البطريرك يستعيض عن لقاء النواب المسيحيين في بكركي بدعوتهم إلى اختلاء روحي وتوبة

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”:

لم تسجل المحادثات الفرنسية السعودية التي جرت في باريس قبل ايام حول الملف الرئاسي اللبناني خرقاً في جدار الاستحقاق مع استمرار الرياض على موقفها برفض أي مقايضة تسعى اليها فرنسا بين انتخاب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وتسمية السفير نواف سلام رئيساً للحكومة. ويُفترض أن تحضر الانتخابات الرئاسية في خلال زيارة مساعدة وزير الخارجية الامريكي باربرا ليف إلى بيروت بين 23 و24 آذار/مارس الحالي في اطار جولة في المنطقة تشمل مصر والاردن وتونس.

وعلى خط الاستحقاق الرئاسي، برزت دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي النواب المسيحيين إلى “يوم اختلاء روحي قوامه صوم وصلاة وسماع لكلام الله وتوبة استعداداً لعيد الفصح المجيد في بيت عنيا حريصا بجوار سيدة لبنان في جو من الصلاة والتأمل والسجود امام القربان المقدس يوم الاربعاء في 5 نيسان/إبريل المقبل” كما ورد في الدعوة التي تأتي بعد انتفاء الحماسة لعقد لقاء سياسي في بكركي للنواب المسيحيين.

وتتزامن الدعوة مع أربعاء أيوب في خلال اسبوع الآلام لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي وكأن البطريرك الراعي أراد بتحديده موعد الخلوة في هذا النهار ان يقول للنواب المسيحيين إن صبر ايوب قد نفد لدى اللبنانيين، وان عليهم ان يتخذوا خطوة ما حتى لا يبقى لبنان يعيش زمن الآلام. وقد سارع التيار الوطني والكتائب والمردة للموافقة على المشاركة في الخلوة الروحية، وينتظر ان تحدد القوات اللبنانية موقفها ظهر الاثنين بعد اجتماع يعقده “تكتل الجمهورية القوية” في معراب. وأكد النائب أديب عبد المسيح حضوره ممثلاً كتلة “تجدد” بمكوّناتها المسيحية والمسلمة، وتمنى على “القيمين أن تشمل الصلوات طقوساً شرقية إذا ما قدرنا نوحّد المسيحيين بالسياسة بركي منوحّد الصلاة كم ساعة”.

بالموازاة، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان “أن المطلوب تسوية رئاسية سريعة”، وتوجّه في بيان إلى البطريرك الراعي والأخوة المسيحيين بالقول: “لبنان بلا شراكة لا وجود له والشراكة تنتظركم، ولا وقت إضافيا لأن لبنان بالمرحلة الرابعة من الانهيار، والمرافق والمؤسسات العامة انتهت أو كادت، والقطاع التعليمي والاجتماعي بخبر كان، والفوضى والجريمة والنزوح يأكل لبنان، والمخاطر الأمنية بأعلى مؤشراتها، والأصابع الدولية والأممية شكلت خلايا ومتاريس خطيرة جداً عبر سواتر إنسانية، والدولرة اجتاحت كل القطاعات، وسيادة لبنان المالية انتهت، والمخاوف جدية، وواشنطن خدعت الجميع وعينها على قلب الأوضاع، وصندوق النقد وصفة اقتصادية بأسنان سياسية، والمصارف تنحر البلد، والحكومة رصاصة فارغة، والتجار خونة الخبز والملح، والوقت انتهى واللحظة لحظة تاريخ، ولا إنقاذ دون مجلس النواب، ومفتاح الحل لا يكون عبر لعبة أصوات بل بتسوية وطنية توافقية، والمطلوب تسوية وطنية عبر مجلس النواب”.

واضاف: “حذارِ المشروع الدولي لانه يريد لبنان محرقة، ومفوضية اللاجئين تدفع للنازح لتمنعه من العودة لوطنه بسياق لعبة أمنية ديمغرافية تدميرية، ونحن الآن بآخر أمتار الفرصة الأخيرة، والبلد كله متوقف على تسوية رئاسية فيما نصف التسوية السياسية متوقف على إذن أمريكي، وتفليس لبنان ومنع التسوية السياسية ليس صدفة، وتجهيل المعطلين عار، ولم يعد بالإمكان الصبر على الانهيار الشامل، والجوع والفلتان يتغول، وما نحن فيه الآن بالوعة انفجار سياسي اقتصادي معيشي قد يغيّر كل شيء في لبنان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية