السويداء على صفيح ساخن: النظام السوري يعتقل طالباً جامعياً بتهمة «النيل من هيبة الدولة» وفصائل محلية ترد باعتقال 5 ضباط بينهم عميد

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي» : وسط حالة من الاحتقان والترقب التي لا تزال تعيشها محافظة السويداء معقل الدروز الواقعة جنوب سوريا، أفرجت فصائل أهلية عن رئيس فرع الهجرة والجوازات العقيد منار محمود، بينما احتفظت بـ 5 ضباط غيره بينهم عميد، في أعقاب حالة من الغليان ونشر حواجز متفرقة في المدينة، رداً على استمرار اعتقال أحد الطلاب الجامعيين منذ نحو 90 يوماً. المتحدث باسم شبكة أخبار السويداء 24 ريان معروف، قال في اتصال مع “القدس العربي” إن 3 مجموعات أهلية انتشرت الخميس، في عدة نقاط على طريق دمشق السويداء، واحتجزت أكثر من 5 ضابط بينهم رئيس فرع الهجرة والجوازات العقيد منار محمود وعناصر من الأجهزة الأمنية، رداً على استمرار اعتقال الطالب الجامعي داني عصام عبيد، منذ شباط الفائت.
ويدرس داني عبيد – 20 عاماً – في السنة الأولى في كلية الاقتصاد في جامعة تشرين في اللاذقية، وهو معتقل لدى الأجهزة الأمنية منذ الحادي عشر من شباط/فبراير الفائت.
وأضاف المصدر أن “تعنت الأجهزة الأمنية بعدم إطلاق سراحه، وتوارد أنباء عن تعرضه للتعذيب خلال الاعتقال، أدى لردة الفعل هذه”، مشيراً إلى أن المجموعات الأهلية أطلقت سراح رئيس فرع الهجرة والجوازات العقيد منار محمود، واشترطت الإفراج الفوري عن داني عبيد مقابل إطلاق سراح اقي الضباط والعناصر المحتجزين لديها”.
وبحسب معروف، فإن “مفاوضات سريعة بدأت بعد التصعيد واحتجاز الضباط والعناصر الخميس، وقد أفرج عن أحد الضباط، في بادرة حسن نية، بعد تلقي وعود بالإفراج عن داني، على أن يتم الإفراج عن بقية الضباط بعد إطلاق سراح المعتقل”.
وفي المقابل، منعت الأجهزة الأمنية منذ ساعات الصباح، ضباط وعناصر الجيش دخول محافظة السويداء، عبر حاجز المسمية، تحسباً لاحتجازهم من المجموعات الأهلية.
المحامي أيمن شيب الدين، كشف من جانبه عن قرار قضائي يشير إلى أن اعتقال الأجهزة الأمنية الطالب الجامعي، جاء على خلفية رأيه السياسي، مؤكداً أنه “تعرض للتعذيب والضرب المبرح، وهو بحاجة ماسة لطبيب”.
ونشر شبيب الدين صورة القرار الصادر عن قاضي الإحالة الثاني في اللاذقية، الذي يتضمن تحريك دعوى الحق العام بحق داني عبيد، بناء على ضبط نظّمه قسم مكافحة جرائم المعلوماتية في فرع الأمن الجنائي باللاذقية، بعد نشر عبيد “حالات ستوري” على فيسبوك “تسيء إلى سمعة السيد الرئيس”.
ويوضح القرار القضائي اعتقال عبيد وتحري جواله، حيث عثر على مقاطع مصورة للمظاهرات في السويداء تؤكد تعاونه مع شبكة أخبار “السويداء 24، وهي معارضة للدولة”، وأيد القرار أدلة هذه القضية باعتراف المعتقل بوجود حساب باسمه على فيسبوك، ومقاطع فيديو للمظاهرات.
وقال المحامي إن “أجهزة الأمن اعتقلت داني عبيد من غرفته داخل حرم السكن الجامعي في اللّاذقية، وأوسعوه ضرباً أمام رفاقه، واقتادوه إلى الأمن الجنائي في اللّاذقية، ومن ثمّ الأمن السّياسي، ومن ثمّ قاضي التّحقيق في اللّاذقية، وهذا الأخير رأى أن داني قد ارتكب جرماً: النيل من هيبة الدولة”.
وأضاف المهتم بشؤون المعتقلين: “خلال أقل من شهر كان قد صدر قرار من قاضي التّحقيق بلزوم المُحاكمة بهذا الجرم، وقرار من قاضي الإحالة باتهام داني عبيد بجناية النيل من هيبة الدولة، ولزوم مُحاكمته أمام محكمة الجنايات في اللاذقية”، مؤكداً أن قاضي التحقيق وقاضي الإحالة رفضا جميع إخلاءات السّبيل التي قُدّمت له.
وفي درعا القريبة، سلم الجيش الأردني جثتين وصلتا إلى مشفى درعا الوطني الأربعاء، عبر معبر نصيب الحدودي. وقال المتحدث باسم شبكة “تجمع أحرار حوران” أيمن أبو نقطة، لـ “القدس العربي” إن القتيلين لقيا مصرعهما خلال الاشتباكات مع حرس الحدود الأردني، في الأيام القليلة الماضية.
وقال المصدر إنهم قتلوا أثناء محاولتهم تهريب كميات من المواد المخدرة إلى داخل الأراضي الأردنية.
وفي الثامن من نيسان/ أبريل الجاري، أعلنت القوات المسلحة الأردنية عن مقتل مهربين اثنين وإصابة آخرين برصاص حرس الحدود الأردنية، خلال محاولتهم التسلل وتهريب مواد مخدرة من الأراضي السورية نحو الأراضي الأردنية.
وصرَّح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية حسب موقع “المملكة” الأردني، بأن “المنطقة العسكرية الشرقية وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات أحبطت في الثامن أبريل/نيسان، ضمن منطقة مسؤوليتها، محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية”.
وأسفرت العملية عن مقتل اثنين من المهربين، وإصابة آخرين وضبط كميات كبيرة من المخدرات، وتم تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة.
وفي 22 يناير/ كانون الثاني 2024 وصلت 6 جثث إلى مشفى درعا الوطني، جميعهم قتلوا برصاص حرس الحدود الأردني في منطقة شرق الأكيدر والقريبة من منطقة نصيب الحدودية مع الأردن أثناء محاولتهم عبور الحدود وتعريب المخدرات إلى الجانب الأردني.
وتعلن السلطات الأردنية باستمرار عن إحباط محاولات تهريب المخدرات قادمة من سوريا، وذلك منذ سيطرة النظام السوري على محافظة درعا.
وسبق أن أعلنت القوات المسلحة الأردنية في 11 مارس/آذار الفائت، عن إحباط تهريب 237 ألف حبة مخدرة في معبر نصيب/جابر الحدودي، قادمة من الأراضي السورية، محمّلة داخل شاحنتين، الأولى بطاولات الايبوكسي الخشبية القابلة للطي، والأخرى محمّلة بأَسِرّة أطفال مصنوعة عثر على كميات الحبوب المخدرة وقد أخفيت بطريقة بمخابئ سرية داخل الطاولات والأَسِرّة الخشبية.
وفي 27 فبراير/ شباط الفائت، أحبطت محاولة تهريب مليون ونصف حبة مخدرة، بالإضافة إلى 2 كيلوغرام من مادة الكريستال عبر جمرك نصيب/جابر الحدودي، قادمة من الأراضي السورية.
ويشرف ضباط من النظام السوري والفرقة الرابعة بحسب المصدر “على عدد من مصانع الكبتاغون التي تم إنشاؤها في محافظة درعا عقب سيطرة النظام عليها بموجب اتفاق التسوية” منتصف عام 2018.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية