السودان: سقوط 8 قتلى جراء عمليات عسكرية نفذها الطيران وقوات الدعم وسط وغرب البلاد

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم ـ «القدس العربي»: وضعت هجمات قوات الدعم السريع المتتالية على مناطق تجمع المدنيين في ولاية الجزيرة وسط السودان، الأهالي في مواجهة غير متكافئة مع المسلحين، وقالت لجان المقاومة في مدينة رفاعة إن سكان قرية «بانت» تصدوا لهجوم نفذته قوة تابعة لقوات الدعم ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة آخرين.
وبالتزامن نفذ الطيران العسكري غارات جوية صباح أمس الجمعة استهدفت مدينة مليط شمال مدينة الفاشر، مما أدى إلى مقتل 7 رعاة ونفوق عدد كبير من الماشية، حسب مصادر محلية تحدثت لـ«القدس العربي».

«تقدم» تدعو لوقف القتال

وفي خضم تصاعد العمليات العسكرية، دعت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى التوقف عن استهداف المدنيين ومناطق تواجدهم، والعودة إلى طاولة التفاوض ووقف الأعمال العدائية.
يأتي ذلك وسط تصاعد حدة الحرب السودانية التي تدخل عامها الثاني والتداعي المتسارع في قطاعات الأمن والصحة والاقتصاد، حيث تحذر الأمم المتحدة بأن أكثر من ثلثي السودانيين هم في حاجة للمساعدة العاجلة.
ومع احتدام المعارك في محيط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، تتواصل دعوات القوى المدنية السودانية والمجتمع الدولي لأطراف القتال إلى عدم استهداف مناطق تجمع المدنيين بالغارات الجوية والقصف المدفعي أو زراعة الألغام وغيرها من الأنشطة العسكرية.
وتعد الفاشر آخر معاقل الجيش في دارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع على أربعة من أصل خمس ولايات في الإقليم.
كما تحتشد في المدينة عدة حركات دارفورية موالية للجيش، وأخرى تؤكد رفضها للحرب، الأمر الذي أدى إلى تعدد جبهات القتال بين الجيش والدعم السريع من جانب، وتلك الحركات وقوات الدعم من جانب آخر فضلا عن الاشتباكات بين قوات الحركات نفسها التي تشهد انشقاقات متتالية.
ووفقا لشهود عيان تحدثوا لـ« القدس العربي» نفذ الطيران الحربي التابع للجيش فجر أمس الجمعة غارات جوية استهدفت مدينة مليط التي تقع على بعد 65 كيلومترا شمال الفاشر.
وفي 14 أبريل/ نيسان الجاري استطاعت قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة مليط بعد معارك عنيفة مع الحركات المسلحة الموالية للجيش استمرت عدة أيام.
وأعتبر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، تمدد قوات الدعم في مليط «محاولة لإحكام الخناق على الفاشر وقطع جميع خطوط الإمداد ومسارات وصول المساعدات الإنسانية عن سكان المدينة وآلاف النازحين العالقين هناك».
ونددت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية « تقدم» بالغارات الجوية التي نفذها طيران الجيش على مليط، مبدية أسفها لسقوط ضحايا بين المدنيين وخسائر كبيرة في الممتلكات وقطعان الماشية.
وقالت: « ان الطيران الحربي أغفل المنشآت العسكرية والحربية في عدة غارات جوية، استهدفت بدلا عن ذلك المنشآت المدنية والسكان المحليين ما أدى إلى فقدان أرواح عديدة في مختلف بقاع السودان وتدمير البنية التحتية في العاصمة ودارفور وكردفان والجزيرة».
وأضافت في بيان أمس الجمعة: « أن تكرار استهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالغارات الجوية وباستخدام البراميل التفجيرية المدمرة وغير الدقيقة في إصابة الأهداف، هو استمرار لسلوك قديم متبع منذ سنوات الحروب الأهلية في البلاد ومقصده تدمير حياة المتواجدين في المناطق خارج سيطرة القوات الحكومية».
ودعت أطرافَ القتال إلى الاستفادة من دروس الحروب الأهلية السابقة وعدم تكرارها، مشيرة إلى أن الوقائع المرتبطة بالحرب المندلعة في البلاد منذ أكثر من عام أظهرت إصراراً على تكرار أخطاء الماضي مع توسعة نطاقها بشكل كبير طال مناطق واسعة في السودان، ونتج عنه خسائر كبيرة في أرواح وممتلكات المدنيين.
وجددت تنديدها بجميع الهجمات التي تستهدف المدنيين محذرة من أنها جرائم حرب مخالفة للقوانين الدولية ذات الصلة بالحرب.
وقالت: «أن تلك «الجرائم» المتواصلة تعزز موقف التنسيقية وقناعتها بوجوب إعادة البناء للمؤسسات العسكرية والأمنية بعد هذه الحرب وإصلاح عقيدتها «الخاطئة» حتى يكون واجبها الأساسي هو حماية شعبها لا قتله ولو أدى ذلك إلى المجازفة بحياة أي من منسوبيها بوصفه الواجب المقدم المقدس على ما سواه من المهام».
ودعت طرفي الحرب إلى التوقف عن استهداف المدنيين ومناطق تواجدهم وممتلكاتهم سواء كان بالغارات الجوية بالطائرات الحربية، أو بالطيران المسير، أو بالقصف المدفعي، أو زراعة الألغام وغيرها من الأنشطة العسكرية التي يتضرر منها المدنيون بشكل مباشر.
كما طالبت الجانبين بتجنيب البلاد ويلات الحرب وإيقافها فوراً، مؤكدة على ضرورة التوجه بنوايا صادقة وإرادة حقيقية لاستئناف جلسات المنبر التفاوضي في جدة.
ولفتت إلى ضرورة الوصول إلى اتفاق عاجل لوقف العدائيات وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات ومواجهة مخاطر الكارثة الإنسانية في البلاد وصولاً إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، والشروع بعملية سياسية تفضي إلى تأسيس حكم مدني ديمقراطي مستدام.
وأدان حزب المؤتمر السوداني استهداف الطيران الحربي مدينة مليط منددة بما اعتبرته جريمة مريعة، قال «أنها تمثل تجسيدا حقيقيا لعدم اكتراث طرفي الحرب بقيمة حياة وممتلكات المدنيات والمدنيين، ولا بقيمة الوطن».

سجال أمريكي سوداني

والأربعاء، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية من هجوم وشيك لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، داعيا جميع الأطراف المتقاتلة إلى الوقف الفوري للهجمات شمال دارفور.
وأبدى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر قلقه إزاء التقارير التي تتحدث عن قيام قوات الدعم السريع والمجموعات المسلحة التابعة لها بتدمير عدة قرى عن بكرة أبيها غرب الفاشر.
كذلك، أدان عمليات القصف الجوي العشوائي التي قال إن القوات المسلحة السودانية تنفذها في المنطقة، والقيود التي تفرضها على وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
في المقابل رفضت وزارة الخارجية السودانية البيان الأمريكي، مستنكرة محاولات المساواة بين الجيش الوطني للبلاد وقوات الدعم السريع التي وصفتها بـ« المليشيا الإرهابية».
وقالت إنها ترفض المزاعم التي لا أساس لها بأن القوات المسلحة تقوم بقصف جوي عشوائي أو أنها تعيق توزيع المساعدات الإنسانية.
واتهمت قوات الدعم السريع بتدمير القرى حول الفاشر وارتكاب مجازر في إقليم دارفور وولاية الجزيرة، فضلا عن الهجوم على قوافل ومستودعات المساعدات الإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية