أحمد الكحلاوي رئيس الهيئة الوطنية في تونس لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع: رغم بعض الضغوط محليا وغربيا إلا ان قانون تجريم التطبيع سوف يرى النور بسبب إرادة التونسيين

حاورته: روعة قاسم
حجم الخط
0

أكد أحمد الكحلاوي رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع في حوار لـ«القدس العربي» بأن الشعب التونسي على العهد باق ولم يتخلف يوما عن أداء واجبه دفاعا عن القدس وفلسطين على غرار مشاركة آبائه وأجداده في كل الثورات والحروب التاريخية فداء لفلسطين. وقال إن تونس عبّرت في كل المنابر سواء في الجامعة العربية أو في الأمم المتحدة أو في الشوارع التونسية منذ اندلاع «طوفان الأقصى» عن دعمها للمقاومة الفلسطينية. وأشار إلى أن حرب غزة فضحت وجه الاحتلال الذي دمّر المدارس على رؤوس المدنيين وعزل سكان غزة عن العالم. مشيرا إلى أن البشرية تتطلع اليوم من خلال المظاهرات المليونية إلى عالم جديد خال من النهب والعدوان والاستعمار. وفي ما يأتي نص الحوار.

○ هناك معركة تخاض في تونس لتمرير قانون تجريم التطبيع في البرلمان فما هي عراقيل تمريره؟
• في الحقيقة يحرص التونسيون على ضرورة تجريم التطبيع مع كيان العدو الصهيوني لاعتبارات عدة، أولها ان الشعب في تونس يعود إلى نفس الانتماء العربي لشعبنا في فلسطين ولأمتنا العربية، ثانيها أننا نعود إلى نفس الديانتين الإسلامية والمسيحية بقطع النظر عن المذاهب المختلفة. كما يعود حرص شعبنا على تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني بالنظر إلى كوننا ننتمي إلى نفس التاريخ في كل تفاصيله وأحداثه. إضافة إلى ذلك فإن الثقافة العربية – بما تزخر به من ثراء فكري وإبداع في كل المجالات – قد وحّدتنا وجعلت منا شعبا وفيا لأمته حريصا على أمنها لا يخشى لومة لائم في خوض ما يلزم من نضال من أجل وجودها الإنساني واستمرار بقائها وتوفير الشروط الضرورية لتحقيق ذلك.
لقد ساهم التونسيون على مرّ الزمان إلى جانب أشقائهم العرب، في التصدي لمختلف الغزوات والاعتداءات والحروب التي تعرضت لها أمتنا المجيدة، ومن ذلك مشاركة أبناء المغرب العربي في تحرير البلاد العربية زمن الحروب الصليبية وتحرير القدس وفلسطين، مثلا خلال حرب «حطين» التي شنّها ملوك وأمراء أوروبا بزعامة ريتشارد قلب الأسد وانتصر العرب في تلك الحرب بزعامة القائد صلاح الدين الأيوبي.
ان شعب تونس الأبيّ، مثل غيره من أبناء أمتنا، ما تخلّف يوما ولن يتخلّف عن أداء واجبه دفاعا عن القدس وفلسطين كما شارك آباؤه وأجداده في كل الثورات والحروب فداء لفلسطين وقدّم الشهداء، فإنه على العهد باق لا يستكين. لذلك ومنذ حرب 1948 «الانكلو ـ ساكسونية» على فلسطين بمشاركة العصابات الصهيونية الإرهابية مثل «الهاغانا» و«الارغون» و«شتيرن»و»بلماح» وغيرها ارتكبت مجازر مروعة ضد العرب والفلسطينيين ولم تتوقف عن القتل والتدمير وقتل المدنيين أطفالا ونساء وشيوخا، وعملت على تهويد بلاد فلسطين العربية وإعلان قيام كيان غريب عن المنطقة «يمنع وحدة المشرق مع المغرب العربيين» كما جاء في تقرير «كامبل بنرمان» رئيس الحكومة البريطانية المؤرخ 1906ـ 1908.
○ كيف تفسّر الضغوط لعدم تمرير هذا القانون في تونس؟
• ان شعبنا في تونس، باستثناء أقلية لا وزن لها، ظل على بينّة من كل ما تقدم وأصرّ على رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني وعدم إقامة أية علاقات معه وتمسك بإيمانه بذلك ولن يتراجع أبدا. وذلك الموقف الوطني عبّرت عنه تونس رئاسة وحكومة وشعبا ونص على ذلك في دستور تونس الجديدة. ورغم بعض الضغوط محليا وغربيا فإن الإرادة قوية لاستصدار قانون يجرّم التطبيع في مجلس النواب التونسي وسوف يرى هذا القانون النور قريبا اعتمادا على ان «من يقيم علاقة مع كيان العدو يرتكب جريمة يعاقب عليها بالقانون».
○ كيف ترى أهمية الإسناد التونسي ورسائل الدعم لأهل غزة وفلسطين بمختلف الأشكال؟
• لقد عبّرت تونس شعبا ومجتمعا مدنيا ورئيسا منذ اندلاع «طوفان الأقصى» صباح 7 تشرين الأول/اكتوبر 2023 عن دعمها للمقاومة الفلسطينية. ونزلت في كل المدن التونسية الجماهير من كل الأعمار وانتشرت في أضخم الساحات رافعة رايتي تونس وفلسطين التي تتميز بالألوان الأربعة الأبيض والأسود والأخضر والأحمر التي ترمز جميعها إلى معاني العز والكرامة والنخوة العربية. وهو ما لخصته أبيات الشاعر العربي صفي الدين محي الدين حلي إذ قال:
«بيض صنائعنا… سود وقائعنا خضر مرابعنا… حمر مواضينا».
○ وأين وصلت حملات الدعم في تونس والتي انخرطت فيها مختلف الهيئات سواء الهلال الأحمر التونسي، وما أهمية تشكيل اللجنة الوطنية لدعم المقاومة والتي ضمت عديد الأحزاب والشخصيات والهيئات والمنظمات الداعمة جميعها للمقاومة؟
• ان التونسيين خلال هبتهم الشعبية الضخمة ومن خلال أهازيجهم التي حيّوا فيها شعب فلسطين في غزة وفي الضفة وشعاراتهم التي أدانوا فيها كيان العدو الملطخة أيديه بدماء الأطفال والنساء والعجز، عبروا عن الغضب الشديد على غرار شعوب العالم قاطبة بسبب إقدام جيش الحرب الإسرائيلي على قصف العمارات السكنية وتدمير مساكن المدنيين العزّل على رؤوسهم ما أدى إلى استشهاد أعداد غفيرة من المدنيين الفلسطينيين. واليوم باتت الراية الفلسطينية منتشرة في كل بلاد العالم التي خرجت إلى الشوارع في مشهد غير مسبوق في إدانة صارخة لما ارتكبه الصهاينة بدعم أمريكي وغربي صريح ضد مواطنين أبرياء وعزّل، في مقابل فشلهم في خوض النزال مع أبطال المقاومة الفلسطينية الذين أبلوا البلاء الحسن دفاعا عن وطنهم وإفشالا لمخطط طرد الفلسطينيين من بلدهم.
هبّ التونسيون في مؤسسات الدولة والمجتمع وبانخراط شعبي واسع يجمعون مواد الدعم من غذاء وأدوية وملابس وغير ذلك، وتجميع كميات كبيرة مما تقدم ذكره وتمّ تسليمها إلى مؤسسة الهلال الأحمر التونسي، حيث أرسلت الكميات الهائلة من المواد إلى غزة في مرات متتالية. وهذا واجب التزم به التونسيون دعما لإخوانهم في فلسطين ودعما للصمود وتعزيز المقاومة، ولم تتوقف حملات تجميع الدعم في مختلف مدن البلاد.
وشمل الإسناد كل القطاعات في تونس، فالمظاهرات تكاد تصبح يومية والإعلام العمومي والخاص مواكبان للأحداث باستمرار وهو يؤدي مهام الإخبار عن جرائم العدو وعلى ما يرتكبه من مجازر في حق المدنيين والمستشفيات ومنع كل ما هو ضروري للحياة كالماء والكهرباء والدواء وغير ذلك من علامات الحصار وغلق المعابر واستهداف المدنيين بأبشع الوسائل اللاإنسانية.
○ كيف أثرّت الحرب على أوضاع الطلاب الفلسطينيين في تونس؟
• تونس كانت وستظل بلد أهالينا العرب يعيشون فيها بأمان ومحبة من أشقائهم التوانسة. مرّت فلسطين «القبلة الأولى والقضية» بمحن عديدة وقدم شعبها «شعب الجبارين» تضحيات جسام تجاوزت ما يمكن لبشر ان يتحمله، فما بالك ان يتعرض الإنسان هناك إلى كل جرائم النيل من الكرامة الإنسانية ويجبر على ترك بيته ليسكنها أمام ناظره غريب جاء من بولونيا أو من بريطانيا بدعاوي غريبة وكاذبة؟ ويتواصل هذا من ما يزيد على القرن من الظلم والقتل والتدمير بدعاوي خرافات تلمودية سخيفة وبأساليب إرهابية غير مسبوقة ملونة بشعارات غربية تطلقها أوساط تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان الذي رأى العالم كله كيف يقتل هذا الإنسان هو وأطفاله ويجبر على ترك بيته لغريب لا علاقة له بالأرض وبأهاليها الأصليين.
إذا واعتمادا على ما تقدم فإن تونس وفلسطين وبلادنا العربية والإسلامية المناهضة للإرهاب الصهيوني، متاحة لأبنائنا الفلسطينيين الذين يعيشون بين ظهرانينا معززين مكرمين، وقد اتخذ الرئيس التونسي قيس سعيد قرار تمكينهم جميعا من منحة بـ400 دينار كفيلة بحفظ كرامتهم ودعمهم في دراساتهم، تأكيدا على التزامنا بضرورة التضامن فيما بيننا خاصة خلال الظروف الصعبة التي يمرّ بها شعبنا العربي في فلسطين. وأيضا تم اتخاذ قرار بشأن فتح كل المبيتات الجامعية أو السكن الجامعي مجانا للطلاب الفلسطينيين وهم 600 طالب تقريبا. وهذا نابع من أخلاقنا ومن ثقافتنا العربية والإسلامية وكذلك المسيحية، إلى جانب ذلك قامت عديد الهيئات الوطنية بحملات تبرع لفائدة هؤلاء الطلاب لكي لا يشعروا بانهم وحدهم بل هم في بلدهم وبين شعبهم وأهلهم.
○ وكيف تقرأ اليوم معركة «طوفان الأقصى» وتأثيرها على سيرورة الصراع مع المحتل وعلى إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة؟
• ان شعب فلسطين شعب الجبارين كما عرف تاريخيا، عبّر يوم 7 تشرين الأول/اكتوبر، بهبّته التاريخية التي أعلنها تحت شعار «طوفان الأقصى» لمواجهة المعتدين اليهود المتصهينين، عن تصميمه البات على تحرير بلده، كلفه ذلك ما كلفه، معتمدا على نفسه ومستعينا بأحرار الأمة وخاصة منهم أولئك الذين جمعتهم الهوية العربية والالتزام القومي، إضافة إلى ما يربطهم بشعوب العالم المشبعين بوشائج الحرية المؤمنة بالحقوق وبالكرامة الوطنية للإنسانية جمعاء.
○ ما أهمية صفقة الأسرى خاصة أنها تمّت بشروط المقاومة الفلسطينية وإلى أي مدى يعتبر ذلك انتصارا لها؟
• تمثّل قضية الأسرى موضوعا ذا أهمية قصوى، فالملاحظة الأولى تتمثل في أن المقاومة الفلسطينية في غزة أوقعت في الأسر جنودا وضباطا من مستويات عليا وبعض المدنيين إناثا وذكورا. بينما يحتجز الصهاينة أطفالا ونساء وشبابا من أعمار مختلفة وفشلوا وخابت آمالهم في أسر مقاوم واحد. لهذا فإن العار يلاحق من يأسر طفلا وامرأة، في مقابل الأسرى الصهاينة لدى المقاومة وتضم عسكريين كبار وبعض النسوة لا غير. لقد ألحق موضوع الأسرى بكيان العدو الصهيوني عارا دوليا مخزيا، أثار سخرية شعوب العالم من جهة وفضح خوائهم وكشف هزائمهم على كل المستويات حيث لم تبرز للعدو سوى جرائم الاعتداء على المدنيين العزل وتدمير بيوت السكن وتدمير المستشفيات وتدمير المدارس على رؤوس المدنيين المحتمين داخلها، وغلق معبر رفح منعا لمرور الاحتياجات العامة للفلسطينيين، ومنع تمرير النفط ومختلف المواد الصحية الضرورية للعلاج، ومنع مرور شاحنات الغذاء والماء، وقطع الكهرباء والماء ومنع وسائط التواصل الإلكتروني وعزل سكان غزة عن العالم.
يذكرني ما تقدم بتصريح للصهيوني شمعون بيريز قال في خلال محاضرة له في إحدى العواصم الأوروبية «جئنا سعيا منا لتعليم العرب في فلسطين وخارجها الحضارة وتنظيمات الحقوق والحريات والتمدن وتعريفه بمختلف التطورات العلمية والتكنولوجية». لكن الحقيقة المرة التي باتت عارية أمام شعوب العالم برمته ونخبها المثقفة مطلعة عليها وهي تتأكد أكثر منها في الزمن الماضي، أن الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية العالمية قد دبرت جريمة احتلال فلسطين ـ لمنع الوحدة العربية ـ كما جاء في تقرير «كامبل بنرمان» وبالخصوص تفكيك الوطن العربي والعالم الإسلامي وبالأخص منع أي عودة للعرب على خشبة المسرح العالمي مستذكرين إشعاع الحضارة العربية زمن إمبراطورية قرطاج. ثم عودة انتشار العرب من جديد، وهذه المرة عبر منصة الإسلام المحمدي لتشهد الحضارة العربية الإسلامية تراجعا سرعان ما عادت الأمة تنشد لها تواجدا حضاريا سوف تحققه. ولن تنجح دول الغرب الصهيوـ استعمارية التي تشغل عصابات الصهاينة مخلب قط لن يحقق لهم مبتغاهم الصهيوني المتسم بالاعتداء على الشعوب الحرة التي تقيم اليوم ميزان قوى دولي جديد من شأنه إنصاف شعوب العالم الرافضة للاستعمار ولأداته الصهيونية.
ان شعوب العالم تستيقظ اليوم على حقائق الامبريالية الغربية المتصهينة التي وظفّت الصهاينة مخلب قط لتمرير سياساتها الاستعمارية الهدامة، ولكن اليوم هناك عالم جديد ينشد الحرية الحقيقية بعيدا عن المغالطة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. ان البشرية تتطلع اليوم من خلال تظاهرات مئات الملايين من شعوبها إلى عالم جديد خال من النهب والعدوان والاستعمار، عالم ينشد حرية حقيقية وعدلا ناجزا لا لبس فيه.
○ ما الدور المطلوب اليوم من الشعوب العربية لتتحمل مسؤوليتها في هذا المفترق التاريخي الهام؟
• المطلوب اليوم من أبناء أمتنا أولا ومن شعوب العالم التي تملأ الشوارع ثورة ونضالا ودعوة للتحرر وللخلاص وبناء عالم جديد متحلل من قوى العدوان والعنصرية، وهو ما نعمل في تونس على استمراره، وتبحث شعوب العالم على تحقيقه بكل ما تملكه من إصرار على تغيير وجه البشرية وذهابها إلى ذلك العالم الجديد المنشود الخالي من الاحتلال والتمييز ونظام الأبارتاييد.
○ لو تحدثنا عن تأسيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع والصهيونية في خضم هذا الصراع ضد الاختراق الصهيوني؟
• في ظروف حرب اكتوبر 1973 التي حقق خلالها الحلف السوري المصري تحرير أجزاء من الأراضي المحتلة عام 1967 وبعدها ذهاب السادات إلى الكنيست الصهيوني ليوقع اتفاقا مع العدو الصهيوني واعترافا به تحت عنوان «مخيم داود» أيام حزينة عاش خلالها العرب سقوطا مدويا بسبب «أوسلو» واتفاقياتها التطبيعية التي عمقّت أزمة الأمة، مثلت تلك الظروف الصعبة مناسبات شجعت على بناء «الهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع والصهيونية» منذ نشأتها غداة اجتياح بيروت سنة 1982 وتصاعد المقاومة خلال ثورة الحجارة نهاية سنة 1987 التي تصاعدت خلالها عمليات للمقاومة، ورممت بعض الجراح حتى الوصول إلى تحرير جنوب لبنان سنة 2000 وسحق الكيان في تموز/يوليو 2006 رغم حيازته لدبابة الـ«ميركافا» أحدث ما أنتجته مصانع الحرب الأمريكية. بدأ المجال يشهد تطورا تمثل في ميلاد حلف المقاومة الذي شهد النور. في كل هذه الظروف وخلالها أنجزت الهيئة نشاطات تونسية وعربية عززت من دعم المقاومة والمشاركة فيها بالتحاق عدد لا بأس به من الشباب التونسيين إلى صفوف المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني في فلسطين. وعادت بتلك المناسبة تونس بثلة من الشهداء. كما شهدت بروز مناضلين يرفعون نداء المقاومة ويرفضون الاعتراف بكيان العدو خاصة زمن التحاق منظمة التحرير الفلسطينية بتونس وتعرض الكثير من قادتها للاغتيال على أيدي جيش الاحتلال أو على أيدي بعض العملاء المخترقين. وقد استضافت الهيئة عددا من الأنشطة الشبابية إلى جانب مشاركة عدد من رموز الفكر والمقاومة الذين قدموا محاضرات قيمة تحذر من التطبيع مع العدو.
واليوم شهدت تونس تحولا نوعيا في مجال التحذير من الاختراق الصهيوني لمجتمعنا المدني ولبعض المنظمات التي تتلقى أموالا طائلة لفائدة أطراف تروج للاعتراف بالعدو وتطبيع العلاقات معه. إلا ان شيئا من ذلك لم يمر رغم التسهيلات التي قدمت له من بعض الأطراف. وبالنسبة لنا في تونس سنستمر في دعم المقاومة التي تخوض نضالا لطرد الاحتلال وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه وأرض أجداده العرب وان الله ناصرا له ما دام يناضل من أجل وطنه ويقدم ما يلزم من تضحيات في سبيل تحقيق الانتصار بمعية أبناء الأمة المخلصين.
○ هل سيتم الذهاب إلى مفاوضات الحل النهائي وفق معادلات جديدة بعد هذه الحرب؟
• لقد شهدت حرب غزة تطورا خطيرا من عدوان وقتل وتدمير وجرائم مثلت جميعها توحشا غير مسبوق ضد مدنيين عزّل، وهو أمر تؤكده جثامين الأطفال والنساء والعجز في مشهد لا إنساني وغير مسبوق جعل شعوب العالم يخرجون بالملايين في إدانة صارخة للمعتدي الصهيوني الفاقد لأبسط المعايير الإنسانية. ان البشرية قاطبة عبّرت عن سخطها على العصابة الصهيونية التي تحتل فلسطين بلد العرب الفلسطينيين. وعليه فإن موضوع الدخول في مفاوضات مع هذا الكيان المجرم والعنصري لا أظنها واردة، خاصة وأن المقاومة واصلت أداء واجبها، ولن يكف الفلسطينيون عن فعل المقاومة. لقد عانت الأمة من «الحل السياسي» الذي لم تجن من ورائه سوى الخسائر الباهظة وتوسع تأثير الحكومات المتخاذلة والتي تتحالف مع كيان العدو. لا بد من وضع حد لهذه السياسات المضرّة بحقوقنا وبوجودنا ذاته. فالشعوب في العالم نادت بكل صراحة وغضب بوضع حد للصهيونية باعتبارها حركة عنصرية واستعمارية، وهذا يتطلب أيضا لجم الدول الداعمة للكيان لما تمثله من مخاطر أمنية عالمية عبّرت عنها الإنسانية بكل وضوح وغضب شديدين خلال المظاهرات الضخمة في كل دول العالم خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
○ ما مدى أهمية ضخ دماء جديدة في منظمة تحرير الفلسطينية خاصة في هذا الظرف الصعب؟
• القضية الفلسطينية هي أولا قضية شعبنا العربي الفلسطيني ولكنها أيضا وقبل كل شيء قضية الأمتين العربية والإسلامية والمسيحية، ففي فلسطين قبلتنا الأولى وثالث الحريمين ومسرى رسولنا الأعظم، منذ أكثر من قرن على «وعد بلفور» و «سايكس ـ بيكو» لم تتوقف الحروب والاعتداءات التي خلفّت ملايين الشهداء في كل أقطارنا.
وما يحصل اليوم يحفّزنا في فلسطين على التعجيل ببناء منظمة متجددة تقوم بالضرورة على وحدة فصائل المقاومة الـ 14 وهذا واجب لا مناص من الالتزام به حتى نوقف هذا الوضع غير العادي الذي تستفيد منه القوى المعادية للتحرر العربي. انها قضية واحدة لشعب ولأمة تنتظر إقامة وحدتها التي قوضها الغرب الاستعماري والصهيوني بالحديد والنار وسرقة الثروات وعلى رأسها الفكر والثقافة لتحريفها والإطاحة بها تنكيلا بأمتنا المجيدة وليكن شعارنا «وحدة فلسطين مقاومة وشعبا» طريقنا نحو بعث هويتنا القومية من جديد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية