هل تجمع أمريكا بصمات مستخدمي ‘آيفون’ وتتجسس عليهم؟

حجم الخط
3

يستخدم الملايين من حاملي هواتف ‘آيفون’ حول العالم التكنولوجيا الجديدة التي تتيح للجهاز التعرف على صاحبه من خلال بصمة اليد، الا أن ما لم يخطر في بال الكثيرين أن هذه التكنولوجيا ربما تتيح لوكالات الأمن الأمريكية مزيداً من التسهيلات من أجل التجسس على البشر وجمع معلوماتهم.
وتمثل بصمة اليد واحدة من البيانات الشخصية بالغة الأهمية بالنسبة لوكالات الأمن في العالم، حيث أنها ‘التوقيع’ أو ‘الهوية’ التي لا يمكن لصاحبها تغييرها ولا التلاعب فيها، فضلاً عن أنها تساعد أجهزة الأمن في الكشف عن الجرائم والعمليات الارهابية وأحياناً عمليات تتبع الأشخاص ومراقبتهم.
وكان العالم قد انصدم مؤخراً بعد انكشاف عمليات تجسس واسعة تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكي بصورة غير مشروعة عبر شركات التكنولوجيا العالمية الكبرى، بما فيها عمليات جمع للبيانات الشخصية من شبكات التواصل الاجتماعي، أو مراقبة رسائل البريد الالكتروني التي تمر عبر قنوات مثل ‘غوغل’ وغيرها، وهو ما انتهى الى نتيجة مفادها أن الولايات المتحدة تقوم بعمليات تجسس في مختلف أنحاء العالم، وفي مختلف الوسائل والقنوات، ودون أي مرجعية قانونية.
وتمثل التكنولوجيا الجديدة التي طرحتها شركة ‘أبل’ الأمريكية في أحدث طراز من هواتفها الذكية ‘آيفون فايف أس’، والتي تتيح للهاتف تخزين بصمة يد صاحبه ومن ثم التعرف عليها دون غيرها بما يشكل حماية للهاتف من السرقة والضياع، تمثل واحدة من بوابات التجسس المحتملة التي قد تمكن الأمريكيين مجدداً من جمع بصمات المستخدمين حول العالم ومن ثم تحديد هوياتهم وتتبعهم، فضلاً عن إمكانية الاطلاع على بياناتهم الشخصية.
وأكد الخبير التقني، والرئيس التنفيذي لشركة ‘تميز’ المتخصصة بأعمال التكنولوجيا رؤوف دياك أن ‘البصمة التي يقوم الشخص بتخزينها على هاتفه النقال مخزنة تلقائياً على سيرفرات شركة أبل في الولايات المتحدة’.
وقال دياك لــ’القدس العربي’ إن شركة ‘أبل’ لديها القدرة على الدخول على كل محتويات هاتفك النقال بنسبة 100′ ودون أدنى شك، مضيفاً: ‘البصمة وكل محتويات الجهاز متاحة لهم’.
ورغم أن دياك يستبعد بشكل عام أن تكون التكنولوجيا الجديدة المتعلقة بالبصمة قد أضيفت لأغراض التجسس على المستخدمين، الا أنه يقول بأنهم ‘لو أرادوا الاستفادة منها فهي متاحة لديهم ولا يستطيع مستخدم الهاتف حمايتها من الوصول اليهم’.
وبموجب هذه المعلومات فان كل مستخدم لهواتف ‘آيفون’ يكون له ملف معرف ببصمته على خوادم (سيرفرات) شركة ‘أبل’، وهو ملف يتضمن كل المعلومات المتعلقة به والبيانات الموجودة على جهازه، بما فيها الرسائل وأرقام الهواتف المسجلة والصور المخزنة وغير ذلك، وهو الملف الذي يتم استدعاؤه في حال فقدان الجهاز أو شراء جهاز آخر من قبل المستخدم ذاته.

الشركة المطورة.. مشبوهة

وكانت مجموعة أمريكية كشفت أواخر العام الماضي عن روابط قوية و’تحالف فاسد’ بين الحكومة الأمريكية وشركة (Authen Tec)، وهي الشركة التي طورت تقنية البصمة المستخدمة في هواتف ‘آيفون’ لصالح شركة ‘أبل’، وأشارت المجموعة الى أن وزارة الدفاع الأمريكية وأجهزة الاستخبارات قد تكون استفادت من هذه التقنية، وقد تكون قد بدأت بجمع بصمات المستخدمين حتى دون علم أو موافقة شركة ‘أبل’.
وكان الرئيس التنفيدي لشركة (Authen Tec) روبرت غرادي واحداً من أقرب المقربين لادارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، فضلاً عن أن الرجل ذاته يحمل نسبة الأغلبية من أسهم شركة حاصلة على عقود مهمة من وكالة الأمن القومي الأمريكي.
لكن شركة ‘أبل’ كانت قد حاولت تهدئة المخاوف من تسرب بصمات مستخدمي هواتفها عندما قالت بأن ‘البصمات’ سوف لن يتم تخزينها على (I Cloud)، وانما ستكون مخزنة فقط في مكان آمن داخل الجهاز ذاته.
ومن المعروف ان الملفات المخزنة على (I Cloud) يمكن للمستخدمين استدعاءها من أي مكان في العالم وبواسطة أي جهاز.
لكن خبراء الكمبيوتر يؤكدون أن شركة ‘أبل’ تظل قادرة على استدعاء هذه البصمات، كغيرها من البيانات المخزنة على الجهاز، في أي لحظة تريد فيها ذلك.

أجهزة سامسونغ

ومن المفترض أن تتوسع تكنولوجيا التعرف على المستخدمين من خلال بصماتهم خلال الشهور القليلة المقبلة، حيث أن شركة ‘سامسونغ’ الكورية سرعان ما لحقت بمنافستها الأمريكية، وأضافت هذه الخاصية لهواتفها الجديدة ‘غالاكسي أس فايف’.
ووسعت ‘سامسونغ’ في هواتفها الجديدة من هذه التقنية، حيث أصبح بمقدور الجهاز تخزين ثماني بصمات لثمانية أشخاص مختلفين من الذين يريد صاحب الجهاز إتاحة الفرصة لهم باستخدامه، كأن يضيف المستخدم زوجته وأفراد من عائلته.
وتقول كافة التوقعات أن الطرازات المقبلة من أجهزة ‘آيفون’ و’غالاكسي’ على حد سواء سوف تواصل استخدام هذه التكنولوجيا وربما إدخال مزيد من التحديثات عليها، ليصبح استخدام الهاتف الذكي خلال سنوات قليلة غير ممكن دون تسجيل بصمة مستخدمه.

محمد عايش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد جاسم:

    حلوة هذي ” للتجسس عليهم” عندهم المعلومات لكل مستخدم على النت او التلفون. ابصم ياحبيبي ولا تخا ف

  2. يقول ابن بطوطة -فلسطيني:

    نحن امام بداية لعالم انترنت جديد يؤسس له بوتـــــين …. ان المعلومات التي قدمها سنودن للروس و الاوروبين اثبتت ان الانترنت الامريكي يقع بالكامل تحت مراقبة المخابرات الامريكية … منذ اسبوع اعلن بوتين عن تأسيس لمحرك روسي جديد و متطور بديل لغوغل و ياهو اسمه http://www.yandex.com و قد ذكر بوتين أنه بصدد انشاء serveres ضخمة في موسكو … أي انشاء شبكة انترنت عالمية بديلة عن الامريكية … و من المتوقع ان تلتحق دول مجموعة البريكس بشبكة الانترنت الروسية الجديدة التي تشكل 40% من عدد سكان الكرة الارضية ( الصين – روسيا – الهند – البرازيل – و جنوب افريقيا ) … مما سيؤدي الى سحب مئات المليارات من ارباح امريكا في شبكة الانترنت و توزعها بين دول مجموعة البريكس ..

  3. يقول خالد مصيعي فلسطين:

    معقول يا ناس…!!!!!؟؟؟؟؟طب وشو العمل يا اصحاب الحل والربط

إشترك في قائمتنا البريدية