مئات الجنود والمستوطنين يقتحمون «قبر يوسف» في نابلس… واعتداءات في المغير

سعيد أبو معلا
حجم الخط
0

الضفة – «القدس العربي» : اقتحم المئات من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المتطرفين مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، في حين وقعت اشتباكات مسلحة ومواجهات وعمليات اعتقال خلال اقتحامات متفرقة في مدن الضفة.
وقالت مصادر محلية إنه وفي وقت مبكر من صباح أمس الجمعة، دخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس بقوة تقدر بـ 40 آلية عسكرية إسرائيلية من حاجز عورتا شرق المدينة باتجاه المنطقة الشرقية من المدينة، حيث تمركزت في محيط «قبر يوسف».
وأفادت بنشر قوات راجلة في عدة أحياء من المدينة، خاصة في منطقة الضاحية وشارع القدس، كما دخلت في شارع عمان.
ووفقًا للمصادر نفسها، قامت قوات الاحتلال برفقة مجموعات المستوطنين بالاقتحامات داخل قبر يوسف، وداخل عدة مبانٍ وعمارات أخرى.

وقوات الاحتلال

وتم نشر قناصة على أسطح المباني في المنطقة الشرقية من المدينة. كما أفادت باندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في أطراف مخيم بلاطة شرقي المدينة.
واقتحمت قوة خاصة من جيش الاحتلال مخيم بلاطة وحاصرت منزلا، وتلى ذلك اقتحام عدد من آليات الاحتلال شرق المدينة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة مع الشبان.
وداهمت قوات الاحتلال المنزل بعد محاصرته، واعتقلت الشاب أحمد سمير حشاش، قبل أن تنسحب من المكان، وقد ألحقت آليات الاحتلال أضرارا في عدد من مركبات المواطنين خلال الاقتحام.
وأفادت مصادر محلية بأن عشرات المستوطنين وصلوا إلى قبر يوسف باستخدام الآليات العسكرية المدرعة لجيش الاحتلال.
يشار إلى أن اقتحامات المستوطنين لقبر يوسف توقفت منذ السابع من أكتوبر، بقرار من جيش الاحتلال بسبب المخاوف الأمنية جراء تصاعد عمليات المقاومة.
واندلعت مواجهات واشتباكات مسلحة في شارع عمان أطلق خلالها الجنود قنابل الغاز السام بكثافة، كما استهدف شبان قوات الاحتلال بعبوات محلية الصنع في محيط مخيم بلاطة.
ودارت مواجهات في شارع عمان أطلق خلالها الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، كما استهدف شبان قوات الاحتلال بعبوات محلية الصنع في محيط مخيم بلاطة.
في سياق متصل، دخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة قباطية جنوب جنين.
وأفادت مصادر محلية بأن القوات داهمت أحياء البلدة ونشرت آلياتها العسكرية في شوارعها دون تسجيل أي عمليات اعتقال. كما زادت قوات الاحتلال من وجودها العسكري في محيط بلدة عرابة وقرية بير الباشا، وعلى طول شارع جنين – نابلس، حيث نصبت حواجز عسكرية متنقلة.
وفي إطار حملات الاقتحام ذاتها، داهمت قوات الاحتلال أيضًا بلدتي عزون وجيوس في ساعات الفجر، حيث استهدفت منازل المواطنين هناك.
واقتحمت عدة آليات عسكرية إسرائيلية بلدة عزون بعد محاصرتها من «مستعربين»، فيما تم اقتحام منزل المواطن أشرف سليم، وتدمير محتوياته وتسببت في تدمير شامل دون أن يتم الإبلاغ عن أي عمليات اعتقال.
وقامت قوات الاحتلال بعملية اعتقال في ساعات الفجر الأولى، حيث داهمت مدرسة في مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله. وأفادت مصادر محلية في المخيم أنه تم اعتقال المعلمة جهاد نخلة (33 عامًا) بعد مداهمة منزلها في الجلزون وتفتيشه وتخريب محتوياته.
وأكدت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم ونشرت فرقًا راجلة في عدة أماكن، وداهمت جنود الاحتلال عدة منازل، بما فيها منازل سعيد شهوان ومأمون الرمحي وأبو ياسر الحطاب.
وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقال فلسطينيين بعد أن اقتحما البؤرة الاستيطانية «مخوخ» في منطقة الأغوار الشمالية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر بحوزة أحد المعتقلين على فأس، ويشتبه في أن السيارة التي وصلا بها إلى مكان الحادث مسروقة. وتقوم قوات كبيرة من جيش الاحتلال والشرطة، التي تم إرسالها إلى مكان الحادث، بالتحقيق في الحادث وإجراء مسح لاستبعاد أي مخاطر إضافية، وفق مصادر عبرية.
وفي محافظة رام الله، هاجم مستوطنون عددا من المواطنين بالرصاص، واعتدوا على الأراضي الزراعية قرب قرية المغير شرق المدينة.
وقال الناشط في القرية محمد رفيق أبو عليا لوكالة الانباء الفلسطينية (وفا) إن «مستعمرين مسلحين هاجموا الأراضي الزراعية لتخريبها، وأطلقوا الرصاص الحي تجاه عدد من المواطنين من أهالي القرية الذين حاولوا التصدي لهم لحماية مزروعاتهم خاصة أشجار الزيتون».
وكان مستوطنون قد نصبوا قبل يومين خيمتين في منطقة تسمى عين البنات، الواقعة بين قريتي كفر مالك والمغير، فيما يتخوف الأهالي من أن تتحول لمستعمرة، ويتم الاستيلاء بموجبها على أراضي المواطنين هناك.

عمليات إفراج محدودة

وفي ملف الاعتقالات اليومي، قال نادي الأسير الفلسطيني إن عمليات الإفراج المحدودة التي تمت لمجموعة من المعتقلين الإداريين خلال الفترة الماضية من سجون الاحتلال الإسرائيلي، تقابلها حملات اعتقال يومية مستمرة، إلى جانب استمرار جهاز مخابرات الاحتلال، بإصدار المزيد من أوامر الاعتقال الإداري تحت ذريعة وجود (ملف سرّي).
وأضاف في بيان صحافي، أن أعداد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال في تصاعد مستمر، وأن عمليات الإفراج المحدودة التي تمت لم تشكّل أي تحوّل في أعداد الأسرى، ومنها أعداد المعتقلين الإداريين، حيث شكّلت قضية المعتقلين الإداريين القضية الأبرز التي تركت تحوّلات كبيرة وتاريخية على صعيد قضية الأسرى، حيث استهدف الاحتلال عبر هذه السياسة الغالبية العظمى من المعتقلين من الضفة الغربية.
وأوضح أنّه وعلى الرغم من أن التصاعد في أعداد المعتقلين الإداريين زادت حدته بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إلا أنّ التصاعد لم يرتبط بهذا التاريخ فعليًا، فقد بدأ بشكل ملحوظ منذ تاريخ نيسان/أبريل عام 2022، فبعد أن بقيت أعداد المعتقلين الإداريين تتراوح ما بين 400-500 معتقل، باستثناء الفترة التي تلت «الهبة الشعبية» عام 2015، حيث وصل عددهم في حينه إلى أكثر من 700، وصل عدد المعتقلين الإداريين في شهر نيسان/أبريل 2022 إلى 600 معتقل، واستمر بالتصاعد حتى اليوم، ليصل إلى الأعداد الأعلى تاريخيًا استنادًا للمعطيات المتوفرة لدى المؤسسات المختصة.
ويبلغ عدد المعتقلين الإداريين حتى بداية نيسان/أبريل الجاري، أكثر من (3660) معتقلا إداريا من بينهم (22) من النساء، وأكثر من (40) طفلًا.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت آلاف المواطنين الفلسطينيين إداريًا، بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وقد استهدفت الفئات كافة، بينهم طلبة جامعات، وصحافيون، ونساء ونواب سابقون في المجلس التشريعي، ونشطاء حقوق إنسان، وعمال، ومحامون، وأمهات، ومعتقلون سابقون، وتجار، وأطفال، علمًا أن منظومة الاحتلال استخدمت الاعتقال الإداري أداة للقمع والسّيطرة والتّرهيب وتقويض أي حالة نضالية متصاعدة، وبرزت تحديدًا في سنوات الانتفاضات والهبات الشعبية.
واعتبر النادي قضية الاعتقال الإداري أنها تشكّل أخطر القضايا التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق أبناء شعبنا، إلى جانب جملة طويلة من الجرائم والسياسات والانتهاكات الجسيمة وعمليات التّعذيب التي صعّدت منها في ضوء العدوان والإبادة الجماعية.
وأكد أنّ تاريخ ما بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وبدء حرب الإبادة في غزة، لم يكن بداية عدوان الاحتلال على الأسرى والتصاعد في حملات الاعتقال والاعتقال الإداري، بل شكّل كل هذه الجرائم والانتهاكات امتدادًا لجرائم ممنهجة ومتواصلة نفّذها الاحتلال على مدار عقود طويلة، إلا أنّ المتغير الأساسي والراهن فقط في كثافة هذه الجرائم، والتصعيد من السياسات والإجراءات الانتقامية بحق الأسرى والمعتقلين وعــائلاتهم.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية