السودان: الجيش ينفي صلته بـ« فيديو» التمثيل بجثة جندي من قوات «الدعم السريع»

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم ـ «القدس العربي»: نفى الجيش السوداني صلته بالمقطع المصور الذي يظهر عملية قتل أحد منسوبي الدعم السريع والتمثيل بجثته.
ووصف المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله، ذلك المقطع بأنه يتسم بالبشاعة وإثارة الصدمة، حيث ظهر فيه شخصان يقومان بإخراج احشاء القتيل وتقطيعها على نحو مروع.
وأتهم قوات الدعم السريع بمحاولة « إلصاق» هذه الجريمة بالقوات المسلحة السودانية، مشيرا إلى «أن جميع تلك المحاولات بائسة ولن تنطلِ على الشعب السوداني».
وقال إن القوات المسلحة تلتزم طوال تاريخها بقوانين وأعراف الحرب وقواعد الاشتباك، متهما «قوات الدعم بقتل الأسرى بدم بارد ونهب ممتلكات المواطنين والاحتجاز القسري لأشخاص لا علاقة لهم بالقتال واغتصاب النساء ودفن الموتى أحياء والتمثيل بجثامين الضحايا».
وأكد أن من ظهروا في الفيديو لا علاقة لهم بأي من مكونات الجيش والمستنفرين، مشيرا إلى أن الذين أظهرهم المقطع لا يرتدون أيا من أزياء القوات المسلحة.
وشدد على التزام قوات الجيش وتقيدها الصارم بالقانون الدولي الإنساني والأعراف المنظمة للحرب كقوات وطنية محترفة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا صادما يُظهر قيام مجموعة من المسلحين بقتل أحد منسوبي قوات الدعم السريع والتمثيل به بعد إخراج أحشائه.
واتهم زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) الجيش وكتائب تتبع للإسلاميين بذبح الرجل والتلويح بأحشائه.
وأدان في بيان نشرته منصته الرسمية على موقع (أكس) ما اعتبره «عملا إجراميا ارتكبته «مليشيات إرهابية» منحرفة تختطف مؤسسة الجيش» مشيرا إلى أنها ليست الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة.
وقال: «هناك سلسلة من الأعمال الوحشية التي ترتكب يومياً بحق الأبرياء باسم الدين والجهاد والشعارات الخادعة» مضيفا: «إننا ندين ونستنكر هذه الممارسات الإرهابية البربرية التي تستهدف الأبرياء على أساس الهوية والقبيلة».
وشدد على أن هذه الأفعال لا صلة لها بقيم ومبادئ وأخلاق الشعب السوداني، وتتنافى مع كافة الأعراف والشرائع والقيم الإنسانية، مشيرا إلى أن هذه الجرائم لا تهدد استقرار السودان فحسب، وإنما تشكل خطراً على أمن واستقرار الإقليم والمنطقة. ودعا الدول والمنظمات إلى إدانتها ومحاصرتها.
وأكد ان قواته لن تستجيب لمثل هذه الأفعال، وستظل متمسكة بمبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
ومنذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان من العام الماضي يتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين والمرافق الوطنية بالإضافة إلى خرق قوانين وأعراف الحرب وقتل وتعذيب الأسرى العسكريين.
بالتزامن استطاعت قوات الجيش استعادة مقر الاحتياطي المركزي وعدد من المناطق في ولاية شمال كردفان. كما نفذ الطيران العسكري طلعات جوية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن الطيران الحربي شن غارات جوية في ولاية شمال دارفور مجدداً، شملت محليات « كبكابية» و«كتم «.
وأشارت إلى أن الأنحاء الشمالية والشرقية من مدينة الفاشر شهدت فجر الأمس غارات جوية بالقرب من محطة كهرباء المدينة.
يأتي ذلك في وقت تتصاعد التحذيرات من نشوب معركة كبيرة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور قد تنتهي بإحكام الدعم السريع سيطرته على إقليم دارفور.
ومع احتدام المعارك في محيط مدينة الفاشر تتواصل دعوات القوى المدنية السودانية والمجتمع الدولي لأطراف القتال بعدم استهداف مناطق تجمع المدنيين ،بالغارات الجوية والقصف المدفعي أو زراعة الألغام وغيرها من الأنشطة العسكرية.
وتعد الفاشر آخر معاقل الجيش في دارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع على أربعة من أصل خمس ولايات في الإقليم.
كما يحتشد في المدينة عدد من حركات دارفور الموالية للجيش وأخرى تؤكد رفضها للحرب، الأمر الذي أدى إلى تعدد جبهات القتال، بين الجيش والدعم السريع من جانب والحركات والدعم من جانب آخر فضلا عن الاشتباكات بين قوات الحركات نفسها التي تشهد انشقاقات متتالية.
وفي 14 أبريل/ نيسان الماضي استطاعت قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة مليط بعد معارك عنيفة مع الحركات المسلحة الموالية للجيش استمرت لأيام.
وأعتبر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي تمدد قوات الدعم في مليط محاولة لإحكام الخناق على الفاشر وقطع جميع خطوط الإمداد ومسارات وصول المساعدات الإنسانية عن سكان المدينة وآلاف النازحين العالقين هناك.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية