أسطول «الحرية 2»: الاحتلال يعيق تحركه إلى غزة… وتوقعات بهجوم عسكري واعتقال المتطوعين

بهاء طباسي
حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي»: تأجل انطلاق أسطول «الحرية» من مدينة إسطنبول التركية إلى غزة عدة أيام بعد أن كان من المقرر انطلاقه أمس الجمعة، وذلك بسبب العراقيل التي يضعها الاحتلال لتأخير وصول المساعدات الى القطاع، فيما توقع أحد المشاركين تنفيذ الاحتلال هجوما عسكريا على الأسطول واعتقال من هم على متنه، عند الوصول الى قطاع.
وذكرت الهيئة المنظمة لأسطول الحرية – الذي يسعى لكسر الحصار عن القطاع المحاصر- أن الأسطول مستعد للإبحار، غير أن إجراءات الميناء التي فرضتها إسرائيل أجّلت انطلاقه. وأوضحت في بيان على منصة «إكس» أن سلطات الاحتلال ضغطت على جمهورية غينيا بيساو لسحب علمها من السفينة الرئيسية للأسطول، وهو أمر يتطلّب فحصا إضافيا يؤخر المغادرة المقررة أمس
وقالت إن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل هذه الطرق لعرقلة السفن عن الإبحار للإغاثة، مؤكدة أنهم يعملون على تخطي هذه العقبة لكسر الحصار عن غزة.
وأفاد البيان بأن هذا التأخير لن يزيد على بضعة أيام، بشرط عدم وجود ما سمته بـ «التدخل السياسي».
وتأتي الخطوة، بعد 14 عاماً على اعتداء جيش الاحتلال على أسطول الحرية الذي انطلق من الأراضي التركية في 31 مايو/ أيار من عام 2010، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2007.
ولتوضيح الجهود الإغاثية لأسطول «الحرية 2» الساعي لكسر الحصار عن غزة، حاورت «القدس العربي» إمام مسجد دار الأرقم في الجزائر، الشيخ يحيى صاري، رئيس المبادرة الجزائرية للعمل الإنساني وأحد الموجودين على رأس الأسطول. والرجل أيضا عضو اللجنة الدولية لفك الحصار، وعضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والرئيس السابق للجنة الإغاثة فيها، ومؤسس المبادرة الجزائرية لإغاثة فلسطين ونصرة غزة.
وأكد استعدادهم للتعامل السلمي مع اعتراض جيش الاحتلال لقوافل «الحرية 2» الإغاثية، بغية الحفاظ على الرسالة السلمية للمشروع العالمي لفك الحصار، ومن أجل أن يسمع العالم أجمع أن الاحتلال قد قام بعملية لا إنسانية أيضًاً في حق المتضامنين الدوليين.

ينطلق من تركيا إلى القطاع… ويحمل 5 آلاف طن من المساعدات… ويشارك فيه ناشطون من 15 دولة

ورداً على سؤال عن تأسيس المبادرة الجزائرية لإغاثة فلسطين ونصرة غزة وأهدافها؟ قال: «تأسست المبادرة الجزائرية لإغاثة فلسطين ونصرة غزة مباشرة بعد العدوان الصهيوني الإجرامي النازي الوحشي على أهلنا في غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الماضي، بعد موقعة طوفان الأقصى المبارك، عندما تداعت مجموعة من الجمعيات الجزائرية، لتوحيد جهودها والعمل تحت فضاء واحد، من أجل التضامن والمساندة والدعم لأهلنا في غزة في ساحات متعددة تتضمن الساحة الإنسانية الإغاثية، والحقوقية الطبية وغيرها».
وزاد: «كانت هذه الهيئة قد وضعت هدفًا أساسيًا لها، وهو كسر الحصار عن أهلنا في غزة. وبعد 6 أشهر من التنسيق والترتيبات مع الحملة العالمية لكسر الحصار، وصلنا إلى تحقيق خطوات هامة في هذا الموضوع، فحضر في هذا الأسبوع وفد جزائري من أعضاء المبادرة الجزائرية إلى إسطنبول، للمشاركة في «أسطول الحرية 2».
وبخصوص الدول المشاركة في هذه القافلة الإغاثية، أوضح أنه «على متن سفن الأسطول عدد من المتضامنين الدوليين مع أهل غزة من 15 دولة، الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإسبانيا، وفرنسا، وكتالونيا، والبرازيل، واليونان، وجنوب أفريقيا، وتركيا، وإندونيسيا، وماليزيا، والجزائر، والأردن. والأسطول، ستشارك فيه المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة بوفد من الجزائريين من أعضاء هذه المؤسسة الجزائرية، ويشارك فيه أيضاً عدد من النشطاء والمتضامنين مع قضية فلسطين وغزة على وجه الخصوص من مختلف دول العالم».
كما بين أن «الأسطول محمل بخمسة آلاف طن من المساعدات. وهو يحمل رسالة واضحة، وهي رسالة سلمية ومهمة إنسانية، كي يقول لجميع العالم: إن رسالتنا ومهمتنا هي مهمة سلمية».
وأضاف: «يؤكد المشاركون في أسطول الحرية تضامنهم الكامل مع أهلنا في غزة، يرفعون أصواتهم لوقف هذا الإجرام الصهيوني ووقف هذا العدوان ورفع الحصار عن غزة، التي يطالها حصار لا إنساني منذ 17 عاما، ومما زاد هذه المأساة وضاعف منها وفاقم خطورة هذا الحصار هو هذا العدوان الذي لم يشهده التاريخ بهذه الوحشية، وهذه الإبادة الجماعية، والإعدامات الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ومهما حدث لنا فإننا نؤكد على سلمية رسالتنا وسلمية مهمتنا، وهي مهمة إنسانية».
وعن توقعاته بخصوص التعامل معكم من قبل الاحتلال، قال: «لقد وضعنا سيناريوهات مختلفة، للتعامل مع أسوأ التوقعات وليس الأحسن والأفضل، ومن ضمن التوقعات الهجوم العسكري على السفن الإغاثية لأسطول «الحرية 2» ومن التوقعات الأخف التي توقعناها هي الاعتقال واقتياد السفن بمن عليها وما فيه إلى أراضي الكيان الصهيوني واعتقالنا والتحقيق معنا، وربما يتم بعد ذلك إطلاق سراحنا».
وواصل: «كل التوقعات طرحناها ونحن مستعدون للتعامل مع كل التوقعات الأسوأ بكل سلمية، حتى نحافظ على مشروعنا ورسالتنا ويسمع العالم جميعاً أن الاحتلال الصهيوني قد قام بعملية لا إنسانية أيضاً في حق المتضامنين الدوليين مع قطاع غزة المحاصر».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية