حملة عنصرية وإسلاموفوبية ضد صادق خان بعد فوزه بولاية ثالثة تاريخية في منصب عمدة لندن- (تغريدات)

جمال الدين طالب
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

أثار فوز عمدة لندن المسلم صادق خان بولاية ثالثة تاريخية، تعليقات عنصرية ومعادية للإسلام، ليس من الغوغاء العنصريين المتوقع ذلك منهم فقط، بل أيضا من إعلاميين وشخصيات سياسية عبّروا عن مواقف عنصرية بشكل واضح تقع من المفترض تحت طائلة القانون.

فقد نشر كيلفن ماكنزي، المحرر الأسبق لصحيفة “الصن” (الذي يكرر مرة أخرى مواقفه العنصرية والإسلاموفوبية)، على حسابه في منصة “إكس” وبشكل مقصود، صورةً لخبر مفبرك كأنه من “بي بي سي” بأنه “بعد إشاعات على تقدم منافسته سوزان هول (المعروفة بمواقفها العنصرية والإسلاموفوبية الموثقة) مرشحة حزب المحافظين، استعان صادق خان بأصوات عبر البريد من باكستان”.

والإشارة واللمز واضحان هنا لأصل صادق خان الباكستاني، الذي جاء والده ووالدته من باكستان في ستينات القرن الماضي، وعمل والده سائق حافلة. وقد أشار صادق خان، الذي ولد في أكتوبر 1970 بلندن، كثيرا إلى والده وكدّه وتضحياته من أجل عائلته التي قادت صادق إلى المضيّ في حياته ليصبح محاميا، ويدخل المعترك السياسي مع حزب العمال.

وقد أصبح خان عمدة لندن في 2016 بعد فوزه في الانتخابات حينها على مرشح حزب المحافظين زاك غولدسميث، الذي كان أكد أن “والده رباه لكي يُعرّف نفسه بقوة كيهودي” وقد لعب هو أيضا في ذلك الوقت، ورقة الإسلاموفوبيا للنيل من صادق خان، المرشح المسلم، الذي أكد “أنه مسلم ملتزم يصلي ويصوم”.

واللافت أن ماكنزي، وهو من أصول أسكتلندية، وولد في منطقة كنت بجنوب إنكلترا، واصل نشر منشورات أخرى عنصرية، حيث وصف صادق خان بـ”الأحمق” وذهب ليزايد على سكان لندن وذكائهم! وكتب يقول: “أخبار سيئة، سيكون خان متواجدا لمدة أربع سنوات أخرى في لندن حيث تغلب على سوزان هول بنسبة 43.5% مقابل 32.8%. 12 سنة من ذلك “الأحمق”. ما هو معدل ذكاء الأشخاص الذين يعيشون في العاصمة؟”.

وفي نموذج آخر للتعليقات العنصرية ضد صادق خان، ذهب دان ووتون، المذيع الموقوف من قناة “جي بي نيوز” اليمينية، والذي ولد في نيوزلندا، هو الآخر ليطعن في صادق خان اللندني. وكتب على حسابه: “أربع سنوات أخرى من حكم صادق خان المثير للخلاف والكراهية. ستواصل لندن تراجعها السريع. كثير من الناس، بمن فيهم أنا، لن يكونوا هنا بحلول الانتخابات المقبلة. لماذا البقاء في المناطق المحظورة، وتفشي الجريمة، والفوضويين الذين يمارسون أعمال الشغب في الشوارع، والحرب على السيارات، وأضواء الليل المحترقة”.

وقد أرفق ووتون منشوره بصورة مسيئة لصادق خان حيث يظهر الأخير فيها ولندن خلفه تشتعل بالنيران.

ومثل ماكنزي، جاءت ردود ساخرة وغاضبة على ووتون. وقال كثير من المعلقين إنهم سيكونون سعداء لو كان عند كلمته وغادر لندن، التي يطعن في الخيار الديمقراطي لسكانها. وذكّره معلقون كذلك بأن “عليه أن يخجل من نفسه أولا” بسبب سجله السيئ وطرده من قناة “جي بي نيوز” بعد تدخل هيئة ضبط العمل التلفزيوني البريطاني، بسبب “التهجم المعادي للمرأة في برنامجه، عندما تم استهداف مذيعة بريطانية بشكل وضيع”، كما أكد المعلقون.

وقد فاز عمدة لندن، صادق خان، بشكل مريح بولاية ثالثة تاريخية. حيث زاد خان المدعوم من حزب العمال حصته من الأصوات حتى في بعض المناطق الخارجية التي كان من المتوقع أن يكون أداء منافسته المحافظة، أفضل فيها.

وحصل خان على 43.8% من الأصوات، مقارنة مع 32.7% لمنافسته الرئيسية، المحافظة سوزان هول. وزاد خان حصته من الأصوات على مستوى المدينة مقارنة بفوزه السابق في عام 2021.

وفي حين كان يُنظر إلى خان (53 عاما) على أنه سيفوز بسهولة بولاية ثالثة، متقدما على بعض استطلاعات الرأي العام بأرقام مزدوجة، فإن أرقام الإقبال التي صدرت بعد تصويت يوم الخميس، أثارت تكهنات وحتى شائعات بسباق متقارب.

وفي هذا السياق، تم انتقاد مذيعة “بي بي سي”، ومحررتها السياسية السابقة لاورا كويسنبرغر، التي اتُهمت بترويج مثل هذه الشائعات!

وأرجع تراجع نسبة الإقبال إلى غضب الكثير من الناخبين، خاصة من المسلمين ومناصري القصية الفلسطينية بسبب العدوان على غزة وموقف حزب العمال، وخاصة رئيسه كير ستارمر، والذي اعتبر أنه لا يختلف عن حزب المحافظين الحاكم. لكن كثيرا من المسلمين، ومناصري فلسطين اختاروا مع كل التحفظات التصويت على صادق خان، وليس بالضرورة على حزب العمال، وذلك لقطع الطريق على مرشحة حزب المحافظين “العنصرية والإسلاموفوبية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية