أستاذ العلوم السياسية الدكتور الفلسطيني علي الجرباوي: إسرائيل اليمينية تدفع بخيار حل الدولة الواحدة والمصالحة الفلسطينية حديث عدمي

حاوره: سعيد أبو معلا
حجم الخط
1

حديث سياسي بواقعية صادمة، يتعارض مع سياسة السلطة الفلسطينية التي تستميت في الدفاع عن خيار حل الدولتين، ومع المعارضة السياسية الفلسطينية التي ترى أنها قادرة عبر القوة المسلحة هزيمة الاحتلال الإسرائيلي، هذا ملخص الحوار مع الدكتور علي الجرباوي، أستاذ العلوم السياسية والإدارة العامة في جامعة بيرزيت منذ عام 1981 ومتخصص الشؤون الفلسطينية والتنموية.
الجرباوي، الوزير الفلسطيني السابق، ليس متفاجئا من غياب الحديث عن المصالحة، التي يصفها «بالحديث العدمي» معتبرا أن خلق وحدة سياسية بين مناطق منفصلة جغرافيا لا يمكن أن يتم. ويضيف: «ليست هناك إمكانية على الإطلاق لتسوية سياسية من هذه اللحظة وحتى فترة طويلة قادمة، حيث يعود الصراع مفتوحا وتاريخيا ويحتاج لفترة طويلة قد تصل إلى 30 عاما لتظهر بوادر حل جديدة».
يحاول الجرباوي في هذا الحديث الإجابة عن سؤال ما هي أولوياتنا خلال هذه الفترة الطويلة المقبلة، معتبرا أن تعزيز الصمود هو أولى الأولويات، كما يطالب أن يكون الفلسطيني أكثر صراحة مع نفسه في ضوء الواقع الفلسطيني والعربي والدولي.
ويرى الجرباوي أن التمدد الاستيطاني في الضفة والقدس لا يؤدي إلى سيطرة مطلقة على الفلسطينيين، إنما يؤدي إلى تشابك بين الفلسطينيين والاحتلال، وهو ما يجعل الانفصال أمرا أكثر صعوبة وبالتالي تحقيق فكرة «الدولة الواحدة» التي لا يمكن لإسرائيل فيها استثناء الفلسطينيين، الفكر السائد في الساحة الإسرائيلية اليوم هو يميني أيديولوجي ديني يعميهم عن رؤية المستقبل. وفيما يلي نص الحوار:

*في فلسطين المحتلة وخلال السنوات العشر الماضية أو أكثر هناك نتيجة يمكن التعبير عنها بغياب السياسة أو «موت السياسة» وهنا أعني في الشأن الفلسطيني الداخلي، كيف تقرأ هذا الواقع؟
**النظام السياسي الفلسطيني يفتقر لآليات الفعل السياسي والسبب أن أدوات هذا الفعل ملغية أو غير موجودة، والنتيجة أن النظام السياسي، ويحدث هذا منذ فترة طويلة، تكلس وتحجر وتجمد، والسبب أن آليات الفعل السياسي التي يمكن من خلالها تشكل وانطلاق حياة سياسية غير موجودة وغائبة. نتحدث هنا عن الأحزاب، والبرلمان وفصل السلطات الثلاث، ووجود انتخابات دورية منتظمة وهي التي تعتبر ضرورة لأي حياة سياسية.
عندما تغيب كل هذه الأمور تغيب جدوى الانخراط في العملية السياسية، وهو ما يفسر ضعف المشاركة السياسية في فلسطين، فليست هناك آليات فعل سياسي تحمل أي عملية انخراط في العملية السياسية.

*كيف يمكن أن يضر ذلك بالقضية الفلسطينية وأنت تؤكد أن هذا أمر ليس آنيا إنما نتاج فترة طويلة؟
**غياب أي عملية سياسية يعمل على حصر الخيارات الفلسطينية، فطالما ليست هناك أي آليات نقاش داخلية عملية ستكون النتيجة عدم وجود أي إمكانية للخوض في الخيارات السياسية المختلفة التي يفترض أن تحملها أطراف مختلفة الرؤى ويتاح لها فرصة مناقشة خياراتها، وتطرحها على الشعب عبر عملية سياسية فعالة.
إذا، نحن مقيدون في الخيارات الموجودة، ولا مجال لمناقشة السائد والمطروح، ولا طرح خيارات جديدة.
*من يتحمل مسؤولية هذا الواقع الذي لا يحتاج لعمق تفكير للتأكد من مقدار إضراره بالقضية الفلسطينية؟
**هذه جدلية، لا نقدر تحديد طرف واحد مسؤول عن كل ذلك، مثلا لدينا احتلال قام بفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة جغرافيا من سنوات طويلة، وهو أمر ركب عليه الانقسام الداخلي الفلسطيني، وسيبقى هذا الانقسام موجودا طالما الفصل الجغرافي موجود أيضا، الاحتلال هنا له دور كبير في واقعنا المتجمد. أيضا العالم الخارجي أو الدولي له دور في الحالة التي وصلنا إليها. وبكل الأحوال كل ذلك لا يعفينا من المسؤولية، فالدور الأساسي لهذا الواقع يتحمل مسؤوليته الفلسطيني، وهنا يجب التأكيد ان الانتخابات المؤجلة لن تحل مشكلة المشروع الوطني الفلسطيني، لكنها في حالتنا مهمة لكونها تعتبر أداة فعالة لتفعيل النظام لسياسي.

*في ضوء ذلك ونتيجة عليه ترتب أن تنشأ علاقة بين السلطة الفلسطينية والشعب أو الجمهور الفلسطيني باختلاف فئاته، علاقة لا يبدو أن الجمهور ومواقفه المختلفة محل اهتمام هذه السلطة، خذ مثالا أننا نقرأ نتائج لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قبل أيام من خلال الإعلام الإسرائيلي؟
**يجب ان نقول إن النظام السياسي الفلسطيني لم يقم في علاقته مع الشعب على عقد اجتماعي، السلطة أو النظام السياسي لم يأت من هذه الخلفية، وهو الحال مع أغلب الدول العربية، التي يسود فيها حالة التطاحن والتحارب والصراعات الداخلية. وبالمجمل عندما لا تكون هناك عملية سياسية فعالة، من خلال أدوات نظام ديمقراطي من أهم مرتكزاته وجود إمكانية لتغيير من هم في السلطة بشكل دوري ومنتظم وبطريقة سلمية عبر الانتخابات، وهذا أولا، وثانيا: عندما يغيب نظام ديمقراطي يقوم على أساس الفصل بين السلطات الثلاث، وثالثا: مع عدم وجود أدوات فاعلة للرقابة والمسائلة والمحاسبة، نكون أمام عملية سياسية جامدة، وهذا أمر نراه في قطاع غزة مثلما هو في الضفة الغربية، ليس هناك أي إمكانية لمسائله ومحاسبة أو حتى مشاركة من هم في السلطة للشعب بالقرارات المصيرية أو حتى في إدارة حياة الناس، المسؤول لا يعتقد أن من واجبه أن يقيم علاقة مع المحكومين.

*جاء لقاء الرئيس أبو مازن مع غانتس مترافقا مع وضع داخلي فلسطيني لم يتقدم خطوة واحدة للأمام، حتى أن البعض يقول أنه شهد تراجعا أيضا حيث اختفى حديث المصالحة أو حتى أحاديث التوافق الوطني، بالتالي جاء هذا اللقاء في لحظة تعتبر فيها إسرائيل الطرف القوي والمؤثر، كيف تقيم ذلك؟
**لست متفاجئا من غياب الحديث عن المصالحة، هذا حديث عدمي، وكأننا لا نقرأ المعطيات التي تقول أنه طالما هناك فصل جغرافي فلا إمكانية لحدوث مصالحة بأي شكل كان. مجرد الاستمرار في الحديث عن الموضوع هو حالة من نكران الواقع. كيف سينتهي الانقسام طالما قطاع غزة مفصول جغرافيا عن الضفة، ولا يمكن الدخول هناك إلا بتصريح من الاحتلال نفسه؟
التاريخ يقول لنا أن أي وحدة بين مناطق منفصلة لا يمكن أن تتم ومثال ذلك الوحدة بين مصر وسوريا التي لم تستمر إلا لسنوات ثلاث فقط. من الصعوبة انهاء ملف الانقسام السياسي الذي تم «تقعيده» على فصل جغرافي، الانقسام «قعد/ جلس» واستراح على الفصل الجغرافي الإسرائيلي، وهو أمر سيستمر إلى فترة طويلة جدا، والمطلوب من الفلسطينيين في هذه المرحلة معالجة هذا الموضوع من خلال الحقائق والحقائق فقط، حكومة وحدة وطنية لن تكون الحل ولن تنهي الانقسام.
علينا هنا التنبه أن فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة هو مشروع استراتيجي إسرائيلي وهدفه فكفكة القضية الفلسطينية وعزل مناطقها من أجل استهداف ما تعتبره إسرائيل مهما في مخططاتها وهو الضفة الغربية والقدس. أما القطاع فهو مهم للاحتلال من ناحية أمنية فقط، فليس لديه نوايا في الاستحواذ على قطاع غزة.
كان ثمن ترك إسرائيل للقطاع هو خطط الاستحواذ وابتلاع الضفة الغربية والقدس حيث نلحظ تنامي مشاريع التهويد والقضم والسيطرة هناك. في الحقيقة إن الإجراءات الإسرائيلية في الضفة مرعبة، وهي تسير بشكل منهجي ومخطط وتشرف عليها مؤسسات وتنفذها، بالمقابل ليس لدينا فعل وخطط «غير الحكي» عن المشروع الوطني، بالحقيقة ليس لدينا شيء. نحن حالة من الطفو على السطح وسبب ذلك نحن، صحيح ان الاحتلال قوي ومؤثر لكن لا يجب علينا ولا لمرة احدة من أن نبرأ أنفسنا من المسؤولية.

*في ضوء تلك القراءة للواقع هناك طحن في موضوع العلاقة مع إسرائيل من خلال اللقاء الأول الذي تم مع القيادة الفلسطينية، وهناك تحرك عربي مصري أردني وفلسطيني، كيف ترى في كل ذلك أمام معطيات الواقع؟
**واضح تماما بالنسبة لي أنه ليست هناك إمكانية على الإطلاق لتسويه سياسية من هذه اللحظة وحتى فترة طويلة قادمة، توازن القوى الآن ضدنا وأي تسوية نحن فيها الطرف الأضعف، والصراع تحول من صراع سياسي حاولت اتفافية أوسلو حله خلال السنوات الخمس الأولى وفشل، وها هو يعود ويتحول إلى صراع مفتوح تاريخيا ويحتاج لفترة طويلة قد تصل إلى 30 عاما لتظهر بوادر حل جديدة.
السؤال الآن: ما هي أولوياتنا خلال هذه الفترة الطويلة؟ عملية تسويق حل الدولتين حالة من الضحك على أنفسنا وحالة من بيع الوهم لأنفسنا، انتهى حل الدولتين نهائيا، وما يجب فعله هو أن نرى ما هي أولوياتنا ضمن هذا الواقع المعاش، السلطة فعليا لن تتحول بفعل عملية سياسية لدولة مستقلة ذات سيادة، وما أقوله هو حقيقة قائمة وبالتالي أنا لا تفاجئ من أحاديث منح إسرائيل 5000 هوية لم شمل، أو قرض مالي، المطلوب منا هنا أن نغير الاستراتيجية ومن تطلعاتنا ومن توقعاتنا أيضا.
قد يكون المطلوب منا هو العمل على صمود الناس وتثبيتهم في أماكنهم، وهذا هدف يجعل من اولوياتنا مختلفة عن الاستمرار بالحديث عن حل الدولتين، فهذا الحديث بمثابة «ذر الرماد في العيون».
السؤال اليوم من وجهة نظري كيف نبقي الجيل القادم على هذه الأرض؟ كيف يستمر بالبقاء والصمود على هذه الأرض لا يكون البديل المتاح أمامه هو الهجرة؟

*ما تطرحه يبدو مخالفا للرؤية الرسمية السائدة، أو للفعل السياسي الرسمي الفلسطيني المراهن عليه، وبالتالي ما المطلوب إذا؟
**نحتاج إلى صراحة مع أنفسنا، نحن لا نقدر على رفع حاجز إسرائيلي واحد، وهذا واقع صعب وهو نتاج غياب عملية سياسية كما تحدثنا سابقا، نستمر بالحديث عن المأمول والرغبات والمطلوب منا أن نهدأ قليلا ونتحدث ونحن على الأرض وبلغة واقعية، علينا أولا رؤية أوضاعنا الحقيقية، ومن ثم البحث عن المطلوب، كل ما نسمعه صباحا ننساه مساء ونعيد سماعه في الصباح الأخر، في عملية طويلة ومستمرة من الضحك على الذات والآخرين، نريد ان نكون أكثر واقعية ونقدم معالجة جديدة ضمن خطة استراتيجية، نحن حاليا في صراع مفتوح ويحتاج ما بين 20 – 30 سنة لحدوث تغير فيه. ولا يوجد حل، شخصيا أرى أن نعمل على ملفات الصحة والتعليم…الخ وإبقاء الناس في مدنهم وقراهم وأراضيهم.

*ماذا عن خيار المقاومة الشعبية، أليس فعلا، ربما بحالتنا الانتظار ليس فعلا؟
**نحن الجزء الأضعف من عملية إدارة الصراع ولا يجب أن نقول حله، إسرائيل تدير الصراع على نار هادئة والعالم والمجتمع الدولي منهمك في هذه العملية التي لن تقود إلى أي حله، والعالم لا يقوى أو لا يريد الضغط بهدف إيجاد حلول.
نحن أصبحنا في ظل هذه الرؤية الإسرائيلية منخرطين في إدارة للصراع، والمطلوب منا أن ندير ذلك بكفاءة ولمصلحتنا قد الإمكان في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، مطلوب منا أن نديره بطريقة تضمن لنا في المستقبل إمكانية إعادة فتحه بحيث يكون لصالحنا.

*إذا الحديث اليوم عن إجراءات إعادة بناء الثقة من الطرف الفلسطيني كما تم الحديث خلال الاجتماع الثلاثي في القاهرة حالة من إدارة الصراع؟
**نعم، هذه الإجراءات التي يتم الحديث عنها تعبر عن حالة إدارة الصراع وليس حله، وهي لجعل إدارة الصراع أسهل للطرف الإسرائيلي، وهي بالضرورة لن تقود لحله، وإذا دخلنا في العملية الحالية مع إسرائيل والعالم على الأقل يجب أن يكون لدينا رؤية لتحقيق مصلحة أكثر. نحن اليوم الطرف الأضعف في المعادلة، وأمامنا خياران الأول: أن نخوض مواجهة شاملة ومفتوحة مع الاحتلال، وهذا يعني أن تحل السلطة نفسها وتفتح الصراع على مصراعيه، والثاني: القبول بالسلطة بما في ذلك التزاماتها الوجودية المفروضة علينا.
الحقيقة الماثلة اليوم أن إسرائيل تعميها «الأيديولوجيا الاستحواذية» عن رؤية حقائق مثل أن التمدد الاستيطاني في الضفة والقدس لا يؤدي إلى سيطرة مطلقة على الفلسطينيين، إنما يؤدي ذلك إلى تشابك بيننا وبين الاحتلال، كل مستوطنة تبنيها إسرائيل تعزز من التشابك والوجود مع بعضنا البعض، وهو ما يجعل الانفصال أمرا أكثر صعوبة. فسياسات إسرائيل الاستيطانية اليوم، وكل ما نراه، هو عبارة عن فرض أنفسهم علينا، وهذا يعني بالمنحى التاريخي لهذا التمدد أن نصبح مفروضين عليهم أيضا، وفي هذا الفرض المتزايد من التشابك والتداخل بين الطرفين سيقود إلى آثار سلبية عليهم أيضا مثلما علينا، حيث يتحول لصراع تاريخي تدفع فيه إسرائيل على المدى الطويل باتجاه حل الدولة الواحدة، وليس الجانب الفلسطيني، فحل الدولتين يحتاج إلى انفصال، أما سلوك إسرائيل الاستيطاني فيتمثل في فرض نفسها على الفلسطينيين الذين لن يذوبوا بفعل هذه السياسة الإسرائيلية وليس بمقدورها القضاء علينا.
وبالتالي المطلوب منا أن نُفعل إجراءات الصمود والبقاء من جهة كي يستمر الفلسطيني في مكانه، وبعد سنوات قد تتغير الظروف والمعطيات، وفي ضوء ما يجري ستصبح إسرائيل دولة من النهر وحتى البحر واقعا فعليا مع وجود الفلسطينيين في هذه الدولة التي تجسد فكرة «الدولة الواحدة» التي لا يمكن لإسرائيل فيها استثناء الفلسطينيين. الفكر السائد في الساحة الإسرائيلية اليوم هو يميني أيديولوجي ديني يعميهم عن رؤية المستقبل.

*وكأن الدولة الواحدة ثنائية القومية هي الخيار المتاح؟
**في الحقيقة نحن ليس لدينا ترف الاختيار، نحن ليس لدينا أي خيار، ولو كانت إمكانية الاختيار لدينا لاخترت دولة فلسطينية مستقلة، لكن الحقيقة أن حل الدولتين انتهى، وحل دولة ثنائية القومية أيضا غير مطروح، لكن المؤكد أن مسار إسرائيل اليمينية سيقود إلى مسار الدولة الواحدة، ولا نعرف ما سيترتب على ذلك أهي دولة ثنائية القومية أو دولة لكل مواطنيها أو دولة ابارتهيد..الخ.
بالمجمل علينا أن نعتمد على الذات، وعلى أدائنا أن يكون متناسبا مع غاية مراكمة الأصدقاء والمتعاطفين والمتضامنين، ولا يعقل أن نمارس أمورا تقلل من هؤلاء من خلال ممارسات فيها فساد وأخطاء وإشكالات كثيرة، كما لا يجب ان نستند على فكرة أن قضيتنا عادلة وبالتالي العالم سيساندنا، صحيح أن شعوب العالم ستبقى إلى جانبنا لكن هذا لا يجب ان يترافق مع غياب استراتيجية عمل ضمن رؤية واضحة تعمل بالضرورة على استغلال مراكمة أخطاء الاحتلال الإسرائيلي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Majdi Daibes:

    يضاف الى الفصل الجغرافي بين الضفة وغزة الفصل بين الضفة والقدس

إشترك في قائمتنا البريدية