مهرجانات وأفلام سينمائية لدعم السياحة المصرية والعربية

كمال القاضي
حجم الخط
0

قبل نحو نصف قرن تقريباً بدأت موجة الإنتاج السينمائي الموجه لدعم السياحة المصرية، ولم يكن هناك عنوان مُباشر يُشير إلى تضمين الفكرة السياحية داخل الفيلم السينمائي وذلك للمُحافظة على القيمة الإبداعية، حيث كان ربط المفهوم السياحي بالمُصنف الإبداعي السينمائي يعني أنه لا وجود للقصة والسيناريو والصراع الدرامي الذي هو نواة التكوين الفني في أي عمل جيد ومهم.
أما مسألة اقتران العمل السينمائي بالمعنى السياحي فلم تكن مُستحبة تماماً اللهم إذا كان الفيلم بطبيعته يهدف إلى الترويج السياحي، وغالباً ما كان يُترك هذا الأمر للسينما التسجيلية والوثائقية التي تختص نوعيات منها بهذا الشأن، لذا كان ارتباط الفيلم الروائي الطويل بالغرض السياحي يُعد من العيوب التي تحول بينه وبين المهرجانات الدولية والعالمية ومن ثم تُبعده عن المسابقات والجوائز.
ولو دققنا في أرشيف السينما المصرية سنجد أن الأفلام التي اعتنت بالترويج السياحي في الإطار الروائي نادرة للغاية وتكاد تُعد على أصابع اليد الواحدة لدرجة أن الجمهور لم يذكر منها غير نماذج بعينها مثل فيلم «الحقيقة العارية» للمخرج عاطف سالم وبطولة ماجدة وإيهاب نافع وعبد المنعم إبراهيم وهذا الفيلم أنتج عام 1963 للاحتفاء بمشروع السد العالي.
وقد عُرض الفيلم نفسه في الاتحاد السوفيتي عام 1975 لغرض سياحي – سياسي واستهدف في معناه ومضمونه توطيد العلاقات المصرية السوفيتية التي كانت مُتميزة للغاية في هذه الفترة.
أما الفيلم الثاني فكان بعنوان «غرام في الكرنك» بطولة محمود رضا وفريدة فهمي ومن إخراج علي رضا وهو أول فيلم مصري ملون أنتج عام 1967 ودارت أحداثه في مدينة الأقصر وبالتحديد في معبد الكرنك، حيث اعتمدت الفكرة الأساسية على تفاصيل العلاقة العاطفية بين البطلين محمود رضا وفريدة فهمي وصُنف الفيلم كعمل استعراضي ضخم ومهم لاحتوائه على عدة رقصات استعراضية شارك فيها أبطال فرقة الفنون الشعبية ونجح الفيلم بامتياز في تحقيق غرضه السياحي المنشود.
كذلك يُمكن إدراج الفيلم الاستعراضي الموسيقي إجازة «نُص السنة» للمخرج علي رضا ضمن الأفلام السياحية التي اشتملت على قصة درامية لمجموعة من الشباب والطُلاب قرروا قضاء إجازة نصف العام في المناطق الريفية المفتوحة.
وبالفعل ذهبوا إلى المزرعة التي تمتلكها ماجدة بإحدى القرى واستمتعوا بالطبيعة الخضراء والهواء النقي وخلال فترة الإجازة جمعت بين البطلين كالعادة، محمود رضا وماجدة قصة رومانسية عاطفية انتهت درامياً بزواجهما السعيد وفق التقليد الذي كان سائداً في فترة الستينيات وما بعدها للتأكيد على الاستقرار الاجتماعي والنفسي حسب توجهات السينما آنذاك لتزيين الواقع وبعث الأمل في نفوس الشباب ودفع الخريجين منهم للعمل الجاد والتفاؤل بالمستقبل.

الدورة الأولى

وبمرور الوقت تراجعت هذه النوعية من الأفلام الاستعراضية لأسباب إنتاجية ولم يعد هناك توظيف سياحي للسينما بالمعنى الشامل، لكن شيئاً من هذا القبيل تسعى إليه الآن بعض الجهات السياحية وعلى رأسها الاتحاد العربي للإعلام السياحي، عضو مُلتقى الاتحادات العربية المُتخصصة بجامعة الدول العربية والذي نوه خلال افتتاح دورته السادسة عشر في 22 نيسان/أبريل الماضي 2024 عن إطلاق الدورة الأولى لمهرجان السينما السياحية بدعم مباشر من الاتحاد العربي للإعلام السياحي وتحت مظلة جامعة الدول العربية وبتشجيع من هيئة التنشيط السياحي بالقاهرة والتعاون بين وزارتي الثقافة والسياحة المصريتين.
وقد جاءت المُبادرة الإعلامية الداعمة للمهرجان من الإذاعية د. لمياء محمود الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي ومنال ماجد المدير التنفيذي للمهرجان السينمائي السياحي الجديد المُزمع إطلاق دورته الأولى في الأول من أيلول/سبتمبر المُقبل بعد الانتهاء من كافة الترتيبات الخاصة باختيار الأفلام وأعضاء لجنة التحكيم المُقرر إسهامها في التصويت لصالح الأفلام الفائزة.
وبالفعل تم اختيار ثلاثة أعضاء للجنة بشكل مبدئي للمُشاركة في تقييم الأفلام من ثلاث دول عربية شقيقة من بينها الجزائر وعضو آخر من مصر وسوف يتم الإعلان عن بقية الأسماء واسم الرئيس الشرفي للمهرجان مع اقتراب موعد انطلاق الدورة الأولى، بحيث تكون كل المعلومات والشروط مستوفاة تماماً.
المهرجان حدد مُسبقاً نوعية الأفلام المُرشحة للمشاركة في المُارثون المُنتظر وهي الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية والوثائقية التي تحتوي على مادة سياحية وتهدف إلى الترويج والنشيط السياحي الداعم للفكرة بشكل فني إبداعي مُبتكر.
وبالتعاون المصري العربي في هذا الصدد يسعى المهرجان لنشر التوعية السياحية على نطاق واسع للاستفادة من المكاسب السياحية بشتى الصور، كالارتقاء بمستوى العلاقات الدولية وفتح آفاق جديدة للتبادل الثقافي في أجواء حضارية خالية من التوترات والنزاعات وداعمة لفكرة الاحتواء ونبذ العنف وتجنب الخلافات وتحقيق السلام العادل والشامل اللازم لاستقرار الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الشقيق.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية