معركة الموسم الدرامي تنتهي بانفراد بطلات السينما بالفوز

كمال القاضي
حجم الخط
0

من الظواهر اللافتة في الموسم الدرامي الرمضاني المُنقضي تركيز الأحداث في المُسلسلات على البطلة الرئيسية وربط الموضوع والفكرة الأساسية وعنوان المسلسل باسمها الدرامي داخل العمل، بما يعني تسخير كافة الشخصيات والمسارات المؤدية إلى الحالة الفنية والإبداعية لخدمة بطلة العمل واختزال كافة التفاصيل في دورها كأنها مُفتاح سر النجاح.
هذه الظاهرة تكرر حدوثها في أكثر من عمل فني هذا العام وفي توقيت واحد، وقد بدأت حكاية ربط أحداث المسلسل بشخصية البطلة على استحياء منذ بضعة أعوام.
ولنجاح بعض الأعمال المُتصلة عناوينها بهذه الفكرة استمرت الحيلة التي استهدفت بالأساس الدعاية والإعلان باستغلال اسم البطلة والترويج لدورها من خلال التركيز على مضمون ما تقدمه في سياق الحدوتة الدرامية في محاولة للاستفادة من نجوميتها وعلاقة الجمهور بها.
وبالرجوع للحقب الزمنية الماضية سنجد أن السينما المصرية ابتدعت هذه الحكاية في أفلام تجارية مهمة مثل فيلم «سماره» للفنانة تحية كاريوكا، حيث جسدت النجمة الكبيرة شخصية سماره وظل نجاحها كممثلة مرتبطاً بهذا الدور لفترة طويلة من حياتها إلى الحد الذي شجع المُنتج والمخرج وكاتب السيناريو على استنساخ عمل آخر بعنوان «عفريت سماره» حتى يتم الربط بين الجزء الأول والجزء الثاني من الفيلم مع وجود نفس الأبطال، تحية كاريوكا ومُحسن سرحان ومحمود إسماعيل ومحمد توفيق والسيد بدير.
وفي مرحلة أخرى من عمر السينما المصرية قدمت نادية الجندي فيلماً بعنوان «الإمبراطورة» في إشارة صريحة لدورها الرئيسي وما يرتبط به من مواقف وأحداث تؤكد هيمنتها وبطولتها المُطلقة للفيلم بدون منافس أو منافسة. ومن السينما إلى الدراما التلفزيونية انتقلت نفس الظاهرة وانعكست في عدة أعمال كان لها تأثير جماهيري مهم إبان عرضها الأول كمسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» و«مسلسل لحم غزال» اللذان قامت ببطولتهما غادة عبد الرازق قبل عدة سنوات، حيث أشير للمُسلسلين بالشخصيتين الرئيسيتين اللتين قامت بتجسيدهما.
ومع استمرار تيار الاستغلال التام لاسم البطلة داخل العمل الفني تأكد مقصد كُتاب السيناريو ورغبة المُخرجين في أن يُنسب المُسلسل بأكمله للبطلة لضمان ترويجه.
وقد تُرجم ذلك في مجموعة الأعمال التي عُرضت خلال شهر رمضان الماضي، كمسلسل «فراولة» بطولة نيللي كريم التي حملت اسم الشخصية الرئيسية وانطلقت منه لتؤدي دورها الكوميدي بأريحية واطمئنان باعتبارها العنوان الرئيسي للأحداث ومحور الارتكاز الأساسي في القصة والسيناريو.
وبنفس الطريقة ولتحقيق نفس الغرض الدعائي جاء مُسلسل «نعمة الأفوكاتو» للمخرج محمد سامي ليضع بطلة العمل مي عمر في بؤرة الضوء، لارتباط البطلة باسم الشخصية وربط جميع الأحداث بدورها كمحامية، فنعمة الأفوكاتو هي مصدر التفاعل وهمزة الوصل بين كل الأدوار وما دونها مجرد شخصيات مساعدة تدور في فلكها ليس أكثر، إذ تصب كل النتائج الإيجابية المُترتبة على الأداء الجيد لبقية المُمثلين والتأثير القوي للقصة في صالح البطلة فترتفع أسهمها وتتأكد نجوميتها، ومن ثم تفلح حيلة الدعاية الضمنية برد كل الامتيازات لبطلة العمل والنجمة المُضلة للجمهور حسب الاعتقاد التجاري السائد.
ويأتي مُسلسل «رحيل» للفنانة ياسمين صبري دليلاً آخر على شيوع الحالات الدرامية المُرتبطة أحداثها باسم البطلة فرحيل هو اسم ياسمين صبري داخل العمل، وهي أيضاً الشخصية الرئيسية والمحورية، الفتاة البسيطة التي تعمل في مهنة النجارة ولأسباب معينة تم اتهامها في جريمة ما وأودعت سجن النساء.
وكما هو معهود تم التركيز على شخصية السجينة إلى نهاية الأحداث، المهم أنها ظلت تحت الضوء كبطلة طوال الحلقات لإثارة الفضول والشغف والاهتمام.
مسلسل «ب 100 راجل» واحد من العينات الدرامية التي حذا كُتابها نفس الحذو بالتركيز على شخصية البطلة ومسارها الاجتماعي، فالدور الذي قامت به سُمية الخشاب لا يختلف كثيراً من حيث التكوين والتضمين فهي «غالية» المرأة الكادحة التي تتعرض لضغوط ومضايقات نظراً لظروفها البائسة والصعبة، فلم تجد إلا الرجل المُخلص الشهم محمود عبد المُغني الذي يقف بجانبها ويدعمها لتتغلب على محنتها.
الفارق الوحيد بين مسلسل «ب 100 راجل» وبقية المُسلسلات المُشار إليها أنه ركز على دور البطلة بدون أن يحمل عنوانه اسمها الدرامي «غالية».
ويبقى مُسلسل «صدفة» ضمن الحالات الدرامية الصريحة في هذا الصدد، فالبطلة ريهام حجاج هي ذاتها صدفة الشخصية الرئيسية التي قام عليها البناء الدرامي كُله واستحوذت على النصيب الأوفر من المُتابعة والأضواء.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية