دراسة أمريكية: الولادة والرضاعة الطبيعيتان تعملان على زيادة التقارب بين الأم ورضيعها

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي»: أثبتت دراسة أمريكية حديثة أن نوع الولادة سواء كانت طبيعية أو قيصرية وكذلك طريقة إرضاع الأم لرضيعها تحدد وبشكل كبير ملامح العلاقة بين الأم والوليد منذ اليوم الأول للطفل. وتشير الى ان الأمهات اللواتي ولدن بشكل طبيعي أكثر استجابة لصراخ وبكاء أطفالهن من الأمهات اللاتي يلدن عن طريق العمليات القيصرية ونحن جميعا نتعجب عندما نتأمل علاقة الأم بطفلها الوليد. تلك العلاقة الفطرية التي تغذيها وتحميها غريزة الأمومة وأحيانا نقف حائرين أمام السر وراء حميميتها. فالطفل الصغير يميز أمه من بين كثيرات والأم تستطيع أن تسمع وتشعر ببكاء طفلها، وكنا نعتقد أن تلك العلاقة الغريزية لا يمكن ان تتأثر بأي ظروف ولكن ورغم الإجتهادات التي حاول بعضهم من خلالها تفسير تلك الظاهرة المثيرة إلا ان الدراسة أزاحت بالدليل العلمي الغموض وراء هذه العلاقة شدي ة الخصوصية!.
الدراسة نفسها أكدت أن الرضاعة الطبيعية تعمل على زيادة التقارب بين الأم ورضيعها بشكل أكبر من الأمهات اللاتي يتجهن الى الرضاعة غير الطبيعية.
وهنا نجد فارقا واضحا في هذا الأمر بين دول العالم النامي والمتقدم حيث في الدول النامية، عادةً تضع الأم مولودها في البيت ويعطى المولود لأمه في أسرع وقت ممكن لكى تحتضنه. وينمو الطفل، ويستمر أغلب الوقت بالقرب من أمه في حمالة خاصة به، وكثيراً ما يحمل الطفل العديد من أفراد الأسرة خلال السنتين الأولين من عمره. يرضع الطفل كلما رغب في ذلك، وينام مع أبويه وبقية أخوته في نفس فراش الأسرة الكبير وأحياناً يستمر في ذلك إلى أن يستطيع المشي. هؤلاء الأمهات يرتبطن بطريقة طبيعية بأطفالهن، ولا يعرفن أي طريقة أخرى في التربية.
تقول الدراسة:»بدون أن يقصدن تتكون بينهن وبين أطفالهن علاقة قوية وهو ما يعود بالنفع على الأم وعلى الطفل مدى الحياة. الأمر يختلف تماماً في الدول المتقدمة حيث تفتقد الأم تلك اللحظات الأولى من تجربة التقارب مع طفلها. فالطفل يولد في المستشفى وبمجرد ولادته يوضع في سرير من البلاستيك بعيداً عن أمه، وعادةً ما يقضي أولى ساعاته وأيامه مع أطفال آخرين بعيداً عن أمه في الغرفة الخاصة بالأطفال المولودين حديثاً. وتنصح الأم بأن تبدأ في اتباع جدول معين في الرضاعة في أسرع وقت ممكن، وعندما يعود المولود إلى البيت ينام في غرفته منذ اليوم الأول، كما ينصح الكثير من الآباء والأمهات الجدد بعدم حمل الطفل إذا بكى إذا كانوا متأكدين من عدم احتياجه إلى شيء وذلك لكى لا يعتاد على ذلك. ولسوء الحظ يزداد يوماً بعد يوم عدد الأمهات اللاتي لا يرغبن في إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية كما أنهن لا يجدن التشجيع على ذلك. لقد أثبتت الأبحاث أن الارتباط المبكر بين الأم وطفلها يعطي الدفعة الأولى اللازمة للطفل، وأن افتقاد هذه التجربة يؤثر على الطفل حتى عندما يكبر.

جهاد مجدي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية