تحذيرات في مجلس الأمن من مغبة تغذية الصراع في السودان بسلاح الداعمين الأجانب

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

قدم أربعة سيناتورات في لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس طلبا إلى الرئيس الأمريكي لتصنيف زعيم قوات الدعم السريع متهما بارتكاب انتهاكات كبيرة وموثقة، والقائد العام للجيش السوداني لإعاقة الانتقال المدني.

الخرطوم ـ «القدس العربي»: في وقت حذرت عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي من مغبة تغذية الصراع في السودان بسلاح الداعمين الأجانب، قدم أربعة سيناتورات في لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي طلبا إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن لتصنيف زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» متهما بارتكاب انتهاكات كبيرة وموثقة، والقائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لإعاقة الانتقال المدني.

وحذرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ريكارلو من تغذية الصراع السوداني بسلاح الداعمين الأجانب، ممن يواصلون انتهاك عقوبات الأمم المتحدة بالخصوص.
ودعت خلال مخاطبتها الجلسة الخاصة بالسودان في مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة إلى إيقاف تلك التدخلات مشددة على أنها غير أخلاقية كما أنها تخالف القوانين الدولية.
وقالت إن أطراف القتال في السودان فشلت في حماية المدنيين مبدية استعداد الأمم المتحدة لمضاعفة الجهود مع شركائها في الاتحاد الأفريقي والإيغاد وجامعة الدول العربية بالإضافة إلى الدول الأعضاء في المجلس للمساعدة في إنهاء الأعمال العدائية في السودان وتعزيز جهود الوساطة الدولية الشاملة.
وقال ممثل الولايات المتحدة الأمريكية روبرت وود إن الأوضاع على الأرض في السودان تمضي نحو طريق مسدود في ظل الصراع طويل الأمد الذي يتخذ في عدة أوجه طابعا عرقيا، داعيا الأطراف الإقليمية إلى الوقف الفوري لتوفير الأسلحة للأطراف في السودان.
وأضاف: «علينا جميعا أن نشعر بالقلق المتزايد إزاء انهيار الدولة في السودان واتساع نطاق الصراع الإقليمي» داعيا إلى زيادة الضغط على الأطراف المتقاتلة من أجل الوصول إلى حل تفاوضي.
وأولى الخطوات نحو تسوية الصراع في السودان حسب وود يجب أن يكون محورها إسكات صوت السلاح وإيصال المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى انه في نهاية المطاف يجب على المدنيين السودانيين تحديد مسار السودان للمضي قدما واستعادة التحول الديمقراطي في البلاد.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت عن استئناف مباحثات جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الشهر المقبل بمشاركة عدد من الفاعلين الدوليين والإقليميين في الشأن السوداني.
ولفت ممثل الاتحاد الأفريقي محمد بن شمباس إلى الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، مؤكدا على ضرورة استئناف مباحثات جدة على نحو عاجل بمشاركة الاتحاد الأفريقي من أجل التوصل إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار في السودان.
ويتواصل الضغط الدولي على الأطراف المتقاتلة في السودان منذ أكثر من عام، حيث قدم سيناتورات في لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي طلبا للرئيس الأمريكي جو بايدن لتصنيف زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» متهما بارتكاب انتهاكات كبيرة وموثقة، والقائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لإعاقة الانتقال المدني.
ويأتي الطلب المقدم للرئيس الأمريكي وفق قانون ماغنيتسكي الدولي لمعاقبة منتهكي حقوق الإنسان.
ودعا السيناتورات إلى وضع الشبكات المالية لقوات الدعم السريع ومصادر إيراداتها تحت المراقبة والفحص، مطالبين بايدن باتخاذ قرار عاجل بالخصوص.
وكانت الحكومة السودانية قد اتهمت دولة الإمارات العربية المتحدة بإشعال الحرب المندلعة في البلاد منذ منتصف نيسان/ابريل الماضي.
وقدمت في 28 آذار/مارس الماضي شكوى رسمية في مجلس الأمن الدولي في مواجهة أبو ظبي متهمة إياها بالعدوان والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
وطالب المندوب الدائم للسودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس في شكوى مقدمة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي كازويوكي يامازاكي الإمارات بالوقف الفوري لتجنيد «المرتزقة» وقطع الدعم العسكري واللوجيستي والإمدادات والمؤن إلى قوات الدعم السريع والمجموعات المتحالفة معها.
ونصت المذكرة على مطالبة دولة الإمارات بـ«جبر الأضرار والتعويض عن الخسائر التي تسبب فيها هجوم قوات الدعم السريع المدعومة من قبلها وفقا لمبادئ القانون الدولي المتصلة بمسؤولية الدول عن الأفعال غير المشروعة دوليا».
وطالبت مجلس الأمن الدولي باستخدام كل الأدوات المتاحة له لـ«لجم العدوان الإماراتي على السودان بما يتوافق مع نصوص المواد 41 و 42 من ميثاق الأمم المتحدة.
وتمنح المادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة، مجلس الأمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب القوات المسلحة لتنفيذ قراراته وله أن يطلب من الدول الأعضاء تطبيق هذه التدابير ويجوز أن يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريد وغيرها من وسائل المواصلات جزئيا أو كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية.
وفي حال رأى مجلس الأمن أن التدابير المنصوص عليها في المادة 41 لا تفي بالغرض، تجيز له المادة 42 أن يتخذ عن طريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدولي أو لإعادته إلى نصابه.
وطالت الاتهامات كذلك دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى متهمة إياها بالمشاركة الفعالة في تنفيذ مخطط العدوان على السودان عبر التغاضي عن عمليات تجنيد المقاتلين الشباب في أراضيها لتعزيز المجهود الحربي للدعم السريع والسماح للمرتزقة بالمرور عبر أراضيها.
وفي السياق قالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد في تصريحات الأسبوع الماضي أن بلادها أجرت مباحثات مع بلدان ربما كانت منخرطة في تغذية الصراع في السودان، مشيرة إلى أنهم على تواصل مستمر مع جهات أشارت إليها التقارير الإخبارية؛ بما فيها مصر والإمارات.
وأضافت في تصريحات للصحافيين في مبنى وزارة الخارجية الأمريكية: «لدينا مناقشات مع عدة بلدان في المنطقة شجعناهم خلالها على الضغط على إيران لئلا تنخرط في الصراع السوداني».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية