تحت عنوان «من أجل فن ينمو»: صالون الشباب الـ (34)… المزيد من المراهقة الفنية

محمد عبد الرحيم
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: «إن لم يكن هناك اختيارا لما حوسب الإنسان. الاختيار يمكن أن يكون أي شيء في أي مكان وأي طريق. إما أن تسير فتجد مسخاً صنعه عالم الاستهلاك، أو تسير فتجد نفسك».

«أرتدي ملامحي كل صباح، علّ اليوم يحن عليّ هذه المرة، يؤتيني لما أشتهيه لمره.. أعيد الكره.. أحصل على نفس مرارة الأشياء حتى من نفس الماره.. أحلم بتبدل الحال بحال ولتكن هذه هي المره».

«آلة الخياطة عالم ساخر ما بين همسات الصراع وصدى الأسلحة، مكونة ألحان الاضطراب بين أصوات من يتمسكون بأرضهم ومن يحملون السلاح. تكون توازناً رقيقاً ما بين الدمار والخلق من جديد، وما بين إحلال الانسجام في سيمفونية الصراع والبقاء والحياة».

العبارات السابقة ــ تعمدنا ترك الأخطاء النحوية واللغوية كما هي ـ كتبها أصحاب بعض الأعمال المعروضة في صالون الشباب في دورته الرابعة والثلاثين، الذي أقيم كالعادة في (قصر الفنون) في دار الأوبرا المصرية في القاهرة. وناهيك عن تهويمات الكلمات والعبارات التي تشبه خواطر المراهقين، والتي جاءت الأعمال لا تبتعد عنها من حيث المراهقة والتهافت، دون هَمّ فني حقيقي، يحاول الفنان تجسيده، وهو ما يحيل إلى مناقشة موضوع أكبر عن وجود الفنان في مجتمع يتأثر به، ونقطة أخرى تتمثل في لجان اختيار هذه الأعمال، فما هو المعيار؟ وما هي القيمة الفنية سواء على مستوى الأفكار أو الأسلوب؟ وهل بالفعل تندرج هذه الأعمال تحت مُسمى «من أجل فن ينمو»؟ أم أن الأمر أيضاً يبدو كخاطرة مراهق تعجبه ألعاب البلاغة الركيكة!

اللحظة الراهنة

من المفترض أن يكون (صالون الشباب) هو المناسبة الأكثر تجريباً في الفن، دون قيود أو أساليب مُستهلَكة ومكرورة، كما في أعمال بعض الفنانين الذين استقروا أو امتثلوا إلى أسلوب ما، كذلك فالشباب هم الأكثر حساسية واستجابة لما يدور حولهم في مجتمعهم والعالم، وبالتالي التعبير من خلاله. فمن الصعب على أي فنان محكوم عليه بالانتماء لهذه المنطقة من العالم أن يعيش في معزل عما يدور حوله، ليس بالترجمة المباشرة والفجة ـ وهو ما يحدث بالفعل ـ لكن من خلال الوعي بالفن وقيمته.

لجان الاختيار والتحكيم

لا نستطيع معرفة المعيار الذي تتوسل به لجان الاختيار، أو التحكيم لقبول الأعمال في المعرض، فلا توجد حيثيات للاختيار أو للعمل الفائز، وهو بدوره ما يُشكك في دور هذه اللجان ـ كعادة أغلب لجان وزارة الثقافة المصرية ـ فالمسألة «ماشية بالحُب» ودليل ذلك تدني مستوى الأعمال من عام إلى آخر، حتى إن صالون الشاب أصبح عنواناً لأعمال لا ترتقي لأعمال طلبة الكليات الفنية، فهناك العديد من أعمال الطلبة تتفوق في فكرتها وأسلوبها على الأعمال المختارة أو الفائزة، لكن هؤلاء لا يتم قبولهم من الأساس، لنجد مثلاً الأعمال الفائزة، ومنها.. جائزة الصالون في مجال التجهيز في الفراغ للفنان مصطفى محمود، والجائزة التشجيعية في المجال نفسه للفنان أحمد شعبان أبو العلا، صاحب عمل (ماكينة الخياطة) وهو عمل تلفيقي يجمع بين صوت ماكينة الخياطة وطلقات الرصاص!
أما جائزة الاقتناء، فجاءت لأعمال كل من الفنانين ريم القصيفي وعمر محيي الدين. وتأتي المفارقة الكاشفة ما بين الجوائز السابقة وجائزة الاقتناء، وهي جائزة مُستحقة، فاللوحات تمتلك الرؤية والأسلوب والوعي الفني المختلف عن السائد، أو موضة ما يُعتقد أنه سائد، من موضوعات وأساليب مُنتحلة وملفقة في أغلبها، أو أنها لا ترتقي للعمل الفني من الأصل.

أعمال لافتة

وبعيداً عن الجوائز، لا ننفي وجود بعض الأعمال اللافتة في المعرض، نذكر منها أعمال الفنانين.. أحمد عبد الله، آية محمود، رولا حشمت، سارة ماهر، فاطمة عادل، لمياء قطب، محمد التهامي، محمد عبد العال، محمد علاء، ومصطفى سيف النصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية