رئيس مجلس القرية: “ما أحدثوه في المغير ودوما وعقربا هو السيناريو نفسه.. القتل طبيعة فيهم”

حجم الخط
0

ثمة جنود كانوا في المكان الذي قتل فيه أمس فلسطينيان في مواجهة مع مستوطنين جنوبي نابلس، في المنطقة بين مستوطنة “غيتيت” وقرية عقربا الفلسطينية، ولكنهم لم يتدخلوا في هذه المواجهة. هذا ما قاله للصحيفة ثلاثة شهود عيان. بعد الحادثة، لم يعترف الجنود بوجود أي مستوطن من الذين كانوا في المكان، أما الجيش الإسرائيلي فرفض التطرق للموضوع.

بشكل استثنائي، تم إرسال جثتيهما، عبد الرحمن بني فاضل (30 سنة) ومحمد بني جامع (21 سنة)، إلى معهد الطب الشرعي في إسرائيل. وقالت مصادر في الشرطة إن إحضار الجثثتين للتشريح سيساعد في التحقيق بشكل كبير، لأنه سيمكن من فحص التطابق بين الرصاصات التي عثر عليها في جسديهما وسلاح الأشخاص الذين كانوا في المكان. ورغم ادعاء الجيش القائل بأنه لا أحد من المستوطنين أطلق النار على الفلسطينيين، فإن النتائج الأولية التي جمعتها الشرطة تظهر أن أحد الجنود أطلق النار مباشرة على الفلسطينيين. السكان في المنطقة الذين تحدثوا مع “هآرتس” قالوا إن المستوطنين أطلقوا النار على الفلسطينيين، والجنود الذين كانوا في المكان أطلقوا النار في الهواء.

نضال، ابن عم أحد القتيلين، قال إن الحادثة بدأت بعد وصول خمسة مستوطنين مع أبقارهم إلى حقل زيتون قرب بيت عند مدخل قرية عقربا، في المنطقة التي تسمى “خربة الطويل”، التي يعيش فيها تجمع للرعاة. نضال وغيره من الشهود قالوا إنهم حاولوا إبعاد الأبقار، واتصلوا في الوقت نفسه مع أعضاء المجلس المحلي. “بعد أن أبعد أهالي القرية أبقار المستوطنين التي كانت بجانب البيوت، استدعى المستوطنون حوالي 80 مستوطناً آخر مسلحاً، بعضهم بالسلاح الناري وبعضهم بالعصي”، قال رئيس مجلس عقربا الذي كان في المكان.

في الفيلم القصير الذي تم توثيقه في المكان، ظهر عدد من الجنود وعدد آخر من المستوطنين المسلحين. وحسب أقوال نضال، توسل للمستوطنين الذين وصلوا في سيارات وعلى تراكتورات صغيرة إلى المكان الذي يبعد بضع مئات من الأمتار، كي يغادروا. “قلت للجندي إذا ذهب المستوطنون فنسنذهب”، قال. “في البداية، وقف الجيش بيننا وبينهم، وفصل بيننا. ولكن بعد ذلك، جاء المزيد من المستوطنين، وقام أحدهم برش غاز الفلفل على أحد الفلسطينيين. عندها، بدأت المواجهة ورشق الحجارة بيننا وبينهم”.

وقال شاهد عيان آخر إن المواجهة تحولت إلى مواجهة عنيفة بعد رش غاز الفلفل على أحد الفلسطينيين. بعد فترة قصيرة، كما قال، أطلق المستوطنون النار على الفلسطينيين. “كان الجنود في المكان عند إطلاق النار، ولكنهم وقفوا جانباً وكأنه لا صلة لهم بالأمر، وكأنهم تركوا المستوطنين يفعلون ما يريدون. وبعد إطلاق النار، قرروا التدخل”، قال رئيس مجلس عقربا. وحسب قوله وأقوال شهود آخرين، كان عدد من المستوطنين مسلحين ببنادق إم 16، وكان بينهم ملثمون أيضاً. في الفيلم الذي وثق الحادثة من بعيد، يظهر أنه في الساعة 18:40 سمع صوت إطلاق نار. وأضاف رئيس المجلس أن أربعة من سكان القرية نقلوا إلى المستشفى بسبب العنف الجسدي الذي تعرضوا له. ماهر، أحد الفلسطينيين الذين تمت مهاجمتهم ووالد أحد القتلى، قال إنه تم ضربه بعصا وحجر على رأسه.

قال الجيش إن الجنود وصلوا إلى المكان عقب تلقي تقرير عن مهاجمة أحد الرعاة الإسرائيليين في المكان. وقال مصدر للصحيفة إن مصاباً إسرائيلياً واحداً في المكان، كانت إصابته طفيفة جداً ولم يكن بحاجة إلى العلاج. وصل رجال الشرطة إلى المكان بعد انتهاء الحادثة وثم ترك المشاركون المكان.

قال رئيس المجلس للصحيفة إنه حذر الجيش والإدارة المدنية منذ فترة طويلة من أن المستوطنين يأتون للرعي قرب بيوت الفلسطينيين في المكان. “يصلون إلى مدخل القرية، وليس من أجل الرعي”، قال أحد سكان القرية. “يريدوننا أن نترك المكان. قتل هنا ثلاثة من السكان في شهر واحد، وخلال سنة الناس سينتهون”. وختم رئيس مجلس عقربا: “ما حدث في المغير ودوما وعقربا هو السيناريو نفسه. إطلاق النار كان بهدف القتل”.

هاجر شيزاف

 هآرتس 17/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية