، مواجهة الهجمات الروسية في نقاط عدة على الجبهة. ووسط صعوبات في العثور على متطوعين، وسّعت أوكرانيا في البداية نطاق التعبئة وخفضت سن الذين يتم استدعاؤهم من 27 إلى 25 عاما. وما زال النص يحتاج إلى توقيع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليدخل حيز التنفيذ.
قائد الجيش الأمريكي في أوروبا الجنرال كريستوفر كافولي، قال هذا الأسبوع أمام الكونغرس الأمريكي، إن قذائف المدفعية وصواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية لدى أوكرانيا ستنفد «خلال مدى زمني قصير» دون الدعم الأمريكي، ما يجعلها عرضة لهزيمة جزئية أو كلية. في هذا الصدد، عبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن أسفه لعدم قدرة حلفاء أوكرانيا الغربيين على تزويدها بأنظمة الدفاع الجوي التي تحتاج اليها بشكل عاجل.

حزمة مساعدات بـ60 مليار دولار

ووسط التحذيرات من التداعيات المحتملة لعدم إمداد كييف بالأسلحة عاجلا، حث الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا هذا الأسبوع مجلس النواب على التصويت فورا على حزمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 60 مليار دولار، التي طرحتها إدارته منذ العام الماضي، ويعرقلها المشرعون من الحزب الجمهوري حتى الآن، حيث يرفض رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون الدعوة للتصويت على دعم بلاده عسكريا خاصة بأنظمة دفاع جوي. من جانبه، حذر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، خلال زيارته إلى واشنطن هذا الأسبوع، حذر المشرعين الأمريكيين من مغبة أن أوكرانيا معرضة لخطر الانهيار تحت وطأة الهجوم الروسي من دون الدعم الأمريكي، وهي كارثة قد تزيد الصين جرأة وتشعل أزمة جديدة في شرق آسيا. وكذلك فعل وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، خلال زيارته إلى واشنطن هذا الأسبوع أيضا، حيث حث المشرعين الجمهوريين على إقرار حزمة المساعدات الأمريكية هذه لدعم أوكرانيا.
في غضون ذلك، ذكر الجيش الأمريكي هذا الأسبوع أن واشنطن أرسلت إلى كييف آلاف الأسلحة الخفيفة وأكثر من خمسمئة ألف طلقة ذخيرة صادرتها قبل أكثر من عام بينما كانت إيران تنقلها إلى الحوثيين في اليمن. وتعد شحنة الأسلحة هذه المرسلة الأسبوع الماضي أحدث مساعدة عسكرية تقدمها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لكييف في معركتها لاستعادة الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا.

مؤتمر سلام في سويسرا

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الحكومة السويسرية أن المؤتمر الذي تنظمه حول «السلام في أوكرانيا» سيعقد يومي الـ 15 و16 حزيران/يونيو المُقبل في فندق بوسط البلاد، من دون مشاركة روسيا. وقد اعتبرت موسكو أن هذا المؤتمر هو «مشروع» للولايات المتحدة يهدف إلى الضغط عليها، وأنه «لا معنى» لأي محادثات تعقد بغيابها بشأن الحرب في أوكرانيا. كما انتقدت «صيغة السلام» التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتنص بشكل أساسي على انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، ودفع موسكو تعويضات مالية وإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المسؤولين الروس. وأيضاً شددت روسيا على أن «سويسرا لا يمكن أن تكون مضيفا محايدا في مثل هذه الظروف وبالتالي لا يمكنها أن تكون وسيطا».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية