هل هو عصر المدربين على حساب اللاعبين؟

إلى وقت قريب كان صراع الأندية الأوروبية الكبيرة يقتصر على نجوم الكرة ومواهبها الصاعدة للاستفادة من خدماتهم والاستثمار فيهم لتحقيق النتائج الفنية والأرباح المادية، لكن منذ فترة قصيرة ظهر صراع من نوع آخر على المدربين بالدرجة الأولى، خاصة بعد إعلان بعض الأندية استغنائها عن مدربيها نهاية الموسم وإعلان أخرين رحيلهم لأسباب مختلفة، على غرار يورغن كلوب وتشافي وتوماس توخيل، في انتظار معرفة مصير مدرب مانشستر يونايتد إيريك تين هاغ وتشلسي ماوريتسيو بوتشيتينو، ما يقتضي من هذه الأندية البحث عن مدربين من بين الأسماء الصاعدة المتألقة على غرار الاسبانيين تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن، وميشيل سانشيز مدرب جيرونا والبرتغالي روبن أموريم، والإيطالي روبيرتو دي زيربي.
الإسباني تشابي ألونسو الذي خاض 35 مباراة من دون خسارة مع باير ليفركوزن، ويحتل المركز الأول في البوندسليغا بفارق عشر نقاط عن البايرن، وبلغ نصف نهائي كأس ألمانيا وثمن نهائي الدوري الأوروبي، وصار أكثر المطلوبين في العالم من ليفربول والبايرن والبارسا بعد سنة ونصف السنة من إشرافه على الفريق الألماني، جعل منه أكثر الفرق الأوروبية ابداعا وتميزا، يجمع بين استحواذ السيتي وروح ليفربول وقوة الريال، في فريق واحد يتوجه نحو التتويج بلقب البوندسليغا لأول مرة في التاريخ، ويجعل من مدربه مطلوبا في أكبر الأندية الأوروبية، أكثر من اللاعبين النجوم الذين تراجعت أعدادهم.
الاسباني الآخر مدرب جيرونا ميشيل سانشيز صاحب المركز الثاني في الدوري الاسباني، الذي أطاح بالبارسا وأتلتيكو، تحول الى ثاني أكثر مدرب مطلوب في أوروبا خاصة من طرف تشلسي ونيوكاسل، اضافة الى البارسا الذي يريده بقوة، وربما السيتي في حالة رحيل غوارديولا الذي يتولى شقيقه بيري غوارديولا رئاسة مجلس ادارة نادي جيرونا، حيث أحدث ثورة إدارية وفنية سهلت من مهمة المدرب ميشيل سانشيز، وساعدته على بناء فريق في ظرف وجيز  ينافس الريال على اللقب، ويسبق البارسا وأتلتيكو مدريد في الترتيب العام قبل عشر جولات على نهاية الموسم، ويتوجه نحو ضمان مكانه في دوري الأبطال الموسم المقبل بجدارة واستحقاق.
روبن أموريم مدرب سبورتينغ لشبونة البرتغالي، والايطالي روبيرتو دي زيربي مدرب برايتون الانكليزي، مرشحان بدورهما لخلافة بوتشيتينو وتشافي وتوخيل في تشلسي والبارسا والبايرن، وحتى في ليفربول منذ اعلان يورغن كلوب رحيله نهاية الموسم الجاري بعد تسع سنوات قضاها على رأس ليفربول، ليفسح المجال أمام جيل جديد من المدربين المتميزين الذين خطفوا الأضواء من زيدان ومورينيو وهانزي فليك وتياغو موتا بدون فرق، وخطفوا النجومية من غوارديولا وكارلو أنشيلوتي ودييغو سيميوني، رغم استمرار تألقهم، ومن مدربين ايطاليين كثيرين تراجعت أنديتهم وسمعتهم وتأثيرهم على المشهد الكروي الأوروبي لصالح الجيل الجديد.
الوضعية الجديدة دفعت بعض الأندية التي يشرف على تدريبها الجيل الجديد المتألق، الى اعتماد تفعيل الشرط الجزائي في حالة رحيلهم وصل 30 مليون يورو بالنسبة لمدرب سبورتينغ لشبونة روبن أموريم الذي تلقى عروضا كثيرة بسبب تميزه مع فريقه الذي يحتل ريادة الدوري البرتغالي على حساب بنفيكا وبورتو، لكن ذلك لن يقف حاجزا أمام انتقالات مرتقبة نهاية الموسم للمدربين المتألقين نحو الأندية الأوروبية الكبيرة في زمن تراجع فيه عدد النجوم والمواهب الشابة، وتوجه الجميع نحو بناء منظومات لعب تستند على مجموعة وليس مجرد أفراد، مثلما يسعى إليه البياسجي بعد تأكد رحيل مبابي، ويسعى إليه ليفربول تحسبا لرحيل محمد صلاح.

إعلامي جزائري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية