تهجير واعتقال وتعرية نساء ماذا يجري في بيت حانون؟ مخطط جديد من الاحتلال

بهاء طباسي
حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي»: فجر يوم الثلاثاء 16 نيسان/أبريل الحاليّ، تقدمت آليات الاحتلال صوب بلدة بيت حانون، شمالي قطاع غزة، وقصفت مسجدًا ومنزلًا، وحاصرت مدرسة مهدية الشوا التي تأوي مئات النازحين بالإضافة إلى العديد من المنازل في محيط المدرسة، كما اعتقلت قوات الاحتلال عشرات المواطنين والأطفال واعتدت على النساء، وأطلقت النيران بشكل مباشر على المواطنين الفلسطينيين داخل مراكز الإيواء.

شهود عيان من بيت حانون أفادوا خلال أحاديث منفصلة لـ«القدس العربي» بأن قوات الاحتلال هاجمت بلدة بيت حانون من 4 اتجاهات، إذ تقدمت آليات الاحتلال في شارع البنات وشرق منطقة أبو صفية، وفرضت طوقًا أمنيًا في محيط مدرسة مهدية الشوا، كما شهدت منطقة شعشاعة قصفًا مدفعيًا عنيفًا، منذ الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الماضي.
الصحافي الفلسطيني عماد زقوت أوضح أن العملية العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال في بيت حانون، شمالي غزة، منذ فجر الثلاثاء، تهدف لإفراغ المدينة الشمالية المتاخمة للحدود الإسرائيلية من المواطنين الغزاويين تمهيدًا لاستيطانها من قبل المستوطنين اليهود.
زقوت أكد خلال حديثه لـ«القدس العربي» أن تحركات جيش الاحتلال في بيت حانون تزامنت مع قصف مدفعي وجوي عنيف وحصار المدارس التي تؤوي آلاف النازحين خاصة مدرسة مهدية الشوا.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال أنشأت مركز تحقيق ميداني خلف تلك المدرسة، وجردت الرجال والنساء من ملابسهم الخارجية، وأجبرت النساء على خلع الحجاب، كما اعتقلت عشرات الشباب والأطفال.
ونقلت «القدس العربي» شهادات عن نازحين ومواطنين فلسطينيين في مدرسة مهدية الشوا والمنازل المحيطة بها، أن قوات الاحتلال فرضت حصارا على حوالي 3 آلاف نازح في بلدة جباليا وشرق مدينة جباليا، وأطلقت النيران من الطائرات المسيرة «الكواد كابتر» بشكل مباشر تجاههم، وأوعزت للنازحين بالذهاب إلى منطقة جنوب وادي غزة.

تعرية النساء

علاء أبو داير أكد ما تردد عن إجبار قوات الاحتلال للنساء بخلع أحجبتهن، من أجل التحقق منهن وتفتيشهن عبر الحلابات الإلكترونية. مشيرًا خلال حديثه لـ«القدس العربي» إلى حملة اعتقالات واسعة بين صفوف النازحين لم تفرق بين كبير وصغير أو امرأة أو شيخ.
وأضاف أن جيش الاحتلال أخبر النازحين في مراكز الإيواء والمواطنين في المنازل بضرورة الخروج من بلدة بيت حانون؛ لأنه «سيتم قصف مراكز الإيواء في المدينة الشمالية وتدميرها بشكل كامل».
وبين أن بعض النازحين تمكنوا من الوصول إلى مخيم جباليا بعد إجبارهم على النزوح تحت الخطر الشديد في ظل القصف المدفعي العنيف وإطلاق النيران بشكل كثيف.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد قطع الاتصالات والإنترنت عن محيط مدرسة مهدية الشوا، بغرض التعتيم عما يحدث هناك من انتهاكات بحق النازحين.

اعتقالات بالجملة

«لقد نجونا بأعجوبة تحت زخات الرصاص والقصف المستمر» هذا ما أكده النازح خالد بدر، 45 عامًا، والذي تمكن من الخروج من مركز الإيواء في مدرسة مهدية الشوا واتجه ناحية مخيم جباليا، مؤكدًا رواية تعرية النساء ونزع أحجبتهن.
النازح الأربعيني أشار خلال حديثه لـ«القدس العربي» إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت عشرات الأطفال والنساء وكبار السن، كما أجبرت آلاف النازحين من مدارس مهدية الشوا، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» وغازي الشوا بالإضافة إلى منطقة الزيتون على الخروج باتجاه منطقة في شمال القطاع تسمى «قليبو».

تفريغ بيت حانون

المحلل السياسي الفلسطيني تيسير عبد الله أوضح هدف الاحتلال من العودة إلى بلدة بيت حانون منذ فجر الثلاثاء بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الخروج منها، وهو تفريغ البلدة الشمالية الملاصقة لحدود الاحتلال الإسرائيلي من سكانها، ودفعهم نحو معسكر جباليا؛ الجهة الوحيدة المسموح للغزاويين بالتوجه نحوها. واستبعد المحلل السياسي الفلسطيني أن «تكون تحركات الاحتلال في بيت حانون لدوافع أمنية بحتة» لأن «عمليات المقاومة توقفت في هذه المدينة منذ أشهر».
وأكد خلال حديثه لـ«القدس العربي» أن الهدف هو التفريغ الكامل للمدينة من السكان كتجربة احتلالية قد تتمدد إلى محافظات شمال قطاع غزة التالية.
وأوضح تيسير عبد الله أن بيت حانون هي أقصى نقطة في شمال قطاع غزة وملاصقة لحدود سيطرة جيش الاحتلال، الذي يسعى إلى تنفيذ خططه الاستيطانية في شمال القطاع، في الوقت الذي يلهي فيه الجميع بالتهديدات العسكرية حول الاقتحام البري لمدينة رفح وجنوب قطاع غزة.
من جهته ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإفراغ مدينة بيت حانون والمنطقة الشرقية من جباليا شمال غزة، وذلك في جريمة جديدة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وأوضح في بيان له، الثلاثاء، أن «جيش الاحتلال نفذ الليلة الماضية عملية عسكرية، وتقدمت جرافاته ودباباته تجاه مراكز الإيواء في بيت حانون، وحاصرت مدرسة مهدية الشوا التي يتواجد فيها مئات النازحين».
وأشار إلى أن «الاحتلال أنشأ مركز تحقيق ميداني خلف المدرسة، وطلب من الجميع الخروج تحت تهديد السلاح».
وتطرق البيان إلى أن «قوات الاحتلال أجبرت النساء على خلع الحجاب، وجردت الرجال من الملابس الخارجية، وأجبرت كل العائلات المتواجدة في بيت حانون على النزوح منها، وجرى اعتقال عدد من الشبان». وأضاف أن «الجريمة الجديدة تحت غطاء قصف مدفعي عنيف ومن الطيران الحربي وإطلاق نار كثيف». وأكمل: «لم يكتف الاحتلال بمئات المجازر التي ارتكبها في هذه المناطق وتدمير منازل الأهالي فيها بشكل تام وإجبار أهلها على النزوح منها لشهور طويلة، وها هو اليوم يعيد سيناريو تهجير سكانها منها قسرا بقوة السلاح، بعدما عادوا خلال الأسابيع الماضية وعملوا على إعادة الحياة فيما تبقى منها».

صمت دولي

وطالب المجتمع الدولي بوضع حد لهذه الجريمة الجديدة بملاحقة الاحتلال لأبناء شعب فلسطين وتهجيرهم من أماكن سكناهم، رغم أنهم يتواجدون فيها ويصرون على البقاء فيها في ظل ظروف غير إنسانية بعد هدم المنازل وانعدام البنى التحتية والخدمات.
وللشهر السابع على التوالي، تستمر حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط صمت من المجتمع الدولي عن المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في القطاع المحاصر، والتي أسفرت عن قتل عشرات الآلاف من الغزيين وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وأجبرت أكثر من 1.5 مليون مواطن فلسطيني على النزوح إلى مناطق وسط وجنوب قطاع غزة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية