لندن – «القدس العربي»: الحمل خارج الرحم من المشاكل الخطيـــرة التي قد تــــؤدي الــــى تعقيدات كبيرة تهـــدد حـــياة المـــرأة، اذا لم يتم اكتشاف الأمر مبكرا.
والنساء فوق سن 35 والمدخنات هن الأكثر عرضة لهذه المشكلة التي لا تلقى الإهتمام الكافي في الدول النامية. وبينما تقدر نسبة الوفيات من الحمل خارج الرحم في أمريكا بواحدة من كل 2000 حالة، وفي بريطانيا 11 من كل 1000، و20 من كل 1000 سيدة يحدث لهن حمل خارج الرحم، فلا توجد نسب واضحة تحدد او تقترب من العدد الحقيقي للوفيات في البلاد العربية، وذلك بسبب التشخيص غير الدقيق وقلة المراكز المتخصصة في علاج المشاكل الصحية للمرأة في المراحل الاولى من حملها. أما ما تم تسجيله من نسب الوفيات فيصل الى ثلاثة في المئة في الدول النامية.
«القدس العربي» التقت الدكتورة غادة سلمان الأخصائية في أمراض النساء وصحة المرأة الحامل في المستشفى الجامعي في لندن، لمناقشة الموضوع، فقالت ان المرأة قد تتعرض للحمل خارج الرحم دون ان تشعر في بادئ الأمر بوجود أي أعراض.
وشددت على ضرورة عدم إهمال الفحص اذا شعرت المرأة بأي آلام حتى لو كانت خفيفة، فالأعراض تتراوح من آلام حادة الى متوسطة وخفيفة في أسفل البطــــن والحوض ووجود بقع من الدم الداكن اللون، وتعتمد قوة الدم او النزف على طبيعة الحالة. وتصف الوظيفة الطبيعية في حالات الحمل السليم بان البويضة تتلقح في الأنبوب وتكمل مسيرتها الى الرحم، وتلتصق في بطانة الرحم، فان وجد ما يعيق وصول البويضة، فهذا يجعلها تبقى عالقة في الأنبوب او قد ترجع في الإتجاه العكسي وتذهب الى المبيض او داخل البطن.
ومن الحالات الأخرى لحدوث الحمل خارج الرحم هو التصاق البويضة المخصبة في الفراغ الموجود في جدار الرحم بسبب عملية قيصرية سابقة.
اما عن الأسباب فهي متعددة ومنها:
أولا: الأنبوب غير الصحي بسبب التهابات حوضية سابقة خصوصا الناتجة عن الأمراض الجنسية كالتهاب الكلاميديا والتي من الممكن ان لا تكون لها أعراض واضحة.
ثانيا: العمليات السابقة في منطقة الحوض مثل القيصرية أو ازالة الأكياس أو الأورام الليفية وعمليات أخرى تؤدي الى التصاقات فتعرقل بدورها مسير البويضة.
ثالثا: في الآونة الأخيرة تم اكتشاف علاقة بين التدخين وتلف بطانة الأنبوب حيث توجد الخلايا الشعرية (السيليا) التي تساعد البويضة لتتجه الى الرحم حيث اكتشف العلماء ان المواد السامة الموجودة في السجائر تقوم بتعطيل هذه الخلايا وتبقي البويضة ملتصقة في جدار الأنبوب الذي هو بالطبع المكان غير الصحيح للحمل.
رابعا: حصول الحمل مع وجود لولب داخل الرحم.
وتوضح ان إكتشاف الحمل خارج الرحم ممكن في الأسابيع الاولى عن طريق الفحص الفوري بالأشعة فوق الصوتية أو السونار.
بالنسبة للمضاعفات المتوقعة؟
فتقول: هناك ثلاثة إحتمالات، فاذا كان حجم الجنين صغيرا فمن الممكن ان يتوقف عن النمو ومن ثم يرفضه الجسم فيضمحل ويصغر الى ان يختفي، أما في الحالة الثانية فيتحرك الجنين في الإتجاه المعاكس ويحصل الإجهاض من نهاية الأنبوب، وبالنسبة للحالة الثالثة وهي الأصعب فقد ينمو الحمل ويكبر ويصل الى مرحلة ينفجر فيها وهذه أخطر حالة قد تودي بحياة الحامل والسبب هو ان المرأة في هذه الحالة قد تفقد كميات كبيرة من الدم في فترة قصيرة.
وعن أهم الخطوات لانقاذ حياة الحامل تقول: اذا حدث الحمل المبكر خارج الرحم، وحصل انفجار في الأنبوب مثلا فيجب ان يكون هناك تدخل جراحي فوري لوقف النزيف أما عن طريق المنظار او فتح البطن وهذه في اعتقادي أهم خطوة لإنقاذ حياة المريضة، ويتم ذلك عادة بازالة الأنبوب الذي تضرر بسبب الإنفجار. أما النصائح والإرشادات لمواجهة حالات الحمل خارج الرحم فهي:
أولا: زيادة الوعي بأعراض الحمل خارج الرحم.
ثانيا: مراجعــــة المراكـــز أو المستشفيات ذات الخــــبرة في تشخـــيص وعـــلاج مشاكل الحـــمل في الأسابيـــع الأولى.
ثالثا: استشارة الطبيب المختص فورا إذا شعرت الحامل بأعراض غير طبيعية كآلام البطن او نزول الدم.

وجدان الربيعي