هجوم جوي لحزب الله بمسيّرات انقضاضية يستهدف ضباطاً وجنوداً إسرائيليين ويعطب منصة للقبة الحديدية

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: خطفت العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح وعمليات حزب الله الدقيقة والتي نفذت أمس على مراحل عدة بمسيرات انقضاضية وصواريخ ضد الجنود الإسرائيليين والمستعمرات، الأنظار واعترف جيش الاحتلال أمس بمقتل جنديين له بضربات الحزب يوم الاثنين.

وبقيت الجبهة الجنوبية مشتعلة بين حزب الله وإسرائيل، وأعلن الحزب في بيان أنه “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‌‌‏والشريفة، شنت ‏المقاومة الإسلامية هجومًا جويًا بمسيرات انقضاضية استهدفت ضباط وجنود العدو أثناء وجودهم في باحة ‏ثكنة يفتاح وأصابتهم بدقة وأوقعتهم بين قتيل وجريح.‏ وفي الوقت نفسه استهدفت طائرات أخرى إحدى منصات القبة الحديدية المتموضعة جنوب ثكنة راموت نفتالي ‏وأصابتها إصابة مباشرة أدت إلى إعطابها”.‏

وأضاف الحزب “بعد قرابة الساعة والنصف ‏من الهجوم الجوي بالمسيرات على ثكنة راموت نفتالي، وعند تجمع جنود العدو داخل الثكنة، استهدف بصاروخ موجه وأوقعهم بين قتيل وجريح”. كذلك استهدف حزب الله التجهيزات التجسسية في موقع السماقة ‏في تلال كفرشوبا وتجمعاً للجنود داخل موقع الراهب.

في المقابل، حاولت طائرة حربية معادية اعتراض المسيّرات بتحليقها على مستوى منخفض وألقت بالونات حرارية. وطلبت بلدية “كريات شمونة” من مستوطنيها البقاء في الأماكن المحصنة بسبب الخشية من تسلل طائرة من دون طيار. وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن حزب الله أطلق 6 مسيرات خلال ساعة نحو الجليل تم اعتراض إحداها وسقطت أخرى وتسببت في حرائق.

أيضاً، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة عيتا الشعب. وعلى الحي الجنوبي لبلدة الخيام وأطراف كفرحمام، واستهدف جيش الاحتلال أطراف كفرشوبا وشيحين والجبين وطيرحرفا وبليدا ومارون الراس. بعدها رد حزب الله برشقة صاروخية على منطقة عرب العرامشة انطلقت من جنوب لبنان.

مقتل ضابطين

وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء مقتل ضابطين في هجوم بطائرة مسيرة نفذه حزب الله اللبناني أمس على موقع عسكري في مستوطنة المطلة عند حدود لبنان الجنوبية. وقال الجيش الإسرائيلي إن الضابطين القتيلين ينتميان إلى كتيبة الدورية 6551. كما أعلن جيش الاحتلال أمس أن 3 جنود ومدنياً قتلوا وأصيب 33 آخرون بين جنود ومدنيين بنيران حزب الله الشهر الماضي، بينما أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل بأن 13 جندياً و9 مدنيين إسرائيليين قتلوا في المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأعلن حزب الله أمس أنه نفذ هجوما جويا بمسيرات انقضاضية على تمركز لجنود إسرائيليين في مستوطنة المطلة، مؤكدا إيقاعهم بين قتيل وجريح. كما أعلن الحزب أنه قصف أمس بصواريخ الكاتيوشا مقر قيادة فرقة الجولان الإسرائيلية في قاعدة نفح بالجولان المحتل ردا على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت فجرا منطقة البقاع، شرقي لبنان.

واستدعى غزو رفح والسيطرة على معبرها الأساسي مع مصر التحذير من كارثة إنسانية، وقد دعت وزارة الخارجية اللبنانية “المُجتمع الدولي والدول الفاعلة والمعنية إلى التحرك الفوري والفاعل لوقف المجازر الإسرائيليّة، وانتهاكات إسرائيل المتواصلة للقانون الدولي الإنساني، والقرارات الدولية ذات الصلة، والسعي نحو إنجاز مفاوضات وقف دائم لإطلاق النار”، محذرة في بيان من “أي عمل تصعيدي تشنّه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد مدينة رفح، في ما يهدد بكارثة إنسانية بالغة على أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى هذه المنطقة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ سبعة أشهر، مما يُساهم في تنفيذ مُخططات التهجير القسري الإسرائيلية”.

بدوره، أعلن الحزب التقدمي الاشتراكي أنه “فيما يواصل العالم أجمع سياسة التعامي والتآمر على الشعب الفلسطيني، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة بحق هذا الشعب، وآخر فصولها الدموية ما يجري بحق رفح من هجوم وتشديد للحصار وإقفال لكل المعابر وجرائم ضد الإنسانية”.

إدانات وشجب

ولفت بيان صادر عن مفوضية الإعلام إلى “أن الحزب التقدمي الاشتراكي إذ يجدد إدانته وشجبه لهذا العدوان اللاإنساني، ويستنكر الصمت الحاصل حيال التدمير الممنهج لقطاع غزة من شماله إلى جنوبه وتهجير أبنائه، فإنه يكرر الدعوة والمطالبة بتحركات فاعلة مُنتجة من الدول المعنية لتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وبالتالي وقف هذه الحرب التدميرية بحقّ البشر والحجر، وفي الوقت نفسه إيصال كل أنواع الإغاثة والدعم المباشر المعيشي والصحي لأهالي قطاع غزة، ولجم حكومة الاحتلال عن تماديها في ارتكاب جرائم الحرب ومحاسبتها على ذلك”.

وأبدى المجلس المذهبي الدرزي الذي انعقد برئاسة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى “قلقه العميق إزاء جولات التصعيد الأخيرة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني واعتداءاته المتواصلة على لبنان، والتي اتخذت دلالات موغلة في الخطورة، بعد تنفيذ تهديداته تجاه رفح ومدن فلسطينية أخرى وارتكابه المزيد من المجازر البشرية المروّعة في قرى الجنوب الحدودية، وما يخلّفه من دمار هائل للمنازل وخسائر في الممتلكات مما يعزز فرص توسع الحرب”.

 ودعا المجلس “الوسطاء الدوليين والمهتمين بالشأن اللبناني للعمل الفوري على وقف الشحن المتصاعد ونزع فتيل الحرب الموسعة حيث لا قدرة للبنان على تحمل أوزارها، ويرى في هذا المجال أن تطبيق القرارات الأممية ولا سيما القرار 1701 بكامل مندرجاته واتفاقية الهدنة عام 1949، وبالتالي تمكين الجيش والقوى الأمنية الاضطلاع بدورهم، من شأنه توفير الاستقرار وضمان الاتفاق وتحقيق الأهداف التي ترمي إليها الجهود الدبلوماسية والدولية، لإنهاء الأزمة القائمة وعدم جر المنطقة بكاملها إلى حرب شاملة”.

جلسة نيابية للهبة

على خط النزوح السوري وبعد الحملة الواسعة التي استهدفت الحكومة اللبنانية ورئيسها نجيب ميقاتي على خلفية ما سًمي “رشوة المليار يورو” لإبقاء النازحين السوريين في لبنان، إستجاب رئيس مجلس النواب نبيه بري لطلب ميقاتي ودعا إلى جلسة مناقشة عامة حول المواقف من الهبة الاوروبية قبل ظهر يوم الاربعاء في 15 أيار/مايو الحالي. في وقت جال وفد من تكتل “لبنان القوي” على وزير الخارجية عبد الله بوحبيب وسفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دي وايلي للبحث في ملابسات الهبة الأوروبية التي قُدمت للبنان وكيفية مواجهة ملف النزوح السوري. وأعلن النائب نقولا الصحناوي بعد زيارة بو حبيب “رفض أي اتفاق مع الإتحاد الأوروبي أو مساومة يمس حقوق لبنان”، موضحاً “أن الوفد “استوضح من الوزير بوحبيب حول شروط الهبة الأوروبية”، ومؤكداً “رفض أي شرط لإبقاء النازحين السوريين لأنه ملف وجودي”.

 وشدد على أن “ما يتم في لبنان لجهة تطهير شعب بأكمله واستبداله بشعب آخر، لا يقل عما يحصل على حدودنا في فلسطين المحتلة من إبادة”. وقال “إن جميع اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق يرفضون ما يحصل في ملف النزوح ويجب أن يرفعوا صوتهم”. وأضاف: “نتوقع من الحكومة والوزراء أن يكونوا خط الدفاع الأمامي للشعب اللبناني فهذا الملف وصل إلى درجة لا تطاق وعلينا جميعاً أن نستنفر لوقف إبادة شعب تتم على مهلها ولكن لا تقل خطورة عما يحصل في فلسطين”.

وبعد زيارة سفيرة الاتحاد الأوروبي قالت النائبة ندى البستاني “الزيارة تأتي استكمالاً للمؤتمر الصحافي لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل السبت، وشدد الوفد على عودة النازحين السوريين. وتم استيضاح تفاصيل الهبة الأوروبية، وبحث كيفية تقريب وجهات النظر حول ملف النزوح”، مؤكدةً أنه “سيكون للتيار والتكتل مواقف إضافية في هذا الإطار”.

من ناحيته، وجّه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل كتاباً إلى الرئيس ميقاتي لاحظ فيه “تناقضاً بين ما أعلنه رئيس الحكومة من ان لبنان يرفض أن يصبح بلداً بديلاً والدعوة إلى عودة النازحين إلى بلادهم لاسيما أولئك الذين دخلوا لبنان بعد عام 2016 لأسباب اقتصادية بحتة، وبين ما أعلنته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي أشارت إلى أن الحزمة المالية بقيمة مليار يورو ستصرف أساساً على توفير المعدات والتدريب لإدارة الحدود لمساعدة لبنان في إدارة الهجرة ومنع الهجرة غير الشرعية ومكافحة تهريب المهاجرين إلى أوروبا انطلاقاً من السواحل اللبنانية، ما يعني أن الهدف الأساس من الدعم الأوروبي ضمان عدم هجرة السوريين إلى أوروبا وليس العمل على تخفيف العبء عن لبنان واستضافة السوريين في أوروبا”.

مراسل المنار :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية