اشتداد المواجهات في جنوب لبنان.. وتحفظات للثنائي الشيعي على الورقة الفرنسية 

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: تشتد المواجهات العسكرية على الحدود الجنوبية اللبنانية بين حزب الله وإسرائيل تزامناً مع المعلومات عن رد من قبل الثنائي الشيعي بالتنسيق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على الورقة الفرنسية التي حملت عنوان “خريطة طريق لتنفيذ القرار 1701” ولم يخل هذا الرد من بعض التحفظات على عدد من النقاط والمصطلحات رغم اعتبار الورقة الفرنسية قاعدة جيدة للنقاش كونها لا تتكلم عن ترتيبات أمنية بل عن إجراءات. وبين النقاط المتحفظ عليها ما يتعلق باليونيفيل وعدم ذكر عبارة تتحرك بالتنسيق مع الجيش اللبناني.

وبدا أن حزب الله يربط تفاعله مع أي مبادرة بتطورات الوضع الميداني في الجنوب خصوصاً بعدما بدأ الحزب بتحقيق ضربات نوعية ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي في الأيام الأخيرة، وهذا ما دفع بوزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إلى التصريح من على الحدود مع لبنان “قد يكون صيفاً ساخناً”، مبدياً “الإصرار على إعادة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم بأمان وإعادة بناء ما تهدم”.

عمليات نوعية

وفي جديد عمليات حزب الله، أعلن، الأربعاء، عن تدمير منظومة فنية في موقع عسكري إسرائيلي بعد استهدافها بمسيرة.

وقال الحزب في بيان إن مقاتليه “استهدفوا إحدى المنظومات الفنية المستحدثة التي تم تثبيتها مؤخرًا في موقع العاصي (الإسرائيلي) بمُحلِّقة هجومية انقضاضيّة (مسيرة انتحارية)، وأصابوها بشكل مباشر ما أدى إلى تدميرها”.

وفي بيان آخر، أعلن حزب الله استهداف موقع السماقة الإسرائيلي، في تلال كفر شوبا، اللبنانية المحتلة، بالأسلحة الصاروخية وإصابته بشكل مباشر.

وفي وقت سابق الأربعاء، تحدث عن استهداف مبنى يستخدمه جنود إسرائيليون في مستعمرة المطلة وآخر في مستعمرة المنارة ومبنيين في مستعمرة شلومي. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى “حادثة على الحدود الشمالية أدت إلى مقتل جندي احتياط وعدد من الإصابات”.

وصدر عن الحزب بيان جاء فيه “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‌‌‏والشريفة، وبعد رصد ‏‏ومتابعة لحركة جنود العدو الإسرائيلي في موقع الراهب وعند دخولهم إلى إحدى دشمه استهدفها مجاهدو ‏‏المقاومة الإسلامية بعد ظهر الأربعاء بالصواريخ ‏‏الموجهة وأصابوها إصابة مباشرة. وبالتزامن مع ذلك، دكّ المجاهدون الموقع بقذائف المدفعية واوقعوا أفراد حاميته بين ‏قتيل وجريح. كما استهدفوا تجهيزاته التجسسية ‏ودمروها”. كذلك استهدف الحزب مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ بركان، وأعلن عن تنفيذ هجوم جوي بمسيرات انقضاضية على مقر قيادة اللواء الغربي المستحدث في “يعرا”.

واستشهد خمسة أشخاص الأربعاء في قصف اسرائيلي على جنوب لبنان، وفق ما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس، وقال المصدر الأمني اللبناني إن “ثلاثة اشخاص قضوا جراء القصف الإسرائيلي على منزل في بلدة الخيام”. واستشهد “مقاتلان من حزب الله” في غارة أخرى على بلدة العديسة الحدودية.

وأعلنت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن استشهاد اثنين من عناصرها على الحدود اللبنانية وهما محمود محمد بلاوني، ومحمد حسين جود، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، أن قواته قتلت ثلاثة عناصر من “حزب الله” اللبناني في ضربة موجهة ببلدة الخيام، جنوبي لبنان، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (واي نت) الإسرائيلية.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شن سلسلة غارات على أطراف بلدة عيتا الشعب والمنطقة الحرجية الواقعة بين عيتا الشعب ورامية ما أدى إلى اشتعال النيران في الاحراج المتاخمة للخط الأزرق. كما سجّلت غارة بين حولا ومركبا وغارات أخرى على أطراف كفركلا وتلة الغزلان في عرمتى وعلى الخيام والعديسة وبليدا، فيما استهدفت المدفعية الاسرائيلية أطراف الناقورة وكفرشوبا وحلتا وكفرحمام وبلدة يارون .

وقال جيش الاحتلال انه شنّ “هجمات واسعة النطاق” في لبنان، وأعلن بعد الظهر أنه شن هجوماً على أكثر من 20 هدفاً لحزب الله من خلال 18 غارة.

وكانت أطراف بلدتي رميش ورامية تعرضت فجراً لنيران الأسلحة الرشاشة الثقيلة من المواقع الإسرائيلية المتاخمة للخط الأزرق والتي استهدفت خزانات المياه على أسطح المنازل والطرق بين القرى الحدودية. وأعقبت هذه المستجدات غارات ليلية على مبان عسكرية لحزب الله بحسب زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال في كل من كفركلا وعيتا الشعب والخيام ومارون الراس وحولا وعيترون ولإزالة تهديد محتمل في طير حرفا والجبين.

تيمور في عين التينة

وحضرت هذه التطورات في الزيارة التي قام بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط لرئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، على رأس وفد ضم نواب “اللقاء الديمقراطي” مروان حمادة، أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، هادي أبو الحسن، بلال عبدالله، وأمين السر العام في الحزب ظافر ناصر ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب. وتطرق الوفد خلال اللقاء إلى ما يجري في فلسطين وكذلك في جنوب لبنان من عدوان إسرائيلي وحشي، وكان “تأكيد على ضرورة حصول وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وتطبيق القرار الدولي 1701، لإعادة الاستقرار إلى الجنوب ومنع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة”. كما عرض الوفد مع الرئيس بري الورقة التي أعدها الحزب التقدمي الاشتراكي في ما يتعلق بملف النازحين السوريين في لبنان، حيث كان “تأكيد على أن تتم معالجة هذا الملف برؤية وطنية واحدة ضمن مؤسسات الدولة وبما تقتضيه ضرورة التعامل مع هذه القضية بعيداً عن التحريض والاستغلال، وضمن ما يحفظ هيبة الدولة وكرامة المواطن اللبناني”.

وفد المعارضة

وكما في بيروت كذلك في واشنطن، حيث زار وفد من نواب المعارضة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري ديكارلو ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، وأوضح عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني أننا أوصلنا رسالة واضحة بالنسبة إلى تطبيق القرار 1701 وأهمية تطبيقه اليوم، في ظل خطر الحرب الواسعة على لبنان، إضافة إلى موضوع النازحين السوريين ودور الأمم المتحدة بعدم تشجيع النزوح الأكبر إلى لبنان وتأدية دورها بحسب المعاهدات والاتفاقات الموقّعه معها وعدم الخروج عن السيادة اللبنانية، بما فيها أولاً تخفيف الدعم للنازحين السوريين الموجودين بطريقة غير شرعية على الأراضي اللبنانية، خصوصاً أن لبنان في المعاهدات والاتفاقات التي وقّعها مع الأمم المتحدة هو بلد عبور وليس بلد لجوء”. وأضاف “لا يمكن لأي شخص نزح إلى لبنان البقاء فيه أكثر من سنة، إذا لم يكن وضعه قانونياً. ولذا، يجب أن يرحّل إلى بلد آخر أو إلى بلده، إذا كان هناك من إمكانية، وكانت الساحة آمنة”.

بوحبيب وفرونتسكا

من جهته، ناقش وزير الخارجية عبدالله بوحبيب مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا الأوضاع في الجنوب وأهمية تطبيق القرار 1701، إضافة إلى تداعيات أزمة النازحين السوريين ودور الأمم المتحدة من خلال منظماتها في مساعدة لبنان على تجاوز هذه الأزمة. كما بحث بوحبيب مع المديرة العامة شؤون الأونروا دوروثي كلاوس في الصعوبات التي تواجهها الأونروا في عملها لتغطية حاجات اللاجئين الفلسطينيين بسبب الصعوبات المالية إضافة إلى التطورات العسكرية الحاصلة في غزة والتي تمنع المنظمة من القيام بدورها. وجرى التطرق إلى أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان والدور الذي تلعبه الأونروا في استمرار رعاية اللاجئين الفلسطينيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية