لندن – «القدس العربي»: يبدي الكثير من الآباء والأمهات قلقاً بالغاً من استخدام أطفالهم لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية من أجل الدخول على الانترنت وقضاء ساعات طويلة، في الوقت الذي تزدحم فيه الشبكة العنكبوتية بالكثير من المواد المفيدة والضارة في آن واحد، مما يجعل من الصعب على الكثير من الأهالي مراقبة أطفالهم على مدار الساعة، والتأكد أنهم لم ينزلقوا الى المحتوى الضار والسيء على الانترنت.
وبينما دخلت هذه المشكلة كل بيت، فان عائلات كثيرة لجأت الى الاستغناء عن الانترنت نهائياً، متنازلين عن فوائده لأطفالها، في سبيل تفادي أضراره المحتملة، إلا أن الكثير من الخبراء يرون عكس ذلك، وينصحون بعدم الاستغناء عن الانترنت والكمبيوتر كلياً من أجل حماية الأطفال.
وكتب الخبير في مجال الانترنت وتكنولوجيا المعلومات ستيوارت دريدغ مقالاً في جريدة «الغارديان» ينصح فيه الآباء والأمهات أن يعلموا أطفالهم الخطوات اللازمة لتصفح انترنت آمن، بدلاً من حرمانهم من استخدام أجهزة الكمبيوتر، سواء المكتبية أو اللوحية.
ويقول دريدغ إن الأطفال ينظرون الى الانترنت على أنه «كيان ساحر» وبالتالي فانه يجذبهم على كل حال، ومن الصعب حرمانهم من استخدامه على الإطلاق، لكن من الممكن توعيتهم على الدوام من أجل إيصالهم الى استخدام آمن للانترنت والكمبيوتر.
ويضيف إن على الآباء والأمهات تعليم أبنائهم ما لا يعرفونه عن الانترنت مثل الفيروسات التي تسبب ضرراً بأجهزة الكمبيوتر، أو تمكن الآخرين من اختراق جهاز الكمبيوتر وسرقة محتوياته والتجسس عليه. كما يجب تعليمهم الحقائق التي تتعلق بالخصوصية وعمليات «الإصطياد» التي تتم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي أو غرف الدردشة.
ويقول الباحث في أمن المعلومات في شركة «كاسبركي» العالمية ديفـــيد إم إن «من الأمور الهامة من أجل حماية الأطفال خلال التصــــفح على الانـــترنت هو مناقشتهم والتحدث اليهم بشكل متـــواصل عن المواقع الالكترونية التي يزورونها، والأنشطة التي يزاولونها على الانترنت، على أن يتم ذلك في سن مبكرة لهم».
وينصح بأن يتم السماح للأطفال في مرحلة من المراحل بتصفح الانترنت واستخدام الكمبيوتر بحضور الآباء والأمهات من أجل مراقبتهم أولاً، وتعليمهم ثانياً السلوك الصحيح على الانترنت والذي يضمن حمايتهم من المخاطر الالكترونية، حيث يمكن أن يتم خلال هذه الأوقات مناقشة المسائل المتعلقة بكلمات المرور والفيروسات وحماية الجهاز والحسابات الالكترونية من السرقة.
وتنقل «الغارديان» عن شيلاغ ماكمانوس، المحامي بشركة «سيمانتيك» العالمية التي تنتج برنامج «نورتون أنتي فايروس» قوله: «النصيحة التي أقدمها لعائلتي وأصدقائي هي: ما لا تفعله مع الآخرين وجهاً لوجه فلا تفعله على الانترنت.. فمثلاً: هل تذهب الى شخص غريب بالكامل وتتحدث اليه في الشارع وأنت لا تعرف عنه شيئاً؟ وهل تسيء الى شخص من أصدقائك أو أي شخص لا تعرفه؟.. اذا كان الجواب لا فلا تفعل ذلك على الانترنت أيضاً».
ويضيف أن على الآبــــاء والأمهات أن يعلموا أطفالهم هذه النصيحة، حيث لا ينبغي التحدث الى شخص غريب ولا فتح قنوات حوار وإتصال معه على الانترنت، تماماً كما هو الحال في الشارع، كما يجب عدم إرتكاب أي انتهاك أو الإساءة للآخرين من خلال الانترنت.
ويمثل الانترنت خطورة بالغة على الأطفال، حيث أنه عالم مفتوح من المواقع الالكترونية وغرف الدردشة وشبكات التواصل، فيما يبدي الكثير من الآباء والأمهات قلقاً بالغاً من أنشطة أطفالهم على الانترنت.
وكانت شركة «فيسبوك» التي تمتلك أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم قد خففت من القيود المفروضة على اشتراكات القاصرين في خدماتها، وهو ما دعا الكثير من المؤسسات والجمعيات والنشطاء الى انتقاد الخطوة على اعتبار أنها تمثل خطورة على الأطفــال، وعلى أســـاس أن «فيسبوك» قد يتحول الى وسيلة للتــواصل غير المشروع بين الأطفال وبين البالغين.
