الدوحة- “القدس العربي”: استضافت قطر جولة مفاوضات روسية- أوكرانية تكللت باتفاق لتبادل 48 طفلاً من البلدين، بحسب ما أكدته مسؤولة روسية تحدثت لـ”القدس العربي”.

وثمنت ماريا لفوفا بيلوفا، المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل، في تصريح لـ”القدس العربي”، الجهود التي تبذلها قطر في إطار مساعيها للم الأطفال ضحايا الحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن المباحثات جارية لمعالجة المزيد من القضايا. ولم تكشف بيلوفيا ما إن كانت قطر ستوسع مظلة وساطتها بين موسكو وكييف نحو مجالات أخرى، لتؤكد أنه هناك العديد من حالات الأطفال وهناك مسار لمناقشة تفاصيل قضاياهم.

وتحدثت المسؤولة الروسية خلال حضورها برنامجاً رعته قطر، تزامناً مع تواجد أطفال من موسكو وكييف، من ضحايا الحرب. واستضافت قطر وفداً من روسيا ترأسته بيلوفا، ووفداً من أوكرانيا برئاسة دميترو لوبينيتس، مفوض البرلمان لحقوق الإنسان. وتعمل قطر منذ فترة على مساعدة العائلات بين روسيا وأوكرانيا على استعادة أطفالها بعد أن فرقتهم الحرب.

وحضرت لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي، مراسيم استقبال الأطفال الذين يتلقون الرعاية في قطر، من الجانبين الروسي، والأوكراني، كلاً على حدا.

وتحدثت الخاطر مطولاً مع الأطفال، وتفقدت أحوالهم، بحضور مترجمين، باللغتين، للتواصل مع ضيوف قطر من الأطفال وذويهم.

وعقد الاستقبال في أحد الفنادق التابعة للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، على خلفية أبراج الدوحة وكورنيشها، حيث كانت الأجواء هادئة لمنح الأطفال الطمأنينة والهدوء دعماً لمسار التعافي من آثار الحرب في أوكرانيا.

وسعت السلطات القطرية المشرفة على الحدث توفير كافة أسباب نجاح الفعالية، وتأمين راحة الأطفال، مع التأكيد على ضرورة التعامل برفق معهم، وتحديداً خلال الأحاديث الصحافية التي جرت، والدردشة التي قامت بها “القدس العربي” مع بعض الأطفال المراهقين، ممن كان بوسعهم الحديث بأريحية. وأبدى الأطفال الذين تواصلت معهم “القدس العربي” ترحيبهم بالمبادرة، وأثنوا على ما قامت به الدوحة من تأمين كامل لراحتهم.

وحضر أولاً الوفد الروسي حيث تحدثت بيلوفا بعد جولتها مع لولوة الخاطر وسط الأطفال، عن اتفاق موسكو وكييف لتبادل 48 طفلاً تشردوا أو ابتعدوا عن أهلهم بسبب الحرب. وبموجب الاتفاق يعود 19 طفلاً روسياً إلى موسكو، و29 طفلاً أوكرانياً إلى كييف.

ووصلت العاصمة القطرية الدوحة مؤخراً 20 عائلة روسية وأوكرانية، بينها 37 طفلاً، ضمن برنامج للرعاية الصحية والدعم الشامل، في إطار الوساطة القطرية المستمرة من أجل لم شمل العائلات التي شتتها الصراع الروسي الأوكراني.

ويمثل البرنامج خطوة مهمة في مساعدة الأسر في عملية التعافي، وهو مصمم لتقديم دعم شامل يلبي الاحتياجات الفورية، ويضع أيضا الأساس للشفاء والاندماج على المدى الطويل.

وفي شهر مارس/ آذار أعلنت قطر نجاح وساطتها في لم شمل دفعة جديدة من الأطفال، مع عائلاتهم.

السفير القطري بموسكو الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني

لولوة بنت راشد الخاطر وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي