يودي بحياة ستة من مرضى الفشل الكلوي ويمنع علاج الآلاف

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم ـ «القدس العربي»: تتواصل تداعيات انقطاع خدمات الكهرباء والمياه عن قطاع واسع من العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى، حيث أعلنت غرفة الطوارئ في محلية شرق النيل وفاة ستة أشخاص من مرضى الفشل الكلوي في مستشفى البان جديد شمالي العاصمة الخرطوم.
ولفتت لجان المقاومة إلى معاناة المدنيين المحاصرين في مناطق القتال، في ظل انقطاع التيار الكهربائي الذي يتبعه توقف تام للإمداد المائي حيث فاقم المعاناة وأحدث أزمات حادة في العاصمة الخرطوم.
وما تزال خدمات الكهرباء والمياه مقطوعة عن عدد من أحياء الخرطوم منذ اليوم الأول لحرب 15 أبريل/ نيسان 2023 التي دخلت عامها الثاني.
ويواجه أكثر من 12 ألف مريض فشل كلوي خطر الموت في السودان بسبب خروج معظم المرافق الصحية والمستشفيات المتخصصة عن الخدمة إثر اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وولايات أخرى.
في وقت تواجه البلاد نقصا حادا في الدواء والكوادر الصحية حيث تعرضت عدد من المرافق الصحية للقصف والاستيلاء من أطراف القتال، فضلا عن عمليات النهب الواسعة التي طالت مخازن الدواء والصيدليات في المناطق المضطربة.
وحسب إحصاءات الأمم المتحدة تواجه 29 مستشفى خطر الإغلاق بسبب انقطاع خدمات الكهرباء والمياه.
وأقرت وزارة الصحة السودانية في بيان لها مطلع الشهر الجاري بتأثر انتظام جلسات غسيل الكلى لأكثر من 8000 مريض فشل كلوي كانوا يتلقون خدمات العلاج المجاني في المستشفيات الحكومية، مشيرة إلى بذلها جهود واسعة حتى لا تتوقف جلسات العلاج بشكل كامل.

السودان: استمرار انقطاع خدمات الكهرباء في أحد مستشفيات الخرطوم

وتمتد أزمة مرضى الفشل الكلوي إلى المناطق الأمنة نسبيا حسب نقابة الأطباء السودانيين، مشيرة إلى أن ولاية البحر الأحمر التي تضم العاصمة الإدارية بورتسودان لا تملك سوى مركزين إثنين لغسيل الكلى، في مدينتي بورتسودان وسنكات على الرغم من أن الولاية استقبلت الاف النازحين من مناطق العمليات وهي تقدم الخدمات الطبية لسكانها وسكان الولايات المجاورة.
ولفتت إلى تعطل 10 من أصل 37 ماكينة غسيل كلى في مركز بورتسودان بينما لا يتجاوز عدد الماكينات في مركز سنكات 5 فقط.
ويقدم المركزان الخدمات العلاجية لقرابة 268 مريض فشل كلوي من سكان الولاية بالإضافة إلى حوالي 140 مريض من النازحين. ويقوم 9 أطباء و42 تقني تمريض بتقديم الخدمة الطبية لهذا العدد من المرضى.
وحذرت النقابة من تأثر مراكز الغسيل الكلوي باستمرار الحرب، حيث أدى الضغط المتزايد على المرافق المحدودة في الولايات الأمنة نسبيا ،الى زيادة ساعات العمل لتغطية الحاجة العلاجية لتلك الأعداد الضخمة من المرضى ونتج عن ذلك تعطل 10 ماكينات غسيل كلوي وخروجها من الخدمة وصعوبة صيانتها لعدم توفر قطع الغيار اللازمة، وتذبذب الدعم المالي من وزارة الصحة الإتحادية.
وأشارت إلى توقف العمل في جميع مراكز غسيل الكلى في أنحاء البلاد المختلفة على فترات متقطعة بسبب شح مستهلكات الغسيل الكلوي الأساسية والإمداد الدوائية وانقطاع التيار الكهربائي وزيادة استهلاك وقود المولدات الكهربائية.
وقالت إن المراكز عجزت عن توفير جلسات الغسيل الكلوي المطلوبة للمرضى وفق إرشادات المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى، لافتة إلى ندرة أدوية مرضى الغسيل الكلوي وأنابيب الدم الخاصة بجهاز غسيل الكلى والقسطرة الوعائية، مما زاد من محنة مرضى الغسيل الكلوي خاصة الأطفال في ظل انعدام الفلاتر وأنابيب الدم الخاصة بهم.
ولفتت إلى معاناة مرضى الفشل الكلوي من عدم توفر المستهلكات الضرورية للغسيل الكلوي في الوقت الذي لا تجد فيه المساعدات الطبية والإنسانية طريقها الى محتاجيها.
وحذرت الهيئة النقابية لأطباء ولاية البحر الأحمر من تبعات تعطيل وصول المساعدات الطبية، لافتة إلى أن ذلك يهدد على نحو مباشر حياة مرضى الغسيل الكلوي.
وناشدت المنظمات والهيئات الطبية والإنسانية تقديم يد العون وتوفير المستلزمات مباشرة للمركز القومي لأمراض وجراحة الكلى من أجل تعجيل وصولها إلى المرضى والحد من التداعيات التي يواجهها مرضى الفشل الكلوي في البلاد منذ أكثر من عام.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية