رفح: غارات على شكل «أحزمة نارية»… وعدد النازحين بلغ 80 ألفاً

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة – «القدس العربي» : استمرت الغارات الجوية على مدينة رفح موقعة عددا من الشهداء، فيما وصل عدد الذين هجّرهم الاحتلال من المدينة الى 80 ألفا.
وجاءت الغارات على شكل «أحزمة نارية»، واستهدفت العديد من أحياء المدينة الشرقية، التي هددها جيش الاحتلال بالإخلاء القسري، إلى جانب غارت ضربت مناطق في عمق المدينة، وذلك بالتوازي مع استمرار إغلاق الاحتلال معبر رفح الفاصل عن مصر، لليوم الثالث على التوالي، وهو ما منع وصول المساعدات الغذائية والطبية وكذلك خروج المرضى والمصابين بجراح خطرة للعلاج في المشافي الخارجية.
وفي غارة جوية عنيفة استهدفت منزلا لعائلة عيد غرب المدينة، استشهد 8 مواطنين، بينهم 3 أطفال أحدهم رضيع.
وطالت الغارات الجديدة محيط معبر رفح، وبلدات الشوكة والجنينة شرق المدينة، التي باتت شبه خالية من السكان، الذين اضطروا لمغادرتها تحت القصف.
وقالت مصادر من المدينة إن الغارات الجوية دمرت محيط المعبر، وكذلك محيط المقبرة الشرقية للمدينة.
وعمقت الغارات الأزمة الصحية في المدينة التي تكتظ بالنازحين، في ظل قلة الإمكانيات المتاحة هناك، حيث لا يوجد في المدينة إلا مشفى حكومي واحد، هددت منطقة وجوده بالإخلاء، وهو أبو يوسف النجار، إضافة إلى المشفى الكويتي التخصصي، حيث لم يكن هذان المشفيان يكفيان لتقديم الخدمات الطبية للمصابين والمرضى قبل بدء الهجوم البري على المدينة، لصغر حجمهم وقلة لإمكانياتهم، وفي المقدمة عدم وجود أسرة علاج تكفي لأعداد المرضى والمصابين.
في حين أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن إسرائيل هجرّت نحو 80 ألف فلسطيني قسريا من رفح خلال 3 أيام.
وقالت عبر منصة «إكس» إن الفلسطينيين في قطاع غزة «يواجهون تهجيرا قسريا آخر»، ضمن الحرب الإسرائيلية المستمرة للشهر السابع.
وأوضحت أنه «منذ تكثيف العملية العسكرية للقوات الإسرائيلية في 6 مايو (أيار الجاري)، فرّ حوالي 80 ألف شخص من رفح، بحثا عن ملجأ في أماكن أخرى» .
وشددت على أن «الخسائر التي لحقت بهذه العائلات لا تطاق، ولا يوجد مكان آمن»، وجددت الدعوة إلى وقف إطلاق النار فورا.
والإثنين الماضي، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات لنحو 100 ألف فلسطيني بإخلاء مناطق شرقي رفح، ثم سيطر في اليوم التالي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر، ضمن ما يزعم أنها عملية «محدودة النطاق».
وتركزت عمليات النزوح من المناطق الشرقية لمدينة رفح وأخرى من مناطق الوسط والغرب، إلى مناطق تقع غرب مدينة خان يونس المجاورة من الجهة الشمالية وإلى مناطق تقع وسط قطاع غزة.
وسجل نزوح جديد لسكان يقطنون مناطق تقع وسط وغرب المدينة، بعد تزايد الغارات الجوية على مناطق سكنهم، ومن بينهم نازحون من شمال قطاع غزة، تنقلوا عدة مرات قبل الوصول إلى رفح، بناء على أوامر عسكرية سابقة لجيش الاحتلال.
وأكد مواطنون من تلك المناطق تواصلت معهم «القدس العربي»، وأحدهم يدعى محمد داوود ويقيم في أحد مراكز الإيواء في وسط رفح، أن عددا من جيرانه في المركز غادروا المكان، بسبب سقوط صواريخ على مناطق قريبة منهم، لافتا إلى أنه قام بتجهيز خيمة لأسرته غرب خان يونس، وأنه يستعد للانتقال إليها قريبا.
فيما أكدت النازحة سناء العطار التي تقيم مع أسرتها في خيمة ضمن مجموعة كبيرة من النازحين، غرب مدينة رفح، أنها لا تعرف ماذا ستفعل، في ظل استهداف جيش الاحتلال للمدينة، لكنها قالت في الوقت ذاته إن المناطق التي توجه إليها النازحون الجدد تتعرض لغارات جديدة. وأضافت «وين بدنا نروح»، لافتة إلى أنها تشعر والسكان في المدينة والنازحون كالمحكوم عليه بالإعدام وينتظر موعد تنفيذ الحكم.
وفي قال مواطن آخر يقطن في الحي السعودي غرب المدينة، أنه أبناءه وآخرين من جيرانه، ذهبوا إلى غرب مدينة خان يونس للبحث على مكان للسكن فيه، في ظل توقعهم بتوسيع جيش الاحتلال رقعة عملياته البرية في المدينة، على غرار ما حدث في مدينة خان يونس من قبل.
وأكدت جهات محلية تنشط في تقديم الخدمات للنازحين، أن عملية وصول النازحين إلى غرب خان يونس استمرت بالوتيرة ذاتها التي بدأت منذ الثلاثاء الماضي، وأن أعدادا جديدة تصل إلى تلك المناطق دون أن تجد لها مكانا لنصب الخيام.
وأشارت إلى أن ذلك دفع بالكثير من العائلات للإقامة في خيمة مشتركة، فيما بات كثير من العائلات يقيم في العراء، لعدم وجود مكان لها، فيما يشتكي الجميع هناك من انعدام الخدمات.
وأكدت أن هناك نقصا حادا في الطعام، في الوقت الذي تقف فيه هي والجهات الإغاثية الدولية عاجزة عن تقديم الخدمات اللازمة لهذا العدد الكبير من النازحين.
وقال ناشط مجتمعي فضل عدم ذكر اسمه، ويعمل في جميعة خيرية توزع مساعدات غذائية، خلال حديثه لـ «القدس العربي»، إنه لم يعد لديهم ما يكفي لتقديمه للنازحين، لافتا إلى أن الكثير من السكان الذين فروا من شرق مدينة رفح، وصلوا إلى مناطق النزوح وليس معهم سوى ملابسهم التي تستر أجسادهم، بسب شدة الغارات الجوية. ويوضح النازحون الجدد ومن يقيم منذ أشهر في تلك المناطق، أن الحصول على الماء النظيف المخصص للشرب بات مهمة صعبة جدا، ويؤكدون أن ما يستطيعون توفيره لا يكفي لأطفالهم، ويخشى هؤلاء من عدم قدرتهم على الحصول على ماء الشرب، في حال استمر إغلاق معبر رفح، الذي يحول دون دخول الوقود المخصص لتشغيل محطات التحلية.
وأشار عارف وهو رجل في العقد الخامس، إلى إن تلك المناطق أيضا تفتقد إلى الحمامات ودورات المياه، وأن الكثير من الأسر أجبرت على تشييدها بأدوات بدائية وأغلقتها من الخارج بالأقمشة والقطع البلاستيكية، لافتا إلى أن العيش في الخيام في هذه الظروف الجوية التي ترتفع فيها درجات الحرارة صعب جدا خاصة على الأطفال وكبار السن من المرضى.
والجدير ذكره أن ظروف الحرب القاسية وتفاقم الأزمة الاقتصادية، أجبرت الكثير من النازحين على ترك منازلهم والانتقال إلى المناطق الأخرى سيرا على الأقدام، لعدم قدرتهم المادية على دفع ثمن شاحنات النقل.
ومن بين هؤلاء من انتقل من رفح إلى مدينة دير البلح، التي تبعد مسافة أكثر من 20 كيلومترا، وبينهم أطفال ومسنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية