مئات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى في أول أيام «عيد الفصح اليهودي»

سعيد أبو معلا
حجم الخط
0

أريحا – «القدس العربي»: قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابا فلسطينيا فيما أصيب آخران برصاصها خلال اقتحامها مخيمي عقبة جبر وعين السلطان، جنوب وشمال مدينة أريحا، فيما اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى في أول أيام احتفالات المستوطنين بعيد الفصح اليهودي.
وذكرت وزارة الصحة أن الشاب شادي جلايطة (44 عاماً) استشهد برصاص الاحتلال جراء إصابته في الصدر خلال العدوان على أريحا، كما تعاملت الطواقم الطبية في مستشفى أريحا الحكومي مع إصابة حرجة لطفل بالرصاص الحي في البطن، وإصابة ثالثة متوسطة في الركبة.
وأفادت مصادر محلية بأن الشهيد شادي متزوج وأب لثلاثة أبناء، وهو شقيق الأسير فادي جلايطة (46 عاما)، والمحكوم بالسجن لمدة 25 عاما، أمضى منها 24 عاما، وتوفي والده وهو بالسجن.
واندلعت مواجهات واشتباكات مسلحة عنيفة بين الشباب المقاوم وقوات الاحتلال في عدد من المحاور في المخيمين والمدينة.
وأطلقت مكبرات المساجد الدعوات للنفير والخروج لكل من يملك سلاحا للتصدي للاقتحام والدفاع عن الشعب الفلسطيني ومخيماته.
وداهمت قوات الاحتلال المنازل واقتحمت المخيمين، ما أدّى إلى اشتباكات متفرقة مع الشبان، وسط دعوات للتصدي لعمليات الاقتحام.
ومع الشهيد جلايطة يكون عدد الشهداء في الضفة الغربية قد بلغ (487) شهيداً، بينهم 122 طفلاً، و4 سيدات، و5 مسنين، و10 شهداء من الأسرى داخل سجون الاحتلال.

مستوطنون متطرفون يقتحمون الأقصى

وفي القدس، اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، المسجد الأقصى بحراسة أمنية على يد شرطة الاحتلال في أول أيام عيد الفصح اليهودي الذي يستمر لمدة أسبوع.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن 292 مستوطنا اقتحموا الأقصى «219 خلال فترة الاقتحامات الصباحية، و73 خلال فترة الاقتحامات بعد الظهر».
وعلى شكل مجموعات متتالية، اقتحم المستوطنون الأقصى عبر باب المغاربة، الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال القدس عام 1967.
وأدى المستوطنون صلواتهم خلال اقتحامات الأقصى، فيما تمركزت القوات على أبواب الأقصى كافة، وقامت بتوقيف الوافدين إليه وفحصت هوياتهم قبل السماح لهم بالدخول.
وأجبرت شرطة الاحتلال المصلين الوافدين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاتي الظهر والعصر على تسليم هوياتهم الشخصية على أبوابه.
وعند طريق باب السلسلة ـ الطريق المؤدي الى الأقصى عبر باب السلسلة ـ أبعدت القوات الموجودين من المكان ومنعتهم من الجلوس في المنطقة، علما أن مجموعات المستوطنين يخرجون من باب السلسلة ويؤدون الصلوات والرقصات.
وتتواصل الدعوات لتنفيذ اقتحامات جماعية للأقصى خلال أيام عيد الفصح «أيام الأربعاء، الخميس، الأحد، والإثنين المقبلة».
كما تتواصل الدعوات للمشاركة في طقوس صلاة «بركات الكهنة»، «الموساف»، في حائط البراق.
وقال مركز معلومات وادي حلوة في مدينة القدس، إن شرطة الاحتلال لاحقت الفلسطينيين وضايقت المصلين عند أبواب المسجد الأقصى وخلال وجودهم في باحاته، وذلك بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين للمسجد في أول أيام عيد الفصح اليهودي.
ونشر المركز صورًا ومشاهد فيديو لاقتحامات المستوطنين وممارسة التضييق على الفلسطينيين، من بينها منع سيدة فلسطينية من دخول المسجد الأقصى واحتجازها عند أحد أبوابه.
وقال شهود عيان إن عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلية انتشرت في ساحات المسجد الأقصى لتأمين الحماية للمستوطنين الذين يزداد عددهم شيئًا فشيئًا أثناء اقتحاماتهم للمسجد، من خلال باب المغاربة الواقع في الجدار الغربي.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان مقتضب، أن «الشرطة الإسرائيلية تقوم بالتضييق على المصلين وتم إخراج أحد الفلسطينيين من داخل المسجد».

المتطرف يهودا غليك

وأشار شهود عيان إلى أن عضو الكنيست الإسرائيلي السابق المتطرف يهودا غليك يقود هذه الاقتحامات، فيما تسود حالة من التوتر الشديد أنحاء البلدة القديمة في مدينة القدس.
وحول المشهد العام في البلدة القديمة والمسجد الأقصى، قال عضو مجلس أمناء الدفاع عن المسجد الأقصى فخري أبو ذياب، في حديث صحافي، إن قوات الاحتلال عسكرت مدينة القدس، ونشرت الحواجز ونقاط التفتيش، ومارست التضييق بحق الفلسطينيين في أول أيام عيد الفصح، وشددت من إجراءات الدخول إلى البلدة القديمة.
وأضاف أن «ما يجري هو محاولة الاحتلال لاستغلال الأعياد اليهودية والتوراتية لتكريس الوجود اليهودي في القدس، ومحاولة فرض وقائع تلمودية على المسجد الأقصى».
وشدد على أن «سلطات الاحتلال والجماعات الاستيطانية المتطرفة تستغل الظروف، وخصوصاً الحرب على قطاع غزة، لزيادة الاقتحامات للمسجد الأقصى وممارسة الاعتداءات من أجل تفريغ المسجد، ومحاولة الانفراد به، بعد الحرب على غزة».
وبيّن أن اليوم هو مجرد بداية وسوف تزداد هذه الاقتحامات مع أيام عيد الفصح.
وتسعى الجماعات الاستيطانية لتقديم القرابين وذبحها داخل المسجد الأقصى، باستغلال هذه الظروف، وفرض وقائع جديدة.
وتابع أن «الاحتلال يمارس التشديد على المرابطين في المسجد الأقصى، لذا يجب زيادة شد الرّحال إلى المسجد والرباط فيه، لأن تكثيف الوجود فيه هو من سيفشل هذه المخططات».
وأكد أن «القدس تعاني من سطوة الاحتلال وتشديد الخناق عليها وهي سياسة تفريغ وتهجير للفلسطينيين، بشتى الطرق والأساليب».
وحاول عدد من المستوطنين، يوم أمس الأول، إدخال القرابين لذبحها في المسجد الأقصى، حيث رصدت بعض الجمعيات الاستيطانية مكافأة بقيمة 50 ألف شيكل لمن يتمكن من إدخال القرابين، حيث إنه وحسب العقيدة اليهودية، فإن قربان عيد الفصح اليهودي يجب أن «يقدم في الهيكل». حيث سجل حراس الأقصى 13 محاولة.
وحاول مستوطنون يهود إدخال القرابين الى القدس القديمة، استعدادا لذبحها في المسجد الأقصى احتفالا بعيد الفصح العبري الذي بدأ الإثنين ويمتد 7 أيام. وأخفى المستوطنون القرابين «الماعز/ الجدي» داخل أكياس، وكراتين، وعربة أطفال، خلال سيرهم لإدخالها الى البلدة القديمة.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية عن اعتقالها 13 مستوطنا، حاولوا إدخال قرابين الى البلدة القديمة.
وتداولت وسائل الإعلام مقطع فيديو يظهر فيه أحد المستوطنين «الإسرائيليين» – قبل أن توقفه شرطة الاحتلال – يحمل بيديه كيسا يخفي في داخله ذبيحة، لإدخالها إلى الأقصى وتقديمها قربانا في اليوم الأول لعيد «الفصح» العبري.
وأعلنت جماعات الهيكل عن جوائز مالية لكل من يحاول او يتمكن ذبح قرابين الفصح في الأقصى.
وتتصدر دائما الدعوات لذبح القرابين الحيوانية في عيد الفصح جماعة «حوزريم لهار» أو «عائدون إلى جبل الهيكل» برئاسة المتطرف رفائيل موريس الذي ضُبط عشرات المرات وهو يحاول إدخال الذبائح إلى سور القدس والمسجد الأقصى.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية