4 هجمات لحزب الله على مواقع إسرائيلية.. وبري بعد الرد الإيراني: زمن الأول تحوّل- (فيديو)

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”:

لم تهدأ الجبهة الجنوبية بعد التصعيد الاسرائيلي الذي تمثّل بشن غارات على سيارتين في عين بعال والشهابية ما أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء لحزب الله إضافة إلى غارات على منطقة وادي العصافير ومحيط المهنية في بلدة الخيام ترافقت مع قصف مدفعي عنيف طال أطراف علما الشعب ويارين ومروحين.

وشنّ الطيران الحربي غارة على بلدة عيتا الشعب و3 غارات متتالية على منطقة حامول في الناقورة وطيرحرفا ويارين في قضاء صور. واستهدفت دبابة ميركافا أحد المنازل بشكل مباشر في الضهيرة التحتا قرب الساحة. كما قام جيش الاحتلال بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من الداخل المحتل باتجاه علما الشعب، الضهيرة والبستان في القطاع الغربي.

في المقابل، أطلق حزب الله صباح الأربعاء صواريخ على مواقع إسرائيلية مستهدفاً مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة “برانيت” بصاروخ بركان، وهاجم آلية عسكرية أثناء دخولها إلى موقع المطلة وأوقع من فيها بين قتيل وجريح، كما هاجم تجمعاً لجنود الاحتلال في محيط موقع راميا بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية وانتشاراً مستحدثاً للجنود جنوب ثكنة “برانيت”.

وأحصى الإعلام الإسرائيلي إطلاق أكثر من 10 صواريخ على الجبهة الشمالية من لبنان، كما سُجل إطلاق نيران من لبنان في اتجاه هدف إسرائيلي في الجولان.

وأعلن حزب الله استهداف وحدة المراقبة الجوية ‏في قاعدة ميرون ‏بالصواريخ الموجهة، كما استهدف موقع الرمثا في تلال كفرشوبا وأكد في بيان أنه “رداً على ‏اغتيال العدو لعدد من المقاومين في عين بعال والشهابية، شن الحزب بعد ظهر الاربعاء هجوماً مركباً بالصواريخ الموجهة ‏والمسيرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة ‏فيما يسمى “المركز الجماهيري” وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح”.

وقد تحدث الإسعاف الإسرائيلي عن سقوط إصابات بصاروخ على مبنى في الجليل الغربي، فيما أورد الاعلام العبري أن عدد المصابين وصل إلى 18 شخصاً بينهم 3 اصابات خطرة، مشيراً إلى “أن الطائرة التي انفجرت في عرب العرامشة هي مسيرة إيرانية الصنع من نوع “أبابيل-ت” ويمكن أن تحمل متفجرات بزنة 45 كلغ”. وأعقب ذلك غارة إسرائيلية على منزل في الناقورة وقصف مدفعي على راشيا الفخار والفرديس.

موقف متقدم لبري

وترافق الوضع الجنوبي مع موقف متقدم لرئيس مجلس النواب نبيه بري حول الرد الايراني على الاستهداف الاسرائيلي للقنصلية في دمشق، إذ قال كما نقلت عنه قناة “الجديد”: “كان الرد حاسماً وقواعد الاشتباك تغيرت “ما عاد فيهن يضربوا مراكز ايرانية بسوريا وبغير سوريا من دون ما يكون في رد”، مضيفاً “كانت أهم نتيجة للسجادة العجمية أنها قالت لإسرائيل “زمن الاول تحوّل”.

ورد الرئيس بري على كتاب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لمجلس الامن بشأن قرار جديد لتثبيت الـ1701 بالقول “إن من مصلحة لبنان تطبيق هذا القرار كله، إنما ما يريده جبران أن يفصل جبهة الجنوب عن غزة “وهيدي ما بتزبطش”، هذه النقطة تحديداً مرفوضة، ووحدة الساحات قائمة شاؤوا أم أبوا”.

وترأس الرئيس بري في عين التينة اجتماعاً لهيئة مكتب مجلس النواب للبحث في عقد جلسة تشريعية الاسبوع المقبل بهدف التمديد للمجالس البلدية والاختيارية. وفيما يعوّل بري على مشاركة نواب التيار الوطني الحر الجلسة وتأمين نصابها بعد قيام الثنائي الشيعي بالتصويت لمرشح التيار في انتخابات نقابة المهندسين، استبق بري الاجتماع ورد على كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الرافض للتمديد والداعي إلى إجراء الانتخابات من دون الجنوب بقوله “لن تحصل انتخابات بلدية من دون الجنوب، وبده يستوعب جعجع أنني لست مستعداً لفصل الجنوب عن لبنان. هناك قانون للتمديد وسيكون هنالك جلسة”، وذهب بري أبعد من ذلك في انتقاده لرئيس القوات مذكّراً بشعار جعجع خلال الحرب لإنشاء مطار خاص في منطقة حالات المسيحية قائلاً “لخطورة في كلام جعجع هو عن الفيديرالية وهذا يعني أننا لا نزال في حالات حتماً”.

سجال مع القوات

وقد ردت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” على الرئيس بري ببيان جاء فيه “دولة الرئيس نبيه بري، في ردّك على الدكتور سمير جعجع قُلتَ “لن تحصل انتخابات بلدية من دون الجنوب وبده يستوعب جعجع مش مستعد أفصل الجنوب عن لبنان”، فسألت “من يريد أن يفصل الجنوب عن لبنان، يا دولة الرئيس؟ أين قرأت ذلك؟ للتذكير، في ربيع العام 1998 جرت الانتخابات البلدية في لبنان لأول مرة بعد الحرب وقد تم استثناء محافظة الجنوب بسبب الاحتلال الاسرائيلي، حيث عادت وتمّت في البلدات الجنوبية في 9 أيلول/ سبتمبر 2001، فهل كان القرار آنذاك بفصل الجنوب عن لبنان؟ فمَن كان في السلطة في حينها؟ كان رئيس القوات في المعتقل، بالتالي هذا الكلام ليس سوى ذرًّا للرماد في العيون”.

وأضافت “للأسف يا دولة الرئيس، إن إسرائيل وفي عز الحرب المستمرة حتى اليوم، أجرت انتخاباتها البلدية في 27 شباط/ فبراير المنصرم، واستثنت المناطق الواقعة على الحدود مع لبنان ومع غزة، هذا هو منطق الدول وليس التعطيل المتواصل والشامل”.

وختمت “وبعد، إن قولك يا دولة الرئيس (الخطورة في كلام جعجع هو عن الفدرالية…)، في غير مكانه، فلبنان حتى إشعار آخر يصون حرية التعبير عن الرأي، أما الحديث عن الفدرالية أو تطوير النظام فيُطرح ويُناقش بين جميع اللبنانيين، وهذا ما أكد عليه الدكتور جعجع مرارًا وتكرارًا”.

ورداً على بيان القوات، صدر عن المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل ما يلي: “من الجيد أن نُقل كلام عن الرئيس بري في إحدى الوسائل الإعلامية لكي تكتشف النوايا الحقيقة لرئيس حزب القوات في تأكيد محاولة فصل الجنوب عن لبنان واعتبار أن مرحلة الاحتلال الإسرائيلي في عام 1998 مازالت قائمة، متناسياً أن الجنوب قد تم تحريره بدماء الآلاف من الشهداء في سبيل كل لبنان. ولعل الأخطر هو تأكيده أن مشروع الفدرلة قائم في عقله وخطابه وهو يطرحه للتسويق بين اللبنانيين إن خلال اطلالته الأخيرة او من خلال حديث رئيس دائرته الاعلامية عن حل الدولتين في لبنان…والجواب عليه هو في عهدة كل الحريصين على الدولة والوحدة والطائف”.

تحرك الخماسية

على صعيد اللجنة الخماسية، فقد زار سفراء اللجنة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ولكن لفت غياب السفير السعودي وليد البخاري وتم ربط الأمر بإصابته وعكة صحية في وقت رأى البعض في تغيبه رسالة سياسية. وشارك في الزيارة التي شملت في وقت لاحق رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في بكفيا سفراء فرنسا هيرفيه ماغرو، قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن فيصل ثاني آل ثاني، مصر علاء موسى، والولايات المتحدة الامريكية ليزا جونسون.

وأوضح السفير المصري بعد لقاء فرنجية أنه “جرى تبادل للأفكار، واستمعنا إلى رؤية الوزير فرنجية فيما خص الملف الرئاسي في ظل الانسداد القائم، ونحن مصرّون على استكمال جهدنا لإيجاد حل للملف الرئاسي ونأمل في إحداث خرق. وأوضح “لم نلتق فرنجية بصفته مرشحاً رئاسياً إنما بصفته السياسية ونحن لا نتحدث بأسماء مرشحين إنما نتعامل مع فكرة الرئيس طالما جرى انتخابه من القوى السياسية اللبنانية”، كاشفاً أن “فرنجية تحدث عن وحدة الدولة وانتمائه لها وعن انفتاحه وهو على استعداد للتفاعل مع أي طروحات بما يخدم وحدة لبنان”.

وعلم أن السفراء استوضحوا من فرنجية عن علاقته بحزب الله، فأكد لهم تأييده للمقاومة، وقال “إن حزب الله حزب لبناني قوي وفاعل”، مؤكداً أنه “مع سلاحٍ واحدٍ وجيشٍ واحدٍ في لبنان، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل الا من خلال التوصل إلى حل في المنطقة، وأن الخوض حاليًا في موضوع الاستراتيجية الدفاعية ليس في مكانه.”

وبعد زيارة رئيس حزب الكتائب شكر الجميّل “الدول الخمس التي تقوم بجهد جبار”، وقال “السفراء يحاولون إيجاد حلول من دون سياسة الفرض وهناك جهد للخروج من الأزمة التي نمر بها ومحاولة إيجاد توافق بين الأفرقاء، بمقاربة جداً محترمة لوجهة نظر الجميع وتحترم سيادة لبنان”.

ورأى “أن هناك طريقتين بالنسبة لنا للخروج من الشغور، إما الاحتكام للتصويت أو اعتماد التوافق وترجمته بالتصويت، والمشكلة أن حزب الله يعطل الطريقتين فهو يعطل الجلسات كما يعطل النقاش بمرشحين آخرين لأنه متمسك بمرشحه”.

وسأل “هل المطلوب منا الاستسلام؟ لن نقبل أن يفرض على لبنان من قبل حزب الله رئيس جديد، ولن نقبل بناطق رسمي باسم حزب الله لأن هذا يؤذي لبنان ويحوله إلى دولة تابعة لإيران، مما سيؤدي إلى مزيد من الخراب”.

وشدد على أنه “لا نريد التوقف عند الشكليات وعند الحوار ومن يترأسه وشكل الطاولة، فالأساس هو هل الحزب مستعد لملاقاة اللبنانيين إلى منتصف الطريق والتخلي عن مرشحه والذهاب إلى مرشح مقبول من الجميع؟ الباقي تفاصيل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية