هآرتس.. سموتريتش: مشروعي الاستيطاني لا يعترف بـ”أرض محتلة”

حجم الخط
0

حكومة الخراب تضحي بإسرائيل السيادية على مذبح مشروع الاستيطان. فأسياد البلاد منشغلون هذه السنة بقوة أعظم بشطب مكثف للخط الأخضر، اقتصادياً ومادياً، حتى في وقت الحرب. 

مشاريع قوانين خطيرة ومثيرة للحفيظة دخلت إلى سجل القوانين. اثنان يقرران، لأول مرة، أن تحول أموال الأرنونا التي تجبيها بلدات إسرائيل إلى المستوطنات أيضاً، وكأنها بلدات شرعية. فحسب القانون الذي بادر إليه يعقوب اشير من “ديغل هتوراة”، يمكن لوزير الداخلية أن يأمر البلدات ذات المناطق الصناعية بتقاسم دفعات الأرنونا مع المستوطنات. بالتوازي، يقضي قانون صندوق الأرنونا لوزير المالية سموتريتش بأن يكون بوسع المستوطنات تلقيها الأموال من الصندوق الذي ملأته بلدات إسرائيل، دون أن تلزم بالتسديد. ويُبحث القانون هذه الأيام في محكمة العدل العليا.

تعمل الحكومة بلا كلل على تطبيع المستوطنات في ظل تشبيه ظروف المستوطنين بظروف عموم سكان إسرائيل وكأنه لا حديث يجري عن مناطق محتلة. فالوزير شلومو كرعي مثلاً طلب وحصل مؤخراً على أوامر من قائد المنطقة تقضي بفرض عقوبات على شركات خلوية لا تغطي 95 في المئة في المناطق. توظف وزارة المواصلات 50 مليون شيكل في توسيع التغطية الخلوية خلف الخط الأخضر. أما الوزيرة ميري ريغف فلم تتخلف عن المسيرة؛ إذ إن 20 في المئة من ميزانية خطة البنى التحتية في وزارة المواصلات موجهة لـ “المناطق”. كما أن خطة توسيع البناء بلغت في 2023 الأرقام الأعلى منذ اتفاق أوسلو.

حلم سموتريتش يتحقق: إقامة مديرية مدنية تحت سيطرته، تحل محل الإدارة المدنية التي تعمل تحت وزارة الدفاع. ستكون “مديريته” مسؤولة عن كل جوانب حياة اليهود في المستوطنات، من الطرق وحتى المحميات الطبيعية. وزير المستوطنات الجديد سينضم إلى وزيرة المستوطنات الحالية أوريت ستروك، التي تقف على رأس “وزارة المهمات الوطنية”. لقد أثبتت السنة الأخيرة بأن مهمة ستروك الأساسية هي تحويل ميزانيات طائلة إلى “المناطق” [الضفة الغربية]، على حساب السلطات الإسرائيلية. إضافة إلى ذلك، بوقاحة لا مثيل لها وفي ظل الحرب، في الوقت الذي قصقصت فيه ميزانيات عموم الوزارات الحكومية بـ 5 في المئة والميزانية المخصصة للمجتمع العربي بـ 15 في المئة، ارتفعت ميزانية ستروك التي تلقت علاوة 378 مليون شيكل. تبلغ ميزانيتها الآن 543 مليون شيكل.

الحكومة الحالية ليست الأولى التي تساعد “الاستيطان الفتي”، لكن السنة الأخيرة أثبتت بأنها حكومة فقدت الكوابح تماماً. إذا لم يتوقف المستوطنون، فسيواصلون تعميق السيطرة على الفلسطينيين، وتخريب إمكانية الوصول إلى حل إقليمي وتسريع مسيرة التدهور في مكانة إسرائيل في العالم لدرجة أن يجعلوها دولة منبوذة بلا حلفاء.

أسرة التحرير

 هآرتس 9/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية