باسم يوسف من السخرية إلى الكوميديا الرخيصة

حجم الخط
1

من قبل وضعنا حدا للتفرقة ما بين السخرية والكوميديا الرخيصة. فحينما يفتقد السيناريست المادة التى سيعمل عليها، يتحول إلى مهرج فى سيرك الفضائيات الرخيصة أيضا. انتقد باسم يوسف الجهاز الذي أعلن عنه الأخ اللواء عبد العاطي، الذي تكلم كلاما لا هو بالسحر ولا بالدجل ولا هو بقول جن ولا ملك.. كلاما فارغ المحتوى، رخيص المعنى من الناحية العلمية، متلاعبا بمشاعر المرضى وآمالهم فى الشفاء.
ذلك التلاعب الذي يعد أحط وأسخف تلاعب في تاريخ البشر. التلاعب بالأمل كارثة أخلاقية. أما التلاعب بالعقول كما فعل باسم في حلقته الأخيرة فهو أيضا تلاعب لكنه تلاعب منحط إلى أبعد مما تصورته عن موضوعية باسم في حلقات كثيرة. فلم يكلف نفسه البحث والتحري عن صحة أو مخادعة ما تم الكشف عنه، لكنه ككل الفضائيين دخل طريق الاستسهال بجمع المادة من الفضائيات والجرائد. اتصلت بالدكتورة سهام سيف.
أستاذ الكبد والمناظير بكلية الطب، جامعة المنصورة، وعضو الفريق البحثي للدكتور جمال شيحة، الذي زج اللواء عبد العاطي وغيره باسمه فى تجارب الجهاز والإشراف عليه وإعلان النتائج على لسانه. فوجئت بأن الباحثة تقر بأن هذا الجهاز تشخيصي بالدرجة الأولى وهو جهاز عبقري ورائع وعلمي حد الإبهار من الناحية التشخيصية فقط، أما ما قيل عن موضوع العلاج والقضاء على الفيروس باستخدامه فهو كلام خال من الصحة، وبأنهم داخل مركز الكبد بشربين يجرون عليه الدراسات منذ ثلاث سنوات وكانت النتائج ممتازة من الناحية التشخيصية، لكن موضوع العلاج هذا لا تعرف عنه شيئا، مما دفعني للتواصل مع الدكتور جمال شيحة كي أحصل على معلومات مؤكدة بشأن الجهاز.
قال الدكتور جمال شيحة نصا وحرفا: الموضوع له شقان.. الأول بخصوص التشخيص فهو جهاز علمي وناجح ومبهر، وقد أشرفت عليه شخصيا وعرضته فى محافل دولية كبيرة، وأثبت الجهاز قيمته وأهميته العلمية التى لا يرقى إليهما الشك أبدا. أما بخصوص ما قيل عن العلاج، فأنا لا أعرف عنه شيئا، وأن ما عرض في المؤتمر الصحافي كان كلاما غير علمي على الإطلاق ويحتاج إلى مراجعة العلماء.
فالجهاز رغم التساؤلات حوله، له قيمة علمية وبحثية تستحق التقدير، أما من الناحية العلاجية فلا بد من تحويل الأمر للمتخصصين، لكن باسم يوسف تدنى بطريقة السيرك الفاضي وراح يكيل بعبث للجهاز والقوات المسلحة المصرية والعلماء الأجلاء من فريق الدكتور شيحة، بشكل يدعو للتساؤل. هل الشهرة والنجومية وكسب الرزق تستدعي عدم الحياد والتهكم على العلماء وعدم العرض بموضوعية؟ من حقك أن تسخر من المحتوى الذي تحدث عن الشق العلاجي، لكن من حق الوطن والعلماء عليك يا هذا أن تتقي الله فيما تعرض وتعطي كل ذي حق حقه وتتحدث عن الجانب التشخيصي. فهناك عرض من دولة مثل البرازيل للاستفادة من الجهاز بملايين الدولارات وهذه قطرة من غيث. هل تعرف ما يقدمه جمال شيحة وفريقه البحثي للفقراء؟ بالطبع لا تعرف. لأنك لو تملك ذرة من ضمير لسألت المرضي الفقراء عن مركز الكبد بشربين، والمجهود المضني الذي يبذله هذا الفريق من أجل الوطن والناس. كتبت من قبل نقدا موضوعيا عن برنامجك، وقلت أنك ستخسر كثيرا إن لم تتحر المصداقية وستنقطع قماشة مادتك. باسم يوسف، احترس! فبرنامجك خسارة أن يموت بلا تأبين وعلى اللواء عبد العاطي أن يخجل من حجم التهويل والكلام غير العلمي عن الجانب العلاجي للجهاز. فنحن لم نعد نحتمل باسمين.
طلال سيف – مصر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مصر:

    المقال موضوعى جدا…شكرا

إشترك في قائمتنا البريدية