بضمانات عشائرية من شيوخ دير الزور والحسكة: «قسد» تستعد للإفراج عن 250 شخصاً من مخيم الهول

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي»: تتهيأ إدارة مخيم الهول الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية، في الحسكة للإفراج عن نحو 250 شخصاً من العائلات السورية المحتجزة في المخيم، وذلك بضمانات عشائرية من شيوخ وعشائر المنطقة في أرياف الحسكة ودير الزور شمال شرقي سوريا.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن قسد جهزت 100 عائلة من عوائل عناصر تنظيم الدولة، غالبيتهم من محافظة دير الزور تمهيداً للإفراج عنهم وعودتهم إلى منازلهم في ريف دير الزور، كأول دفعة من العائلات السورية خلال العام الجاري، وذلك تتويجاً لمباحثات عقدت في 5 مايو/أيار الجاري، بين قائد قوات “قسد” مظلوم عبدي، وشيوخ ووجهاء المنطقة.
مصدر مطلع من الحسكة فضل حجب هويته لدواع أمنية، قال في اتصال مع “القدس العربي” إن قوات سوريا الديموقراطية تعمل على إفراغ المخيم من المحتجزين لديها، حيث تفرج بين الحين والآخر عن عوائل التنظيم من أهالي منبج والرقة ودير الزور، بشرط وجود كفيل من طرف قسد أو تقديم ضمانات من قبل وجه عشائري يحظى بقبولها.
وأوضح المصدر أن مخيم الهول يضم نحو 65 ألف شخص من عوائل تنظيم الدولة، منهم 10 آلاف عراقي، و12 ألف أجنبي ما بين أطفال ونساء، والبقية المتبقية من السوريين.
وحول آلية الإفراج عن المحتجزين السوريين، قال المصدر: “تفرج قسد عن المحتجزين لديها بعد تقديم ضمانات من قبل الكفيل الذي يتعهد بعدم تعامل المفرج عنهم مع تنظيم الدولة أو الوقوف ضد قوات سوريا الديموقراطية “قسد” أو التعرض لعناصرها”، لافتاً إلى أنه “ملف معقد (…) وقد يسجل أحد المحتجزين اسمه لسنوات طويلة دون أي تقدم يذكر، ويعتمد ذلك في الغالب على المحسوبيات والإتاوات”.
وتشرف قوات سوريا الديموقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب في محافظة الحسكة على عدد من المخيمات، أهمها مخيم الهول شرقي مدينة الحسكة الذي يضم، بحسب مصادر محلية، “أسراً عراقية وسورية وأجانب، ومخيمي نوروز وروج بريف المالكية، ومخيم واشوكاني ومعسكر الطلائع الواقعين في محيط مدينة الحسكة، ويضمان مهجرين من أهالي مدينة رأس العين وريفها، ومخيم العريشة بريف الحسكة الجنوبي ويضم أسراً سورية من أرياف الرقة ودير الزور والحسكة”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن إدارة مخيم الهول الواقع في أقصى جنوب شرق الحسكة، تستعد لتسليم 69 عائلة من عوائل تنظيم الدولة، التي ستتوجه الأربعاء 8 مايو/أيار باتجاه منطقة دير الزور، بكفالة من شيوخ ووجهاء العشائر في المنطقة.
وجاء ذلك “تماشياً مع الاتفاقيات التي وقعت بين قوات سوريا الديمقراطية وشيوخ ووجهاء دير الزور مؤخراً”، معتبراً أن هذه الخطوة هي الأولى من نوعها خلال العام الجاري، التي يتم فيها تسليم عوائل “التنظيم” لمنطقة دير الزور.
وسجل المرصد السوري منذ مطلع العام الجاري مغادرة 1487 شخصاً ضمن 387 عائلة من جنسيات مختلفة، بينهم 191 عائلة عراقية يتألف عدد أفرادها من 714 شخصاً، غادروا نهاية أبريل/نيسان الفائت مخيم الهول بريف الحسكة الجنوبي باتجاه الأراضي العراقية، بحماية أمنية من قوى الأمن الداخلي لدى قسد المعروفة باسم “الأسايش” وقوات التحالف الدولي، وذلك بعد التنسيق بين الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا ولجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب العراقي. وفي 26 من الشهر نفسه، زار وفد عراقي مخيم الهول لإجراء إحصاء للعائلات العراقية داخل المخيم بالتنسيق مع “الإدارة الذاتية”، وذلك تمهيداً لنقل العوائل والأفراد إلى الداخل العراقي. بينما تتحضر إدارة مخيم الهول بريف الحسكة خلال الأيام القادمة، لإعادة دفعة جديدة من العائلات العراقية إلى بلادهم، تتألف من 250 أسرة عراقية، وذلك بالتنسيق مع الحكومة العراقية لنقلهم إلى مخيم الجدعة في الموصل.
إضافة إلى 50 شخصاً من 17 عائلة، بينهم 33 طفلاً من عوائل “تنظيم الدولة”، يحملون الجنسية الطاجكستانية، سلمتهم قسد نهاية أبريل/نيسان الفائت إلى وفد من جمهورية طاجيكستان، وفق وثيقة رسمية.
وفي مارس/آذار، رحلت “الإدارة الذاتية” عائلتين، هما سيدتان وطفلان من الجنسية الإسبانية من عوائل تنظيم الدولة، من مخيم روج بريف المالكية شمال شرقي الحسكة، بتنسيق مع الحكومة الإسبانية، تزامناً مع مغادرة 150 عائلة عراقية من مخيم الهول بريف الحسكة إلى العراق تحت إشراف قوات التحالف الدولي، وبتنسيق بين الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، والحكومة العراقية، تضم 620 فرداً من عدة مدن عراقية، حيث نقلوا إلى مخيم في مدينة الموصل العراقية.
وفي فبراير/شباط، غادرت 27 عائلة، تضم 72 طفلاً و27 امرأة من عوائل “تنظيم الدولة” من مخيم الهول إلى جمهورية قرغيزستان وفق وثيقة اتفاق بين “الإدارة الذاتية” ووفد من جمهورية قرغيزستان.
وتعدّ المخيمات في مناطق شمال وشرق سوريا التي تديرها “الإدارة الذاتية” قنبلة موقوتة تشكل تهديداً لأمن المناطق، نظراً لتنفيذ عمليات الإعدام الميداني وتسجيل حالات لمحاولة فرار من المخيم، بالإضافة الاستمرار في نشر الفكر المتطرف بين المحتجزين، وفق المصدر.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية