قطر محبطة من عدم جدية أطراف الوساطة لإنهاء الحرب في غزة وتؤكد: ما من قرار بشأن قادة حماس 

سليمان حاج إبراهيم
حجم الخط
0

الدوحة- “القدس العربي”:

أكدت قطر إحباطها من نتائج الوساطة التي تقودها لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، مع التأكيد على مراجعة جهودها في هذا السياق، دون التخلي حالياً عن الالتزام بدعم أي جهد لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، والتأكيد على العمل لوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح، مع الإعلان أن فرق الوساطة من الجانبين ليست موجودة حالياً في الدوحة، مع نفي مزاعم طرد قادة حماس.

وجاءت التصريحات في الإحاطة الأسبوعية لوزارة الخارجية، التي رد فيها ماجد الأنصاري المتحدث الرسمي للخارجية القطرية على التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية وموقف قطر، تحديداً بعد إعلان الدوحة على لسان الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري تقييم قطر موقفها من جهود الوساطة التي تقوم بها.

وسألت “القدس العربي” المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ما إن كان الإعلان تأكيد على انسحاب قطر من الوساطة الحالية، وما هي سياقات تقييم المشاركة في تلك الوساطة، وهل هناك سقف ما. وقال الأنصاري في هذا الصدد، إن هناك حالة إحباط حيال عدم التوصل لاتفاق خلال رمضان، حيث كانت قطر ملتزمة بجهودها للتوصل لنهاية لتلك المفاوضات، والتي سبق أن تكللت في وقت سابق بالنجاح وتمخض عنها تبادل المحتجزين وإطلاق سراح العشرات من الجانبين ووقف مؤقت لإطلاق النار.

وأوضح الأنصاري، أنه “منذ شهور، وبعد وساطة ناجحة في العام الماضي، أدت إلى “إطلاق سراح أكثر من مئة رهينة، انخرطت قطر في حوار مستمر مع كافة الأطراف بما في ذلك الطرف الإسرائيلي، في محاولة لوضع إطار لاتفاق جديد للرهائن وضمان دخول المساعدات الإنسانية اللازمة إلى قطاع غزة”.

وأضاف الأنصاري رداً على سؤال “القدس العربي”، عن القرارات التي يمكن أن تتخذها قطر بعد مراجعة جهود الوساطة، أن الخيارات مفتوحة، حيث إن الدوحة حالياً تعيد تقييم المرحلة السابقة، والمقبلة، حيث الدأب على المراجعة الدائمة لمبادرات السياسة الخارجية.

واستطرد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية أن الدوحة تحدوها الرغبة الصادقة للتوصل لاتفاق مرض، ولهذا تقوم حالياً بتقييم ودراسة جدية الأطراف المشاركة في الوساطة. وحول الجهة المقصودة من الأطراف التي تستهدف الدوحة، أشار الأنصاري إلى أنه رصدت تصريحات مسؤولين ووزراء إسرائيليين يتعرضون لقطر بسبب جهودها لإنهاء الحرب على غزة، وهو أمر مرفوض بحسب الدوحة التي انتقدت مناورات الساسة في تل أبيب والسعي لتحقيق مكاسب شخصية دون اعتبار للهدف الأسمى من الجهود المبذولة.

وعن توقيت الإعلان عن القرار النهائي لقطر من تقييمها لجهود الوساطة، قال المتحدث الرسمي للخارجية إنه سيتخذ في الوقت المناسب. وسألت “القدس العربي” المتحدث الرسمي للخارجية القطرية، عن الفرق الإسرائيلية ما إن كانت موجودة في الدوحة، وكشف الأنصاري أنه حالياً ما من فرق موجودة في الدولة، وهي تحضر في حال برمجة لقاءات غير مباشرة. أما الحديث عن قادة حماس، فشدد ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، أنه لا يوجد مبرر لإنهاء وجود مكتب حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الدوحة، في حين هناك جهود للوساطة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية لإنهاء الحرب على غزة.

وأضاف الأنصاري أن قطر “ملتزمة بدورها في الوساطة الدولية بشأن غزة وتقييم هذا الدور يتضمن النظر إلى مراجعة جدية الأطراف تجاه الوصول لوقف إطلاق النار”. وأضاف الأنصاري أن قادة حماس متواجدون في قطر ويمكنهم الدخول والخروج في أي وقت ولهم كامل الحرية، لأن  دور الوسيط هو نقل الرسائل بين الأطراف.

كما حاولت “القدس العربي” معرفة الطرف المقصود بضرورة التزامه الجدية، حيث أكد ماجد الأنصاري أن ما تطلبه الدوحة هو مرونة وجدية من الطرفين على حد سواء، دون الإشارة للطرف المقصود صراحة.

لكن تشير معظم المتابعات إلى أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي تحديداً هو من يعرقل التوصل لاتفاق ينهي الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث تتمسك حماس بضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي وعودة اللاجئين، ثم إيقاف الحرب في وقت لاحق، وهو مطلب الجماهير الفلسطينية، التي تريد إنهاء معاناتهم.

كما دعا الأنصاري “المسؤولين الأمريكيين ممن يصدرون تصريحات تجاه قطر، إلى مراجعة الإدارة الأمريكية بشأن ما قامت به الدوحة، والابتعاد عن استخدام تلك التصريحات في السباق الانتخابي الرئاسي المرتقب”.

وأوضح متحدث الخارجية القطرية أن الهجمات على الوسطاء دلالة على غياب تلك الجدية.

وأكد أهمية “أن يكون لدى الطرفين جدية وتضحية للوصول لاتفاق”.

ولفت إلى أن “اجتماعات (المفاوضات) متوقفة، ونحتاج إلى تغيير في مواقف الطرفين لإعادة استئناف المفاوضات”.

وشدد على أن تقييم دور وساطة قطر لن يمس التزامها الإنساني تجاه غزة، مؤكدا استمرار المساعدات الإغاثية لدعم القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية