مارسيل خليفة يغني لأطفال غزة .. في ليلة حلم فلسطينية على مسرح قرطاج

حجم الخط
0

تونس – «القدس العربي»: أهدى مارسيل خليفة أطفال غزة أجمل ما غنى من أناشيد وطنية على مسرح قرطاج في ليلة فلسطينية خاصة، على أرض تونس الخضراء، ستبقى حلما محفورا في اذهان كل من حضروا أمسية 31 تموز/يوليو.
لقد أعلن الموسيقار اللبناني انطلاق موكب موسيقاه الروحانية من المسرح الأثري الكبير لواحدة من أعرق حضارات البحر الأبيض المتوسط وأكثرها إشعاعا، بتحية لأطفال غزة .. فأمتزجت في ليلة موسيقية استثنائية ألحان المقاومة والحياة بالنسمات العليلة المنبعثة من ذلك الصرح الأثري الذي كان مخصصا لعروض المسرح وفن المحاكاة والفلسفة في القرن الثاني للميلاد ..روى مارسيل خليفة ومعه أميمة الخليل يشاركهم 100 عازف أوركسترا بقيادة المايسترو التونسي حافظ مقني…قصة أحمد العربي وهي قصة كل فلسطيني ..سلبته براثن الصهيونية أحلام وطن ..فجّر مارسيل خليفة وفرقته ألف صرخة وصرخة وتحدث عن مدن الرماد المنسية وعن أحمد الذي كان اغتراب البحر بين رصاصتين .. قصة الترحال والنزوح لشعب يريد هوية فيصاب بالبركان».
من المسرح الأثري في شارع «مؤسسة قرطاج الملكة ديدون» أو عليسة أو أليسار كما تسمى في المشرق، ومن «هضبة الأوديون» القرطاجية انطلقت صرخة مناجاة لأرواح الشهداء، تحية لكل أطفال غزة ولكل مقاوم لعربدة الصهيونية. امتلأت المدارج باللافتات المنادية بنصرة فلسطين «غزة غزة رمز العزة» ..«الجهاد في فلسطين يا تجار الدين» ..كما أرتفعت شعارات تناجي روح شهيد تونس شكري بلعيد «حي شكري ديما حي».. فالدم العربي المهدور واحد في تونس وفي غزة وفي كل فلسطين والعدو واحد ..
أرتفعت أعلام فلسطين في كل المدارج لتعلن أن القدس هي البوصلة وهي الدم والدمع وليعبر الحضور التونسي الذي غص به هذا الصرح عن تضامن روحي مع الأشقاء الذين يجابهون منذ قرابة الشهر أعنف عدوان صهيوني وسط صمت دولي وتواطئ غربي. رفع الموسيقار اللبناني ألحانه الشجية تحية لروح أكثر من ألف شهيد ضحوا بأرواحهم على مذبح الكرامة العربية.
قُسمت السهرة إلى جزءين، الجزء الأول أدى خلاله مارسيل خليفة بمشاركة الفنانة اللبنانية أميمة الخليل قصيدة أحمد العربي للشاعر الفلسطيني محمود درويش التي تغنى لأول مرة على مسرح قرطاج الأثري. وفي الجزء الثاني من السهرة قدم الموسيقار اللبناني أشهر أغانيه «ريتا» ..»تكبر» ..»منتصب القامة». وبطلب من الجمهور قدم أغنية «يا بحرية» ..كما أدت الفنانة اللبنانية عبير نعمة، أغنية «غني قليلا يا عصافير» عسى أن ينام أطفال غزة بسلام.
لقد وفى مارسيل خليفة بالوعد الذي أطلقه خلال الندوة الصحافية التي عقدها قبيل السهرة أنه سيغني بالحب والدعم والتضامن لأطفال غزة وناسها. يقول خليفة في قصيدة كتبها «أن كل ما باستطاعته أن يقدمه لأطفال غزة هو الإنشاد بجسده ليطوف به على ملء المطارح .. ليتنا نعشقكم بصمت، إنني أخجل من وجوهكم، من عيونكم التي تطالعني كلّ صباح، وكأنّها تقول كلّ شيء، بصمت، وبصمت، وبصمت».
من تونس أو قرطاج العظيمة، جوهرة العالم القديم كانت ليلة 30 تموز/يوليو من الدورة الخمسين لمهرجان قرطاج الدولي سهرة عشق لفلسطين المقدسة استقرت فيها أمواج الموسيقى العذبة على شواطئ غزة وفكت كل الحصار الروحي الذي دأب الاحتلال الصهيوني على ممارسته من أجل نسيان القضية الأم. ستبقى فلسطين بوصلة كل مقاوم حر، قصيدة روحانية لا تفنى، إنها الأمل الدائم بالعودة . والوطن الذي لا يمحى.

روعة قاسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية