الهدنة الإنسانية في قطاع غزة في ميزان الممارسة والنهاية والمصير: حلقة تفاعلية بين أهل غزة بعد الهدنة الإنسانية القصيرة

بهاء طباسي
حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي» انتهت الهدنة الإنسانية بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وانتهت كذلك مددُ التمديد لها، وهي هدنة حسب تقديرات كثير من المختصين المتابعين لإجراءات تنفيذ الهدنة الإنسانية بقطاع غزة في مجمل بنودها بأنها أحدثت حالة من الهدوء الحذر؛ كان بمثابة التقاط أنفاس مارسه الجميع سواء كانوا عسكريين من الطرفين أو المواطنين الذين يقيمون داخل غزة أو العائدين بعد الهدنة.

حالة التقطت فيها الأطراف أنفاسها لتجهز لمصير آخر ينتظرهم، إذ لم تكن الهدنة في مجملها خالية من خروق، فقد شهدت العديد من الخروق على المستوى العسكري وتحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية في أجزاء من منطقة الجنوب، وحالات إطلاق نار واعتراضات للمواطنين، فضلا عن منع دخول المساعدات في بعض المناطق، كل ذلك من الجانب الإسرائيلي. في المقابل تباطأت حركة حماس في تسليم بعض الأسرى الفلسطينيين بعدما قالت: إن الاحتلال الإسرائيلي تلاعب ببعض جزئيات هذا الملف، ليس كما تم الاتفاق عليه في بنود الهدنة.
المواطنون الذين شهدوا فظائع الحرب، ونزوحهم الذي عاشوا فيه أسوأ حالات الإيواء التي مرت على حروب الدنيا عادوا مع الهدنة بغية لملمة أطرافهم، أو ما تبقى منها، لكن عددا كبيرا منهم صدم بما وجده وشاهده أثناء طريق عودتهم وهي علامات كانت تؤكد لهم أن الهدنة الإنسانية صممت من أجل التقاط الأنفاس ثم العودة إلى القتال مرة أخرى على حد قولهم.
وأشار مواطنون أثناء حديثهم لـ«القدس العربي» إلى ضرورة وقف شامل لإطلاق النار، وأن هذه الهدنة غير كافية حتى لزيارة من تركوا من الأسر وتفقدهم بعد شتات فرضه الاحتلال الإسرائيلي قسرا عليهم؛ فكل ذهب في طريقه، لذلك هم محتاجون إلى إعادة لم شمل ما تبقى من أسرهم على أسوأ تقدير.

حقائق وآراء حول الهدنة

المحلل السياسي مصطفى إبراهيم قال: إن الخروق التي حدثت أثقلت كاهل المساعي القطرية المصرية لبذل جهود كبيرة، وبمساعدة المجتمع الدولي وهي خروق في مجملها تؤكد إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على اجتياح بري إذا تأخرت المساعي في معالجة مضاعفات هذه الهدنة.
وبين لـ«القدس العربي» خلال حديثه «قدرة الطرفين على الدخول في جولة جديدة من الحرب كبيرة وفي كامل الجاهزية حسب إفادات مختصين وقيادات عسكرية من كلا الجانبين سواء كانت حركة حماس أو إسرائيل».
وأكد «بمجرد الحديث عن مفاوضات أو التوقيع على هدنة مهما كان وصفها في ظل الحرب المدمرة وغير المتكافئة في كل شيء، وبرغم ما حققته حماس من تقدم في العمليات العسكرية، وأسر جنود وضباط إسرائيليين، بل توغلهم داخل الحرم العسكري لبعض المواقع العسكرية الإسرائيلية… كل ذلك يعكس اهتمام المجتمع الدولي والإقليمي بوقف الحرب، وتحقيق السلام في المنطقة».
ويكمل «ومع ذلك، قد يعتقده بعضٌ غير ذي نفع وغير واقعي بعض الشيء، إذ إن التاريخ يشهد تجربة عدة هدن قصيرة في الماضي لم تحقق النتائج المطلوبة في تحقيق السلام المستدام».
وتساءل إبراهيم، ما الحل للوصول لحلول نهائية؟ يجيب قائلاً: «إذن لابد من مشاورات مستفيضة مع الأطراف المعنية لاستكمال ما بدأوه وتحقيق التقدم الحقيقي نحو السلام؛ ليس تمديدا تعترضه كثير من الخروق الإسرائيلية في بعض بنوده أثناء تنفيذه».

آراء حول التمديد ومآله

ويشير باحثون أن تمديد الهدنة الإنسانية عاكسا لزوايا التفاوض وتفاصيلها، ومدى حكمتها وقدرتها على التفاوض، وتجاوز كثير من العقبات التي تعترض سير تنفيذ المهام التي ربما تؤدي إلى مفاوضات جادة لتعبيد الطريق نحو الحلول النهائية للحرب.
يقول أستاذ الاقتصاد والسياسة سمير أبو مدللة: «هذه الهدنة قد تخفي الواقع الاقتصادي والاجتماعي العدواني الذي يجري في المنطقة، ويجعل الشعب يشعر بالراحة، ولكنه لا يحل المشكلات الجذرية، فلابد من تحويل انتباهك وجهودك نحو تحقيق تعديل اجتماعي حقيقي يعالج جذور الواقع المعيشي».
وأضاف لـ«القدس العربي» أن «الإشادة حاضرة، خاصة بعد الاستمرار في إيجاد حلول اقتصادية، وتأسيس قنوات اتصال مع الأطراف كل الأطراف لتغيير الواقع الاقتصادي للنازحين، وهذا يتطلب تعزيز عملية التفاوض وتشجيع الحوار والصبر والثقة بين الأطراف وتقديم تنازلات لإنجاح العملية».
وشدد على أن تمديد الهدنة الإنسانية خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق تسوية للنازحين والمواطنين بقطاع غزة، مبينا «الهدنة تعطي الفرصة للأطراف المتنازعة للتفاوض وحل القضايا العالقة بشكل سلمي». وحذر في الوقت نفسه من إمكان استغلال إسرائيل الهدنة لأغراض سياسية أخرى، وضرورة إنشاء آليات رقابية لضمان التزام الاحتلال بالهدنة وتنفيذها بكل نزاهة.
إذن أن نضع بالحسبان الآراء المتناقضة لجميع الذين تحدثوا لنا حول حقائق الهدن ومآلاتها وتقويمها بناءً على الواقع والظروف المحيطة بمنطقة الحرب في قطاع غزة قد تجد الأذان المصغية والمشورة المناسبة لاتخاذ القرار الأمثل والمستدام.

خوارزميات الرقابة
والتنفيذ حول الهدنة

يقول الحقوقي خليل أبو شمالة: لابد من عمل لجان المراقبة والتنفيذ للإجراءات التي يجب تنفيذها أثناء الهدنة الإنسانية في مناطق الحروب على الاحتياجات المحددة لكل حالة. ومع ذلك، تتضمن الآلية العامة لعمل هذه اللجان عادة الخطوات التالية:
تكوين اللجان: تشكل اللجان من قبل الأطراف المعنية بالهدنة، بما في ذلك المنظمات الدولية المعنية بالعمل الإنساني.
التنسيق والتواصل: تجري اللجان اتصالًا وثيقًا مع الأطراف المتنازعة والجهات الفاعلة الأخرى لتحديد الاحتياجات وضمان تنفيذ الإجراءات المطلوبة.
المراقبة والتقويم: تقوم اللجان بمراقبة التزام الاحتلال الإسرائيلي بالهدنة ومتابعة تنفيذ الإجراءات الإنسانية المطلوبة. وتقوم بتقويم الوضع وتقديم التقارير اللازمة.
حل النزاعات: في حال حدوث أي نزاعات أو انتهاكات للهدنة، تعمل اللجان على حلها وتوفير الوساطة اللازمة بين الأطراف المتنازعة.
تنفيذ الإجراءات الإنسانية: تتولى اللجان تنفيذ الإجراءات الإنسانية المطلوبة، مثل توزيع المساعدات الإنسانية، وتقديم الخدمات الأساسية للمدنيين المتضررين والنازحين في غزة.
التوثيق والتقرير: توثق اللجان جميع الأحداث والمعلومات المتعلقة بالهدنة وتقدم تقارير منتظمة عن التطورات والتحديات التي تواجهها.
ويؤكد أبو شمالة لـ«القدس للعربي» مراقبة الخروق من خلال قواعد الرقابة الدولية المشتركة لتنفيذ بنود الهدنة.
بناء على ما تقدم من نقاط بموجبها يراقب تنفيذ بنود الاتفاق المبرم وإجراءاته بين الطرفين، وتحديد عدد الخروق التي أحدثها كل جانب ومدى تأثيرها في الهدنة الإنسانية وبنودها أو أي مسارات أخرى لتجديدها بعد أن عاد الطيران الحربي الإسرائيلي بشن غارات على مناطق قطاع غزة وخاصة مدينة رفح وخانيونس، الجمعة، نورد الآتي:
دقائق حرجة قبل انتهاء الهدنة أمس، وما أن دخلت الساعة السابعة صباحا بتوقيت القدس بدأ الطيران الحربي الإسرائيلي بشن غارات عنيفة على مدينتي رفح وخانيونس أسفرت عن استشهاد تسعة مواطنين بينهم 5 أطفال.
والتقارير الإعلامية والمصادر المختلفة تشير إلى وجود خروق من إسرائيل خلال الحملات العسكرية ومدد الهدنة. خروق كثيرة متفاوتة ما بين اعتراض مواطنين وإطلاق الرصاص، والقنابل الدخانية وتفجير قنابل، وتحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلي جنوبي القطاع، وتمركز لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي ما تزال موجودة بغزة رغم هذه الهدنة الإنسانية التي وافقت عليها وأعلنت التزامها بها ولكنها لا تعمل بها كما يفعل الجيش الإسرائيلي على الأرض، فضلا عن وصول كميات محددة من المساعدات.
ومناطق تقع فيها خروق إسرائيلية مثل: إطلاق النار الذي شمل مناطق عديدة في خان يونس ومخيم الشاطئ وحي الشيخ رضوان، ومنطقة المعوي وسط قطاع غزة حيث استشهد مواطن برصاص الاحتلال كان يعمل في أرضه الزراعية.

المساعي القطرية المصرية

بالنسبة للمساعي القطرية والمصرية، فهما يقومان بتوفير وساطة حثيثة لتحقيق هدنة مستدامة في المنطقة، مع تمديد مدة المسار والنتائج المحتملة، والوساطة وتنفيذ الهدنة يعتمدان على العديد من العوامل المعقدة والمتغيرة في الوضع الحالي. وبتنفيذ بنودها قد يتم إحراز تقدم في إحلال السلام وتحقيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار بين الأطراف كافة.

ردة فعل مواطني غزة عن الهدنة

«أخرجنا من بيوتنا بغير حق ثم هدمت وخربت وتمت تسويتها بالأرض فعدنا فلم نجد منها إلا غبارا ودمارا» يقول أدهم أبو دقة وهو مواطن من بلدة خزاعة الحدودية شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة: «أخرجنا بغير حق وعنوة عندما قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية باستهدافنا استهدافا مباشرا قتل ثلاثا من أفراد أسرتي: ابني الكبير وابنتي الرضيعة وزوج أختي راحوا ضحية هذا العدوان الغاشم على قطاع غزة منطقة خزاعة».
ويضيف لـ«القدس العربي»: «اليوم نعود على وقع تقاسيم هدنة إنسانية انتهت مدتها الأولى، وتم تمديدها مرة أخرى وعدنا ونحن كلنا أمل في وقف شامل لإطلاق النار نستطيع به أن نلملم أطراف ما تبقى من حطام لعله يقينا شرا ينتظرنا في وقت لا يعرف أهل غزة مصيرهم من خلال هدنة قصيرة لا تكفي حتى لتنفيذ أهم بنودها وهي عمليات تبادل الأسرى ودخول المساعدات الإنسانية».
وتابع «ما نريده فقط وقفا دائما لإطلاق النار في غزة عقب هذا التمديد لا استئنافا للقتال ربما سيكون أصعب مما كان من قبل على كل المستويات الإنسانية كانت أم الخدمية في ظل تسارع وسباق محموم بين مؤسسات دولية مثل أمريكا والصين وأي تدخل غير مدروس».
إسراء أبو معروف تروي قصتها لـ«القدس العربي» استشهد رضيعها المصاب بورم في رأسه في حجرها وهي تنتظر توقف الحرب ليواصل طفلها متابعته مع الطبيب في المستشفى.
إسراء غزاوية من مخيم الشاطئ انتظرت هذه الهدنة طويلا لنقل رضيعها الذي يعاني أوراما في الرأس تحتاج إلى درجات أو مستويات معينة من العلاج؛ بالرغم من أن حالته قد ساءت وتدهورت صحته بسبب نفاد الدواء اللازم الذي كان يأخذه، وعدم مراجعات الطبيب لمتابعة الحالة، هذه الأم المكلومة تمنت لو جاءت هذه الهدنة قبل أن تفقد ابنها الذي توفي بمخيمات النزوح.
لكنها تنظر إلى العشرات أمثالها من الأمهات وهم يعانون من نقص العلاج، ونقص الرعاية الصحية الأولية لكبار السن وللأطفال وتقول: لـ«القدس العربي»: «أحمد الله، هناك حالات أفظع من حالة طفلي الرضيع، تمنيت هدنة أطول بل تمنيت نهاية الحرب والبحث عن تهدئة كاملة؛ لأن المواطن هو من يتعذب ويعاني النزوح ومشاكله التي لا حلول لها».

العبرة تمنعه من الكلام

منير وعمران وسالم رفقاء النزوح، أطفال لم تبلغ أعمارهم التاسعة جمعهم هذا المكان الذي رتب لهم ليأويهم مع ذوي قرباهم وأرحامهم، كغيرهم من النازحين اجتمعوا هنا في مخيم النازحين جنوبي غزة يلعبون بكل براءة، يدركون ما هم فيه وما هو السبب الذي جاء بهم وأسرهم إلى هذا المكان. قال سالم وهو أصغرهم: «نحن نريد العودة للبيت» فسألته: أين بيتكم، في أي منطقة؟ قال: «أنا من منطقة الزنة شرقي خان يونس».
الطفل عمران وهو أكبرهم يبدو عليه فقد العزاء، ومنعته العبرة في أن يتحدث فسالت دمعة الطفل التي أبكتنا جميعا دون أن نعلم ما وراء هذه الدموع من حزن، لكننا علمنا في نهاية الحديث بعد أن استعاد قواه وتوازنه أنه فقد أخته التي تكبره بعامين حينما سقطت قذيفة صاروخية على منزلهم ودمرت معظمه، لكن عناية الله أنقذت ما تبقى من المنزل، قال بضع كلمات: «أكره الحرب وأطالب بصمود أهل غزة ضد العدوان الذي قضى على كل شيء».

إسرائيل وخيار العودة البرية

قال المحلل السياسي إياد جودة «إسرائيل تريد أن تجري هجوما بريا تسيطر به على قطاع غزة وهو من أعز أمنياتها، لكن ثمة عوامل عديدة ربما تحول دون التنفيذ الكامل المتكامل للاجتياح البري لغزة، وإسرائيل تعتزم تحقيق هدفها من الحرب بحرب برية تسيطر بها على قطاع غزة توطئة لتدخلات سياسية في تغيير نظام حركة حماس نهائيا أو بما يماشي أجنداتها المطروحة بدواعي الالتفاف على محاور القضية الفلسطينية».
وأوضح لـ«القدس العربي» خلال حديثه «من ضمن جملة التكتيك وأساليب الحرب الحديثة هو أسلوب الحروب النفسية وحركة حماس تفعل ذلك ممارسة مقننة على الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وبث الرعب في نفوس الإسرائيليين».
وبين «المستوطنون لا يريدون إنهاء الكابوس إلا من خلال اجتياح بري في جنوبي قطاع غزة ينهي إمكان حماس من العودة من جديد إلى إيلام إسرائيل، وإنهاء حركة حماس أمر مستحيل، فكتائب القسام كانت للجيش الإسرائيلي وآلياته بالمرصاد».
وزاد المحلل السياسي أن من العوامل التي تجعل تنفيذ عمليات الاجتياح البري في قطاع غزة في دائرة الخطر للحكومة الإسرائيلية: ارتكاب مجازر بين المدنيين في ظل وجودهم في المناطق الجنوبية.
ورأى أن الاجتياح البري الجديد «يعني إحداث خسائر وسط المدنيين الفلسطينيين بشكل مخيف وهو ما يثير رأي المجتمع الدولي خاصة أمريكا، فهي لا تريد إحداث خسائر بين المدنيين وفي الوقت نفسه تحاول أمريكا أن تدفع الضر عن إسرائيل في حالة تعاطف المجتمع الدولي مع الفلسطينيين كما كان الحال قبل أن تندلع الحرب».

قدرة تحمل جولة جديدة من الحرب

وجهات نظر عسكرية إسرائيلية حول إمكان تجدد القصف بعد الهدنة من الجانب الإسرائيلي:
ضمان الأمن الوطني بالنسبة لإسرائيل: يعد من الضروري استئناف العمليات العسكرية للدفاع عن سيادة الدولة وحماية المواطنين، ويرون أن إعادة الهجوم يعد إستراتيجية لتحقيق الاستقرار الأمني الدائم في المنطقة.
ويؤكد عسكريون إسرائيليون أن الحفاظ على الردع من خلال الاستمرار في المعارك يعزز قوة ردع الجيش الإسرائيلي، ويعمل على منع قوات حركة حماس من المضي قدمًا في أي تهديدات مستقبلية، على خلفية أن الهدنة الإنسانية قد تعزز الاستعدادات العسكرية لحماس، ولذا فإن استئناف القتال يسهم في الحفاظ على التوازن العسكري.
ويُقدّر البعضٌ أن عودة الصراع تعزز مواقف إسرائيل في التفاوض السياسي، وأن القوة العسكرية المستعادة تعزز قدرة الجانب الذي يرغب في التفاوض على المطالبة بمزيد من التنازلات من الأطراف المعادية.
وكذا بعض التوقعات أن استئناف العمليات العسكرية يساعد في جذب الاهتمام الدولي إلى مشكلة النزاع في غزة، ويعتقدون أن تصعيد الصراع يجبر المجتمع الدولي على التدخل والعمل على إيجاد حل دائم للحرب بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والجيش الإسرائيلي والتي اندلعت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

حماس وإمكان صد الهجوم البري

حركة حماس: كل المتوقع من الاجتياح محسوب.
لا شك أن التفوق الذي حققته حركة حماس في حرب السابع من أكتوبر الماضي من هذا العام يعد حافزا ودافعا قويا لها في توقعات مرتقبة ربما تلتزمها الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو للقضاء على حركة حماس وملاحقتها أينما كانت. على حد زعم الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي.
وتقول مصادر صحافية مطلعة إن حماس نفذت تدريبات عسكرية منتظمة ومنظمة أدخلت فيها منهجا قتاليا عسكريا يشبه إلى حد كبير ما نفذته من هجوم مع مجموعة الفصائل الفلسطينية المشاركة في الهجوم في يوم السابع من أكتوبر، والذي استطاع أن يخترق كثيرا من مناطق الجيش الإسرائيلي المتاخمة للحدود مع غزة ما أحدث إرباكا ما تزال إسرائيل تبحث عن معالجته مخافة أن يتكرر ذلك، إذا ما قررت الاجتياح البري مرة أخرى لقطاع غزة.
عسكريون يشيرون إلى أن ما يزال لدى حماس كثير من التكتيكات العسكرية التي لم يحن وقتها بعد، وبجانب المرئيات التي بثت لتدريباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا إلا أنها تخفي الكثير من عناصر المفاجأة، رغم ما يمكن أن تحدثه آلة الحرب الإسرائيلية من تقدم فإن مقاومة حركة حماس والفصائل الخمس التي انضمت إليها في القتال ستفاجئ قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر خبراء أمنيون أن هناك من العوامل المؤثرة الجيوعسكرية تمتلكها حركة حماس ويمكن أن تستخدمها في الميدان بصورة تجعلها قادرة على ضبط إيقاع المعركة من خلال معرفة دقيقة بإحداثيات عسكرية تعد مهمة في تحقيق أي تقدم في المعركة الجانبية مثل: العامل الجغرافي للمناطق العسكرية سواء المتاخمة للسياج الأمني الذي يفصل بين الحدود بين إسرائيل وغزة أو غيرها، وهي عوامل يبدو أنها تستخدم لتأخير النصر باستنزاف قدرات الجيش الإسرائيلي وإمكاناته.
إذن، كل هذه الإفادات تشير إلى إمكان اجتياح بري حسب عسكريي إسرائيل واستعداد إسرائيل لذلك من خلال ما تم تداوله من تصريحات صحافية لمسؤولين وقيادات عسكرية إسرائيلية؛ إذ في المقابل أيضا قدرة حماس على صد هذا الاجتياح البري، تظل كل التوقعات حاضرة لمآل ما بعد الهدنة المنصرمة التي تشير إلى تجدد الاشتباكات والقصف ما دام أن الجيش الإسرائيلي ما زال متمركزا في قطاع غزة، وعزز ببعض التعزيزات والدعم اللوجستي، وبناء المرافق على الأرض، إنما جلها علامات تشير إلى موعد اقتراب الجولة الثانية من الحرب بين الجيش الإسرائيلي، وكتائب القسام والفصائل الفلسطينية المشاركة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية