كلام لـ«محور إيران» عن تطوُّر نوعيّ على جبهة لبنان في الجولة الثانية من الحرب في غزة!

رلى موفّق
حجم الخط
0

استأنفت إسرائيل هجومها البريّ على قطاع غزة بعد هدنة إنسانية مؤقتة صمدت سبعة أيام، كان من نتائجها إخراج دفعات من المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس من نساء وأطفال في قطاع غزة مقابل أسيرات وأطفال فلسطينيين معتقلين في السجون الإسرائيلية، فضلاً عن فتح معبر رفح أمام دخول شاحنات من المساعدات والوقود إلى القطاع.
أعطتِ الهدنةُ وقتاً مستقطعاً للجميع لالتقاط الأنفاس، دون نجاح الرهانات على الدفع باتجاه تمديدات متتالية للهدن يمكن أن تتحوَّل إلى وقف دائم لإطلاق النار. ثمَّة خيبة أمل على ضفة «محور إيران» في هذا الاتجاه. فتصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عقب زيارته الأخيرة إلى إسرائيل عشية انتهاء الهدنة، شكَّلت ضوءاً أخضرَ لبدء الجولة الثانية من العملية العسكرية ستطال جنوب القطاع. من وجهة نظر منظري المحور هي رخصة جديدة إنما بقليل من الضوابط التي عبَّر عنها بلينكن عبر الطلب بتغيير الطريقة التي كانت متّبعة في الجولة الأولى في شمال القطاع لجهة تفادي تكرار الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين والسماح بتدفق المساعدات. ما قاله بلينكن إنَّ أمام قادة إسرائيل أسابيع وليس أشهراً. وتذهب التقديرات إلى أن تمتدَ هذه الجولة إلى نهاية السنة.

الردَّ سيكون أشد وأقسى

يلفت متابعون لسياسة المحور إلى الرسالة التي أرادها الإيراني أن تصل إلى الأمريكي بـ«البريد المضمون» حيث قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع نظيره العُماني بدر البوسعيدي «إنه في زيارته الأخيرة لبيروت، سمع من قادة المقاومة أنَّ الردَّ سيكون أشد وأقسى في حال استئناف العدوان وسيجعل العدو يندم»، فسلطنة عُمان هي الراعي لقنوات التواصل الأمريكية – الإيرانية الموثوقة.
فما أن عادت العمليات العسكرية في غزة حتى استأنف «حزب الله» عملياته من جنوب لبنان باتجاه الشمال الإسرائيلي، في إطار الحفاظ على موقعه كـ»جبهة مساندة» لغزة، وكـ»رسالة موجّهة» بالدرجة الأولى إلى واشنطن والغرب. متابعون لصيقون بـ«المحور» يتحدثون عن تطوُّر مرتقب في الجولة الثانية من الحرب على ثلاث جبهات: جبهة غزة حيث لا تزال بيد حركة «حماس» مفاجآت ستبرز في الميدان؛ الجبهة اللبنانية التي ستصل صواريخها عمقاً جديداً وستُستخدم فيها أنواع مختلفة من الأسلحة لم تُستخدم في المرحلة الأولى، وجبهة الحوثي من اليمن الذي أعدَّ العدّة لمعركة بحرية في البحر الأحمر في رسائل للأمريكيين. واللافت أنَّ الكلام عن المساندة من ساحة العراق للفصائل الحليفة للحرس الثوري الإيراني قد خَفَتَ في الوقت الراهن، فدورها، وفق هؤلاء، رُحِّل إلى المستقبل!

مخاوف من انزلاق
غير محسوب

في المعلومات أنَّ الشهر الحالي سيشهد منسوباً أعلى من التوتر، بفعل «الاندفاعة» المتوقعة على جبهة «المحور» ما يجعل بقاءها تحت سقف قواعد الاشتباك محفوفة بخطر الانزلاق والتدحرج بين الخرق المحدود والخرق الواسع، وبين الإطاحة الجزئية والشاملة بها. والمخاوف من الانزلاق تترافق في واقع الأمر مع حديث بدأ يتسرَّب عن صعوبات تلفّ الاتصالات الأمريكية – الإيرانية في القنوات الخلفية، وهي اتصالات تتعلق في عمقها، برأي متابعين، بالملف النووي الإيراني وخطة العمل المشتركة أكثر مما هي متعلقة بمآلات الحرب الدائرة في غزة وأذرعها العسكرية في الساحات الأخرى التي تُشكِّل أوراق قوة في يدها تخدم مشروعها وليست هدفاً بحد ذاتها.
ورغم حالة الارتياح التي خيَّمت على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قبل أسابيع، من أنّ المواجهة اللبنانية – الإسرائيلية ستبقى مضبوطة، فإن التحذيرات الفرنسية على لسان وزيرة الخارجية كاترين كولونا من أنّ «الوضع بين لبنان وإسرائيل أخطر مما كان عام 2006» ومن أنّ «أي خطأ في الحسابات يمكن أن يجرَّ لبنان إلى تصعيد يتجاوز جنوبه» بعيد بدء الجولة الثانية، حملت مخاوف من انزلاق غير محسوب، ولا سيما في ظل عدم يقينية ما سيُسفر عنه الميدان في الجولة الثانية من الحرب في غزة، وصعوبة رسم ملامح المرحلة المقبلة لليوم التالي الذي يلي انتهاء الحرب، وما ستكون عليه خريطة موازين القوى في المنطقة، سواء في ما خص الجبهة الجنوبية لإسرائيل أو الجبهة الشمالية لها، والتي تُشكّل مأزقاً حقيقياً لإسرائيل لا يقل خطورة عن غزة وما حمله هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر من نتائج مدمرة عليها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية