حزب العمال البريطاني يطالب بانتخابات تشريعية فورا بعد تفوقه في المحلية وانتكاسة المحافظين

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»- وكالات: يؤكد فوز المعارضة العمالية البريطانية في الانتخابات المحلية ضعف موقف الحزب المحافظ الذي يتولى السلطة، وذلك قبل أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية.

وأقر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بأن الانتخابات كانت «مخيبة للآمال» بالنسبة إلى حزبه، قائلا في الوقت نفسه إنه «يركز» على دوره على رأس الحكومة.
ويبدو المحافظون الذين يتولون السلطة منذ 14 عاما في المملكة المتحدة، منهكين ومنقسمين فيما يعانون من أجل الوفاء ببعض الوعود التي تعهدوا بها قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خصوصا ما يتعلق بمكافحة الهجرة والنمو الاقتصادي، في حين يرى البريطانيون أن خدماتهم العامة تنهار.
مدعوما بمكاسب كبيرة، حضّ حزب العمال الذي فاز بمقعد جديد في البرلمان وبعشرات المقاعد الأخرى في الانتخابات المحلية، رئيس الوزراء على الدعوة إلى إجراء انتخابات تشريعية الآن وليس في النصف الثاني من العام وفق إعلان ريشي سوناك.
وأشاد زعيم الحزب كير ستارمر بالنتيجة معتبرا أنها «لم تكن مجرد رسالة صغيرة… وليست مجرد همس» بل «صرخة من بلاكبول: نريد التغيير».
وأضاف «تتحدث بلاكبول باسم البلاد بأكملها قائلة لقد سئمنا، بعد 14 عاما من الفشل، و14 عاما من التراجع، نريد طي الصفحة وبداية جديدة مع حزب العمال».
وقال بعد زيارة بلاكبول لتهنئة النائب الجديد عن المدينة كريس ويب «لقد وجّه الناخبون في بلاكبول رسالة مباشرة إلى ريشي سوناك مفادها: أفسح الطريق، ونظّم انتخابات عامة».

أسوأ النتائج للمحافظين

ودُعي الناخبون إلى صناديق الاقتراع الخميس الماضي للتصويت في انتخابات تشريعية فرعية في بلاكبول الجنوبية (شمال غرب إنكلترا) عقب استقالة النائب المحافظ سكوت بنتون بسبب قضية تتعلق بممارسة ضغوط.
وتزامنت عملية الاقتراع مع إجراء انتخابات لتجديد بعض المسؤولين المحليين في إنكلترا وويلز.
وتعود آخر انتخابات محلية على غالبية المقاعد التي شملها تصويت الخميس، الى عام 2021 أي في ذروة شعبية رئيس الوزراء حينها المحافظ بوريس جونسون.
وقال المتخصص في أبحاث الرأي جون كيرتس لشبكة «بي بي سي» إنه «من الممكن أن نرى ما هو بالتأكيد إحدى أسوأ نتائج المحافظين، إن لم تكن الأسوأ، في انتخابات محلية خلال الأربعين عاما الماضية».
وتشكل الانتكاسة في بلاكبول الجنوبية الهزيمة الحادية عشرة للمحافظين في انتخابات فرعية منذ انتخابات كانون الأول/ديسمبر 2019 والتي شهدت فوز المحافظين بقيادة جونسون آنذاك.
وهذا الرقم غير مسبوق منذ ستينات القرن الماضي. ومني حزب المحافظين بسبع من هذه الهزائم في عهد سوناك الذي يتولى السلطة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2022 خلفا لليز تراس التي استمرت ولايتها أقل من شهرين.

تعويض تيزفالي
وانتكاسة يوركشير

عموما لم تكن الأنباء في الانتخابات المحلية سارة لحزب المحافظين، لذلك هرع سوناك ليهنئ بن هاوتشن باحتفاظه بمقعده في بلدية تيز فالي.
واعتبر أن هذا الفوز دليل على أن «المحافظين يوفون بوعدهم» مشيدا بنجاح العديد من المشاريع الاقتصادية ومعربا عن اقتناعه بأن الناخبين «سيبقون موالين أيضا» للمحافظين خلال الانتخابات التشريعية.
وفي مؤشر يدل على عدم شعبية رئيس الوزراء، فاز حزب العمال في الانتخابات المحلية في شمال يوركشير حيث دائرة ريشي سوناك الانتخابية.
ولم يتقدم المحافظون في بلاكبول سوى بفارق ضئيل على حزب الإصلاح الذي أسسه المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نايجل فاراج، ما يهدد بحرمان المحافظين من أصوات حاسمة في الانتخابات التشريعية.

خسارة العمال في أولدهام

وخسر حزب العمال أصواتا كثيرة في أوساط الجاليات المسلمة وسط انتقادات لموقفه من الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.
وأسفر رد فعل عنيف على موقف حزب «العمال» البريطاني المعارض، بشأن حرب غزة، عن فقدان الحزب السيطرة على مجلس أولدهام في مانشستر الكبرى وسط نتائج إيجابية للانتخابات المحلية في إنكلترا.
وحصل مرشحون مستقلون، العديد منهم شنوا حملة صريحة لدعم فلسطين، على خمسة مقاعد، ما أدى بالحزب إلى فقدان السيطرة الشاملة على المجلس، حسب وكالة «بي.إيه.ميديا» البريطانية يوم الجمعة.
واعترف منسق الحملة الوطنية لحزب العمال، بات مكفادين، بأن الأزمة في غزة، كانت «عاملا في بعض الأماكن» قائلا «مع مقتل الكثير جدا من المواطنين الأبرياء، لست مندهشا أن يكون لدى الأشخاص مشاعر قوية تجاه ذلك.»
لكن أضاف أن «عومل إيجابية للغاية» لعبت أيضا دورا في أولدهام، بينما ألقت رئيسة المجلس، أروج شاه، باللوم على «13 عاما من التقشف والسياسة السامة المسببة للانقسام» في البلدة، والتي سبقت اندلاع الصراع الأخير في غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية