هآرتس.. للعالم: لا أحد يريد الحرب من أجل الحرب.. إلا “أكثر دولة محبة للسلام!”

حجم الخط
0

إسرائيل تريد الحرب، المزيد من الحرب، أكبر قدر ممكن، وربما حتى أكثر من ذلك. لقد انتهت أيام طفولتنا التي قالوا لنا فيها إن دولة إسرائيل تريد السلام أكثر من أي شيء آخر. ظهرنا في نظر أنفسنا كمحبين للسلام، شعب كامل، لقد انقضت الأيام التي تفاخرنا فيها أمام كل ضيف من الخارج بأن التحية السائدة عندنا هي “سلام”. هل هناك شعب آخر يقول “سلام” كلما خاطب أحداً؟ نحن، المحبون للسلام. هكذا قالوا لنا وهكذا اعتقدنا. العفو، العرب والمسلمون يقولون أيضاً “سلام”، لكنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء قوله لنا. نحن من أكبر المحبين للسلام على وجه الأرض. انظروا ما الذي فعله بنا الأشرار. عندما كنا نظهر في بعثات الشبيبة مع الجاليات اليهودية في أمريكا، كنا نرقص “الهورا” بقمصان مطرزة على أنغام “أغنية السلام” – اليهود المتأثرون كانوا يمسحون دموعهم. أي شعب هذا. أي توق للسلام. نحن نحب السلام، والعرب يسعون للحرب. هذا ما قالوه لنا عندما كنا أطفالاً، وهذا ما قلناه لأنفسها وللعالم، الذي للحظة صدقنا.
إسرائيل تريد الحرب. يقال هذا بصراحة الآن، دون مراوغة وطمس؛ أكبر قدر من الحرب حسب الحكومة، وأكبر قدر من الحرب حسب المعارضة. حتى المزيد من هذه الحرب كما يقول من يحتجون في الميادين، الذين بالتأكيد لا يصرخون بعكس ذلك، لا يريدون سوى وقف الحرب من أجل إطلاق سراح المخطوفين وإقصاء نتنياهو، وبعد ذلك يمكننا العودة إلى ساحات القتل إلى الأبد.
المزيد والمزيد من القتل، المزيد والمزيد من التدمير. شهوة الانتقام والتعطش للدماء مغلفة بأقنعة ومبررات واعتبارات كثيرة، بعضها بعد 7 أكتوبر، الذي أخرجنا من الصندوق. ربما تبدو الصورة معقدة، لكن لا يمكن طمس الحقيقة الخالدة التي تفيد بأن كل العالم يريد إنهاء هذه الحرب، باستثناء دولة واحدة ووحيدة. لم تكتمل كمية الدماء التي تريد سفكها بهدف تدمير حماس، الذي لن يتحقق أبداً. لم يبق إلا التفكير بأن إسرائيل تريد القتل والتدمير في غزة فقط من أجل القتل والتدمير. هذان الهدف.
يمكن القول إنه إذا لم ندمر حماس فسيستمر وضع الحرب إلى الأبد، وهذه بشكل عام حرب من أجل السلام. ولكن لا يمكن تصديق ذلك مع غياب خطة سياسية وراء شهوة الحرب. بقيت الحقيقة المجردة، وهي أن إسرائيل ببساطة تريد الحرب، وكذلك اليسار واليمين والوسط، الجميع.
هذا واقع فظيع. في البداية ألغينا السلام كقيمة وهدف وحلم، والآن حولنا الحرب إلى قيمة يجب النضال من أجلها ضد كل العالم. أقلية أمام أكثرية، سنحارب من أجل حقنا في الحرب. أقلية أمام أكثرية، سنحارب من أجل حقنا في القتل والتدمير بدون تمييز.
التهديد الأكبر على إسرائيل الآن هو وقف الحرب. أين سنذهب؟ حقيقة أن الحرب هي الاختراع الإنساني الأكثر شيطنة، نسيناها. إن قول اصنعوا السلام وليس الحرب، هذا للساذجين والأغبياء. استمرار الحرب هو ما يوحد إسرائيل في علاقة متينة. نحن مستعدون لدفع أي ثمن لمواصلة الحرب، بما في ذلك تدمير علاقاتنا مع الولايات المتحدة، التي هي ليست وبحق محبة معروفة للسلام، والتي حتى هي نفسها تطلب وتقول: كفى.
شهوة الحرب، لا غيرها. لا أحد يفرضها علينا، ولا حتى 7 أكتوبر المخيف، اخترناها من بين كل الشعوب، ونحن من بين دون الشعوب كلها نختار استمرارها، بدون أي معارضة في إسرائيل. يجب دخول رفح ثم بعلبك، بعد ذلك سنعود إلى شمال قطاع غزة لأنه يجب علينا ذلك، بعد ذلك نتجه إلى طهران، لأنه لا خيار آخر.
ما الذي تقترحه؟ الاستسلام؟ التدمير؟ الكارثة؟ إسرائيل تريد المزيد من هذه الحرب. تعتقد أن هذا مسموح لها، وهي تفعله بشكل جيد.
جدعون ليفي
هآرتس 28/3/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية