الطفل حين يكون ضحية العنف الأسري

حجم الخط
1

لندن – «القدس العربي»: تعد ظاهرة العنف الأسري من أكثر الظواهر التي إهتمت بها منظمات المجتمع المدني وتناولتها بالتحليل والدراسة في محاولة لتجنب تداعياتها، نظرا للآثار السلبية التي تسببها تلك الظاهرة على الأسرة بوجه خاص والمجتمع بوجه عام. ورغم الإهتمام في هذه القضية الحيوية من خلال المنظمات المعنية بحقوق الطفل والأسرة إلا أن واقع مجتمعاتنا العربية مازال يواجه آثارها السلبية ربما لان هذه النوعية من المشكلات تعد من الخصوصيات العائلية، وذلك على عكس المجتمعات الأجنبية التي تحاول الوقوف على حلول علمية لمواجهة هذه الظاهرة لمنع تفشيها لخطورتها الشديدة على المجتمع والتعامل معها بجدية على انها قضية عامة تمس المجتمع ككل وليست خصوصية عائلية!.
وفي هذا السياق تثار العديد من التساؤلات حول هذه الظاهرة وتتباين الآراء حول مفهومها وآثارها الخطيرة على الأسرة باعتبارها اللبنة الأساسية لبناء أي مجتمع وكذلك حول الأسباب المؤدية الى انتشار مثل هذه الظاهرة .
أهم أسباب العنف الأسري هو عدم قدرة الزوج على الإنفاق أو عدم وجود التفاهم بين الزوجين بسبب تفاوت العقليات ما يؤدي الى المزيد من المشاجرات، وكذلك عدم وجود لغه مشتركة للحوار، وأحيانا يكون العنف الأسري موجها للطفل ذاته مثل ضربه أو إهانته وازدراءه وعدم الأهتمام به وعدم رعايته رعاية صحية كافية أو نقص الإهتمام العاطفي به مما يولد العديد من المشاكل النفسية لديه.
أما عن الآثار المترتبة على هذه الظاهرة فقد اثبتت الدراسات أن هناك آثارا مباشرة تظهر على الطفل من النواحي النفسية وذلك من خلال سلوكه وتصرفاته ويكون لذلك نتائج بعيدة المدى تؤثر على المجتمع ككل.
الدراسات أثبتت ان الطفل الذي يعاني من العنف الأسري تنعدم لديه الثقة بالنفس ويصاب بالإحباط على المدى البعيد وخاصة اذا مارس الوالدان أو أحدهما العنف في التعامل معه في بداية حياته وحتى عمر الست سنوات. وإلى جانب هذه الآثار النفسية قد تكون هناك آثار مرئية وخاصة اذا كان عنفا جسديا يجعل الطفل يمارس العنف ضد نفسه وضد الآخرين وتنعدم لديه القدرة على الاندماج داخل المجتمع وارتفاع نسبة الإصابة بالاكتئاب الى جانب التعثر وضعف التحصيل الدراسي، ومشاكل أخرى لا حصر لها. اما عن كيفية مواجهة العنف الأسري فيختلف الأمر بين المجتمعات، ففي المجتمعات الحديثة لا يقف الأمر على اعتباره مشكلة خاصة حيث أنشئت المنظمات والقوانين التي تحارب العنف الأسري بل وتعاقب مرتكبيه وتوجب على السلطات ان يتعاملوا مع الأمر بجدية بمجرد التبليغ عنه، أما في عالمنا العربي فقد إقتصر الاهتمام خلال السنوات الأخيرة وذلك عبر المؤتمرات والتوعية الإعلامية.
وقد طالعتنا التقارير من عدة دول عربية بكم هائل من أحداث العنف وبصفة خاصة داخل الأسرة، كما احتل هذا الموضوع جانبا كبيرا من اهتمام العلماء والباحثين وبصفة خاصه في العلوم الإنسانية لما له من تأثير سلبي على الجوانب الاجتماعية والنفسية والجسمية لإفراد الأسرة وعلى العلاقات الاجتماعية والتفاعلات داخل الأسرة ككل.
للوقاية من آثار العنف الأسري على الطفل، هناك دور واقع على الأب والأم داخل الأسرة من خلال الاهتمام بابنائهم وإبعادهم قدر الإمكان عن المشكلات الأسرية حتى ينشأ الطفل نشأة نفسية صحية وتصبح لديه الثقة بالنفس والقدرة على الانخراط في المجتمع .
اما عن الحكومات فيقع عليها العبء الأكبر في مواجهة المشكلة مثل سن القوانين وإنشاء مراكز التوعية للحد من الظاهرة قدر الإمكان، ونجد ان الرسالات السماوية وجميع الشرائع حرصت على وجود علاقة انسانية بين بني البشر ونبذت جميعها العنف وبخاصة بين الرجل والمرأة والأطفال من أجل حياه أفضل يملؤها الحب والأمن والسلام وبما يعكسه كل هذا على نفسية الأطفال وعلى المجتمع ككل.

جهاد مجدي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الكريم البيضاوي. السويد:

    من يحب إبنه لايضربه, بهذه البساطة, كل الكلام الزائد لاطائل من ورائه ولافائدة منه. الأطفال أذكياء لدرجة لايمكن أن يتصورها المواطن العربي , من أراد التحقق من هذا الكلام فعليه مناقشة الأطفال السويديين , بدون مبالغة إنهم رجال بالغين لكن في صورة مصغرة, لاخجل مبالغ ولاخوف ولاتلاعب بالألفاظ ولامزاح زائد , أما الاسئلة التي يلقونها عليك , عن موطنك الأصلي, عن عاداتك إلخ.. صراحة يستغرب المرء خصوصا في السنوات الأولى من الإقامة في البلد, هذه التجربة يحكي عنها كل العرب الذين صادفوها .

    مالحكمة وما اللغز إذن؟ سهل , لايضربون ولا ينهرون ولايعاقبون ( تماما ) لايعاقبون لأن كل غلطة إرتكبها الطفل بمثابة التجربة الأولى له , رد الأبوين دائما وأبدا ” أنت فعلت مافعلت , وتسببت في كذا وكذا هل يسرك مافعلت؟ الطفل : لا . إذن لاتفعل ذلك مرة أخرى. تعدني : أعدك.

    ربما حوار غريب على الأذن العربية , لكن هو حال الأطفال الذين لايضربون ولايقمعون, ولايرغمون على الصمت المطبق في حضور البالغين بالطبع هناك حالات إستثنائية لكن لها أسبابها وهي غير عادية.

    لاتضربوا أطفالكم ياعرب , فسروا واشرحوا لهم وبينوا لهم عواقب أفعالهم فسترون النيجة, أطفالا أذكياء, يحترمونكم بدون ضرب أوتعذيب.

إشترك في قائمتنا البريدية