إيران تدافع عن مصالحها فعمن يدافع العرب؟! وللمشككين: أولاد هنية استشهدوا في غزة

حجم الخط
0

لا يفرق الصهاينة بين أبناء المقاومة المتعددة المتشبثة بالحق في الأرض والحق في الحياة، وهم الذين جرفوا أجساد الصغار مع الحجارة، وانتهكوا حرمة الصحافة وقتلوا المئات من الصحافيين وهم يؤدون مهامهم التي كفلتها القوانين الدولية والأعراف.
وها هي أياديهم الآثمة تصل لأولاد السيد إسماعيل هنية، الذي طالما اغتالته كلمات المثقفين والسياسيين العرب، ممن اتهموه في السابق وفي عز «طوفان الأقصى» بأنه يعيش في «بحبوحة» في الخليج مع أسرته، وهذا يذكرنا بمنشور كتبه السيد محمد نور الدين جباب على صفحته على فيسبوك بتاريخ 17 مارس/ آذار عام 2021، جاء فيه: «هل المطلوب من إسماعيل هنية افتراش الكارتون والنوم على قارعة الطريق؟ موقف البعض من حركة حماس أبعد بكثير، ويتعدى بكثير كونها حركة إسلامية أو حركة دينية، وهذا حديث يحتاج وقفة خاصة، لكن استوقفني كلام البعض حول وجود إسماعيل هنية في الخليج، وسط بحبوحة كما قالوا».
يبدو لي أن هؤلاء يجهلون أبجديات السياسة ويجهلون حتى تاريخ الرجل الذي عاش طول حياته، 60 سنة، في غزة في مخيمات اللاجئين، ولم يغادرها إلا مرة واحدة عندما طرده الكيان الصهيوني، بعدما لم تثن عزيمته سجون الاحتلال، فألقى به على الحدود اللبنانية مع مجموعة من المناضلين والمجاهدين، الذين ظلوا في العراء أياما وليالي».
ويضيف أستاذ الفلسفة السيد جباب «أما خروج السيد هنية من فلسطين المحتلة، فكان بقرار من حركة حماس لكي يكون ممثلا لها، ولكي يبني علاقات ويربط صلات مع دول ومنظمات وهيئات، مثلما كان قبله السيد خالد مشعل.
وبما أن هنية في الدوحة، «فمن الطبيعي أن توفر له قطر غرفة نوم وسيارة للتنقل وحراسة مشددة، أم أن المطلوب من هنية، الذي تعرض عدة مرات لمحاولة الاغتيال، لكي يبرهن لهؤلاء السادة أنه مناضل كبير ومجاهد أن يفترش الكارتون وينام على قارعة الطريق في شوارع البلاد»!؟ يختم منشوره.
هكذا يغتالوا أولاد هنية الثلاثة وحفيديه اليوم الأول في العيد، عيد الفطر أيضا كان دمويا في غزة، بينما نحن نرتشف القهوة ونتذوق ما لذ وطاب من الحلويات! نحن من فقدنا الإحساس بالآخر، والأدهى والأمر هناك من يشكك في مصداقية الرجل، بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول».
هل كان ضروريا استشهاد أولاد وأحفاد الرجل كي نقنع الصهاينة العرب بحقيقة أن أولاده وعائلته متواجدون في غزة، وأنهم يلاقون من الأهوال مثل ما يلاقيه أهل غزة؟ أكان من الضروري حدوث قتلهم حتى نفند دعايتهم القائلة بوجودهم في فنادق باريس وقطر وتركيا؟»، يتساءل ياسين ياسين، ويجيب من خلال ما دونه على صفحته على فيسبوك: «في الحقيقة، نحن من يجب أن نشعر بالعار لكوننا ننتظر في أعماقنا حدوث مكروه لعائلة القائد السياسي لحماس إسماعيل هنية، حتى نسارع لتداول صور أبنائه وأحفاده الشهداء لنفحم بها خصومنا من صهاينة الغرب ونخرس أفواههم التي تردد بغباء منقطع النظير دعايات افيخاي أدرعي والاعلام الصهيوني».
عار علينا شعورنا بالارتياح لمجرد تفنيد مزاعم نعيم فنادق قطر، التي كان يرفل فيها أبناء قادة حماس، نصرنا المزعوم هذا كان على حساب دمائهم الزكية التي سالت على تراب غزة الطاهر. إن خسارة معارك ضد «التصهين» أفضل من نشوة انتصار وهمي معلق على دماء الشهداء. رحم الله شهداء عائلة إسماعيل هنية وكل شهداء فلسطين الأبية.»
بعبارة «الله يسهل عليهم وعلى كل الشهداء» توالت العبارات التي ستدخل التاريخ وتزحزح كل السرديات العربية المتخاذلة: «من كلمة «معلِش» التي قالها وائل الدحدوح إلى كلمة «الله يسهل عليهم»، التي قالها هنية ظهر الصمود والبأس على أشده في غزة. «فكم من وائل وهنية فيك يا غزة» دون أبو حسام الحريزي على صفحته على فيسبوك. عبارات تضاف لعبارة «روح الروح».

ماذا يجري بين إيران وإسرائيل؟

تداول بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قصف إيران للكيان الصهيوني باستخدام الصواريخ المجنحة منها التي قطعت أكثر من ألفي كيلومتر بريبة وشك، أحيانا وبارتياح لدى البعض لأنها قلبت الموازين وأرعبت الصهاينة، أحيانا أخرى.
والرد كان للثأر من قصف إسرائيل وقتلها لعسكريين إيرانيين في سفارة إيران في سوريا، وليس بغرض الثأر لضحايا «طوفان الأقصى» والرد على حرب الإبادة، التي ما زالت متواصلة على غزة.
على صفحة إبراهيم البطوش، نقرأ: «تعليقات الناس على الهجوم الإيراني في غالبيتها تميل إلى اعتبارها «مسرحية»، لا أفهم لماذا ننتقد إيران؟ هل على إيران أن تفكر بعقولنا وتحارب من أجلنا؟ إيران ليست بالسذاجة لكي تدخل الحرب بلا مصلحة لها فيها، ولكنها في الوقت نفسه لا تقبل أن تخسر مواقعها في الشرق الأوسط، ولهذا من الطبيعي أن يحصل بينهما احتكاك حاد أحيانا. الهجوم الإيراني ليس نصرة للعرب، ولا من أجل غزة، فالمهزوم لا أحد ينقذه، بل يطمع فيه القاصي والداني»!
ويضيف: «الخطوة الإيرانية واضحة وصحيحة بالنسبة لها، وهي رسالة للأطراف الدولية الأخرى، أن إيران مستعدة للدفاع عن مصالحها، وكأنها تقول لإسرائيل «خلينا نلعب مع بعض مش نلعب على بعض»!
أما موسى علي تريكي، فكتب تحت عنوان «معركة الوعي»: «الكثير منا علق وتكلم عن الرد الإيراني، واحد يقول مسرحية، وآخر يتهم إيران بالعمالة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وثالث يقول إنها مسرحية من إخراج إسرائيل وإيران الخ.
لكن هؤلاء الناس لا يتكلمون عن دول عربية أعلنت دعم الكيان وتصهينت جهارا نهارا. هؤلاء الناس لا يتكلمون عن تحالف بعض الدول العربية الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، والداعم اللا مشروط لها، هؤلاء الناس لا يتكلمون عن القيادات العربية المشاركة في قتل الغزاويين، وحصارهم وسحقهم جوعا وعطشا. بالله عليكم كيف تحكمون»؟!
تتباين الآراء بين الموالين لإيران والمناوئين لتغلغلها في البلاد العربية بكل الوسائل، والأمر ليس مستهجنا بين المغلوبين على أمرهم، من لا يملكون قوة الأقوياء كأمريكا والغرب ولا استراتيجية إيران طويلة المدى.

 كاتبة من الجزائر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية