استشهاد أبناء اسماعيل هنية يُشعل شبكات التواصل: لم يكونوا في فنادق الدوحة ولا قصور تركيا!

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي بالتعليقات الساخنة فور اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة من أبناء زعيم حركة حماس اسماعيل هنية صباح يوم الأربعاء الماضي، الذي كان أول أيام عيد الفطر المبارك، في مجزرة استهدفت العائلة داخل مخيم الشاطئ في قطاع غزة وأدت إلى استشهاد الأبناء الثلاثة إلى جانب عدد من أحفاد هنية.

وسرعان ما التفت النشطاء والمعلقون إلى حقيقة أن عائلة هنية تتواجد داخل قطاع غزة، وليس كما كان يُشاع ويُروج سابقاً بأنهم يقيمون في فنادق فارهة داخل العاصمة القطرية الدوحة، أو في فلل بمدينة اسطنبول التركية، وإنما تبين بأنهم يتواجدون داخل مخيم الشاطئ حيث المكان الطبيعي الذي كانت تقيم فيه العائلة سابقاً منذ ما قبل الحرب، فضلاً عن أنهم لم يغادروا القطاع ولم يتركوا الشعب الفلسطيني يواجه الحرب وحيداً وإنما ظلوا على حالهم وفي مكانهم يواجهون ما يواجهه غيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني.
وسرعان ما هيمن اسم «اسماعيل هنية» على قوائم الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً على شبكات التواصل الاجتماعي في مختلف الدول العربية بعد تداول الأنباء عن استشهاد الأبناء الثلاثة، كما انتشر كالنار في الهشيم مقطع الفيديو المصور للحظة تلقي هنية الأب نبأ استشهاد أبنائه الثلاثة، حيث كان في صباح أول أيام العيد يقوم بجولة لزيارة جرحى من قطاع غزة متواجدون في إحدى المستشفيات القطرية لتلقي العلاج.
وكتب الصحافي والإعلامي الأردني والمدير السابق لقناة «الجزيرة» ياسر أبو هلالة مغرداً على شبكة «إكس» (تويتر سابقاً): «من يستمع لحديث اسماعيل هنية لقناة الجزيرة يذهل من حجم الصبر والرضا والصلابة والرقة في أن هذه قيادة لن تهزم، يستحقها الشعب الفلسطيني كما تستحقه، شعب عظيم وقيادة عظيمة على موعد مع نصر الله القريب».
أما الإعلامي المصري المعروف أسامة جاويش فغرد ملمحاً إلى المزاعم السابقة بأن أبناء هنية ليسوا داخل غزة، حيث يقول جاويش: «أخبروا غلام سكاي نيوز عربي ومديرها أن هناك شرق أوسط يستشهد فيه أبناء قيادات حماس داخل قطاع غزة بقصف إسرائيلي.. وهناك شرق أوسخ في عواصم الصهاينة العرب يروج فيه أمثاله لروث المجرمين ورواياتهم الخبيثة على الهواء مباشرة».
أما الناشط الأردني خالد وليد الجهني فكتب يقول: «لو نال القتل من أبناء نتنياهو، يا ترى كم بيان سيصدر وكم اتصال سيتم وكم زيارة ستخرج من عواصم عربية للتعزية والتنديد؟!».
ونشر النائب في البرلمان اليمني محمد ناصر الحزمي الادريسي مقطع فيديو من داخل مجلس عزاء هنية، وكتب معلقاً: «برغم مصابه الكبير لكن يظهر عليه الرضا يستقبل الناس كأنهم في تهنئة فرح، إنه الإيمان الذي يجعل الإنسان يتعامل مع المصائب بقلب ساكن ونفس مطمئنة.. لقطة وهو يمازح ابني عندما علم أن اسمه القسام».
أما الدكتور محمد الصغير، رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي، فنشر مقطع فيديو يظهر فيه زوجة أحد الشهداء الثلاثة، وكتب معلقاً: «كنتُ أمس بجوار الأخ القائد اسماعيل هنية عندما عرض عليه هذا المقطع لزوجة ابنه الشهيد حازم اسماعيل، وكان تعليقه: ماشاء الله عليها.. الله يصبرها.. الله يصبرها».

إنهم المنصورون

وغرد الإعلامي المصري أيمن عزام يقول: «حضرتُ العزاء في شهداء آل اسماعيل هنيه.. مَنْ يعزّي من؟ من يواسي من؟! والله لقسمات وجه (أبو العبد) تشع اليقين على الحاضرين، ولكَفّ يده -حين صافحته- رسولُ عزمٍ وتحدٍّ وهمّةٍ تلين الجبال أمام جسارته ولا يلين، ورفاقه زعماء المقاومة والجهاد من حوله، يستقبلون الناس بقلوبهم قبل أحضانهم، برغم الإرهاق والإجهاد الشديد الظاهر على أعينهم، وكأني بهم يقومون الليل لا ينامون.. في مجالس العزاء يكسو وجوه الحاضرين الوجومُ والحزنُ والانكسار، لكن مجالس عزاء الشهداء يسري في هوائها نسيمٌ من نسائم الجنة، وكأنّ روح الشهيد في حواصل الطير الخضر في الجنة تستأذن ربها لتطوف على أحباب الشهيد في الدنيا تهديهم بعض نفحات الله في جنة الخالدين.. والله إنهم لهم المنصورون، وإن جند الله لهم الغالبون، ولا نزكيهم على الله، فالله جل في علاه صاحب الفضل والمنّة».
وعلق سامي الزين يقول: «الرد القاسي على كل من تسول له نفسه بالتطاول على قيادات ورموز المقاومه الفلسطينية.. لم يكونوا في الفنادق كما روجت دعايات الصهاينة والمتصهينين العرب».
وكتبت منال الدليمي: «وصية زوجة الشهيد حازم إبن اسماعيل هنيه: ما في أحد يناشد العرب، هم الذين بحاجة إلينا ولسنا نحن من بحاجة إليهم، همُ الأموات، ونحن الأحياء.. هي واحدة من حشود الصابرات، شعب فيه أمثال هؤلاء الحرائ، لن يُهزم أبداً، بإذن الله».
أما الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية فقال: «بثبات كالجبال الراسيات، وعلى درب الخنساوات، تودع زوجة الشهيد المجاهد حازم إسماعيل هنية زوجها وطفليها الذين ارتقوا اليوم في جريمة اغتيال بشعة بحق ثلاثة من أبناء اسماعيل هنية و3 من أحفاده.. تتحدث بكل ثبات عن بعض صفات زوجها الحافظ للقرآن الكريم والإمام في مساجد غزة، تزفهم للجنة بكل فخر وعزة».
وأضاف أبو سلمية: «ربما قدر الله أن يفتح للأمة باباً للتعرف أكثر على قادة حماس وأبنائهم وزوجاتهم وكيف تكون محاضن التربية لديهم، وماذا تقدم للأمة من نتائج، يحدث هذا بعد حملة تشويه ممنهجة قادتها دول في المنطقة لخدمة العدو الصهيوني تحديداً ضد هنية وأسرته.. لكن يأبى الله إلا أن يُخزيهم، ويرفع مكانة أبو العبد وعائلته التي قدمت 60 شهيداً خلال معركة طوفان الأقصى وحدها».

عملية انتقامية مقصودة

وعلق الإعلامي الدكتور عزام التميمي: «استهداف أبناء إسماعيل هنية عملية انتقامية مقصودة.. لكنها لن تفت في عضد المقاومة».
وكتب الناشط السعودي المعارض أحمد بن راشد بن سعيد: «الدعايات إسرائيلية، الأموال سعودية.. كانت قناة العربية قد أشاعت أن غضباً يسود قطاع غزة إثر خروج أبناء الشيخ إسماعيل هنية من القطاع إلى تركيا، لاسيما الشهيد حازم وعائلته، وأن هنية أسّس (إمبراطورية تجارية) في ذلك البلد لأبنائه، حسب القناة، التي وصفت ذلك بقولها: «ثراء باسم المقاومة. واليوم تُضطر إلى بلع إشاعاتها، لكنها تأتي بما هو أدهى: «قُتل أبناء هنية وهم في طريقهم لتنفيذ عمل إرهابي.. انحياز سعودي للعدوان».
وعلق عزام محمد: «سبحان الذي عز الأمة الإسلامية بالمقاومة في غزة وبأهلنا في غزة الحبيبة وبقادتها الغُرّ الميامين، وجعل الذل والهوان والخزي والعار في وجوه صهاينة العرب».
أما الناشط الأردني علي الطراونة فكتب يقول: «أمام صبر وثبات اسماعيل هنية تُقرأ الوصايا معكوسة، وصية الأحياء للشهداء، وصية تُعلمك أن جنان السماء أرحب من مطامع الأرض، إنك كلما زهُدت في الحياة تعاظم منك العطاء، وصية تُعلمك كيف تكابر على الألم ليحيا فيك الوطن، كيف تكون عظيماً في زمن تناسل الصغار، ربما نفهم الآن ما الذي يُزعج الصغار عندما تهتف الحناجر بأسماء هؤلاء القادة.. نعم.. هي عُقدة الصغار في حضرة العِظام.. كم من الدروس علمتنا يا غزة… أتُرانا تعلمنا؟!».
وكتب الناشط السعودي تركي الشلهوب: «اسماعيل هنية لقد سَمَوتَ وارتقيت مرتقاً يصعب على صهاينة العرب الوصول إليه بل وحتى فهمه.. أنت فخرٌ للأمة الإسلامية يا أبا الشهداء».
وكتب الناشط والإعلامي الأردني أحمد حسن الزعبي: «ها هو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية يقدّم أبناءه الثلاثة زينة شباب العرب شهداء على طريق التحرر.. أما آن الأوان للصهاينة العرب أن يلتقموا حذاء قديما بأفواههم ليصمت تخوينهم وتشكيكهم برمزية هؤلاء القادة العظام؟».

كل شباب الأمة أبناؤك

وغرد الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي يقول: «رسالة إلى الأخ اسماعيل هنية: كل شباب الأمة أبناؤك، وكل أطفالها أحفادك، وكل أحرارها وحرائرها يقاسموك نفس الألم والفخر والتصميم على مواصلة النضال من أجل حق الشعب الفلسطيني في أن تكون له نفس حقوق كل الشعوب الحرة.. رحم الله أشبال ذلك الأسد، رحم الله هؤلاء الشهداء وكل من ارتقى قبلهم وتلقاهم بواسع رحمته في جنان الخلد».
وعلق الطبيب المصري الدكتور يحيى غنيم: «إلى الذباب العربي المتصهين؛ أقذر ما حملت أرض العرب الطاهرة، هذه هي الصابرة المحتسبة زوجة السيد إسماعيل هنية.. يا من كذبتم على الرجل ونشرتم صورة بأنه تزوج أثناء المعركة، أخزاكم الله، وأخزى مشغليكم من الخونة الأسافل، هؤلاء رجال باعوا لله أرواحهم وأولادهم، وحملوا همَّ أوطانهم بين جوانحهم فلم يعد في حياتهم غيرها حتى وإن كان من المباح الحلال».
وكتب أحمد الزراب: «إسماعيل هنية اللهم امنحه الصبر وتقبل أولاده مع الشهداء أبناء فلسطين.. اللهم كن سنداً لإخوتنا في غزة هب لهم الصبر والثبات من فضلك وانت نعم المولى والنصير».
وعلقت تمارة الفاخوري: «المشهد العام على السوشال ميديا الذي يحاول أن يثبت أن اسماعيل هنية ليس منافقاً ولا خائناً مشهد محزن، وكأنه كان يجب عليه أن يفقد 60 من عائلته ليُثبت للعالم النجس أنه ليس بمنافق ولا خائن.. عالم منحط أعمى مضحوك عليه بكلمتين.. القائد هنية ما تغير عليه شي، أنتم الضالون وهلأ صحيتوا».
وعلقت الناشطة السعودية علياء أبو تايه الحويطي: «زف اسماعيل هنية ثلاثة من أبنائه وأحفاده إلى الجنة اليوم، أين أبنائكم يا خنازير وعملاء سايكس بيكو عن ساحات الوغى؟».
وعلق الكاتب الصحافي الأردني المعروف عريب الرنتاوي: «استهداف ستة من أبناء وأحفاد القائد اسماعيل هنية في شمال غزة، يملي على الأبواق السوداء أن تخرس مرة واحدة وإلى الأبد: – الذين قالوا بأن قادة حماس نفذوا هجرة جماعية لأفراد عائلاتهم للخروج من غزة إلى فنادق اسطنبول والدوحة – الذين روجوا لصراع بين «تيار الفنادق» و«تيار الخنادق» في حماس.. تباين الاجتهادات أمر يحدث في الحركات الكبرى، لكن من المخجل تبسيط المسألة بهذه السذاجة، سيما حين تكمن أسوأ النوايا خلف هذه المقاربات.. الرحمة للشهداء وأحر التعازي للأخ أبو العبد والاخوة في حماس ولا عزاء للساقطين والمتخاذلين».
وكتب الباحث والناشط السعودي مهنا الحبيل: «هناك هزيمة عميقة في معسكر الصهاينة العرب.. لا ذخيرة فيها ولا سلاح، ولكنها ترسانة مبادئ، روح الإيمان التي تغشت اسماعيل هنية هي نموذج في ثبات لا تفسره المادة مطلقاً.. وإنما قواعد الروح والتعلق اللامحدود بالملكوت، لذلك رأينا تأثر الشباب العربي حتى مع من يختلف مع حماس وحتى غير المسلمين تأسرهم اللحظة».
وأضاف الحبيل: «الصهاينة العرب لم يلتفت لهم ابو العبد، لكنهم يشعرون أن الأرض تكرههم وأن السماء تبصق عليهم، وأن الغردق الذي يحتمون به لا يستر عورتهم، واللهيب يحرق قلوبهم.. ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية