لندن – «القدس العربي»: انضم عشرات الآلاف من ناشطي موقع التواصل الاجتماعي العالمي «فيسبوك» الى حملة احتجاج هي الأوسع ضد إدارة الموقع منذ تأسيسه، وذلك بسبب «سياسة الخصوصية» التي يتهمونها بأنها «تنتهك خصوصيتهم بدلاً من الحفاظ عليها» فيما يبدو أن الشركة المالكة للموقع ستتكبد خسائر مالية كبيرة في حال صدور أمر قضائي يجبرها على تعويض المستخدمين.
وبدأت الحملة بمبادرة من الناشط الأوروبي ماكس شريمز الذي رأى أن موقع «فيسبوك» ينتهك قوانين الخصوصية في الاتحاد الأوروبي، ويقوم بتسريب بيانات ومعلومات المستخدمين لشركة أمنية أمريكية تقوم بدورها بخدمة الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة، فيما لم يصدر عن «فيسبوك» أي نفي أو تأكيد لهذه المعلومات.
ورفع شريمز دعوى قضائية أمام محكمة في النمسا مؤخراً مطالباً فيها بتعويض قدره 500 يورو لكل مستخدم على شبكة «فيسبوك» نتيجة الانتهاكات التي تعرض لها، فيما قد تتكبد الشركة خسائر مالية كبيرة في حال حكمت المحكمة النمساوية لصالح الناشط.
وسرعان ما تحولت هذه الدعوى القضائية الى حملة واسعة النطاق على الانترنت، حيث انضم عشرات آلاف المستخدمين الى صفحة على «فيسبوك» أسسها الناشط النمساوي لدعم قضيته أمام الشركة الأمريكية الكبرى.
وتضم شبكة «فيسبوك» أكثر من مليار مستخدم، أي أن خمس سكان الكرة الأرضية تقريباً يتواصلون عبر «فيسبوك» فيما تطمح الشركة لاستقطاب المزيد من ملايين المستخدمين خلال الفترة المقبلة.
وتفتح هذه الدعوى الباب واسعاً أمام الادعاءات المتكررة بشأن عمليات تسريب معلومات المستخدمين، وخاصة بعد الفضيحة التي فجرها موظف وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق إدوارد سنودن وكشف فيها عمليات تجسس واسعة قامت بها وكالة الأمن القومي الأمريكي ضد الكثير من المستخدمين للبريد الالكتروني ومواقع التواصل على الانترنت والهواتف المحمولة.
ويقول الكثير من خبراء الانترنت وتكنولوجيا المعلومات إن شبكة «فيسبوك» تحولت الى ساحة تجسس مفتوحة على المستخدمين، حيث تضم معلومات واسعة وصوراً هامة للمستخدمين وهو ما يمكن أن يشكل مصدراً هاماً للمعلومات بالنسبة لأجهزة المخابرات.