«ناسا» تكتشف آثاراً محتملة لكائنات فضائية على كوكب المريخ

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: توصلت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» إلى دليل على وجود كائنات حية على كوكب المريخ ربما تكون مخلوقات فضائية من تلك التي يعتقد الإنسان بوجودها لكنه لم يتمكن حتى الآن من الوصول إليها ولا التعرف عليها.

وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» إن وكالة «ناسا» وجدت آثاراً للغاز قد تكون علامة على وجود حياة بالقرب من حفرة على الكوكب الأحمر.
وحددت وكالة «ناسا» غازاً على كوكب المريخ تنتجه كائنات حية على الأرض، مما حير العلماء بشأن ما يمكن أن يكون مختبئاً في الكوكب الأحمر.
واكتشف الروبوت التابع للوكالة الأمريكية «كوريسوتي روفر» تدفقاً مستمراً من غاز الميثان القادم من فوهة بركان تُسمى «جالي كريتر» ويظهر هذا الغاز في أوقات مختلفة من اليوم ويتقلب موسمياً، كما أنه يصل أحياناً إلى 40 مرة أعلى من المعتاد. والمركبة « كوريوسيتي روفر» هي مركبة جوالة على المريخ بحجم سيارة تقوم باستكشاف كوكب المريخ كجزء من مهمة مختبر علوم المريخ التابع لوكالة «ناسا» وتم إطلاقها من الأرض في 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2011 وهبطت على المريخ في 6 آب/ أغسطس 2012 وتقوم منذ ذلك الحين بمهمة استكشافية على الكوكب الأحمر لصالح وكالة الفضاء الأمريكية.
وفي حين أن «ناسا» لم تجد بعد حياة على كوكب المريخ، يعتقد العلماء أن مصدر الغاز يأتي من أعماق الأرض، حسب ما يقول تقرير «دايلي ميل».
واقترح الفريق البحثي أن غاز الميثان يمكن أن يكون مغلفاً تحت الملح المتصلب ولا يتسرب إلا عندما ترتفع درجات الحرارة على المريخ، أو عندما تتدحرج المركبة «كوريوسيتي» فوق القشرة وتشققها. وعلى الأرض، هذا الجزيء البسيط، المكون من ذرة كربون واحدة وأربع ذرات هيدروجين، عادة ما يكون علامة على الحياة، حيث إنه غاز تمر به الحيوانات أثناء هضم الطعام.
وتتجول المركبة الفضائية «Curiosity Mars Rover» التابعة لوكالة «ناسا» على سطح المريخ منذ عام 2012 وخلال كل ذلك الوقت، كان الشيء الأكثر إرباكاً الذي وجدته هو التدفق المستمر لغاز الميثان القادم من فوهة بركان «Gale Crater».
وكانت البقعة التي خرج منها غاز الميثان في حفرة غيل هي البقعة الوحيدة على الكوكب التي اكتشفت فيها كيوريوسيتي الغاز. لكن كيوريوسيتي لم ترصد أي حيوانات على المريخ، وهو ما حير العلماء وجعلهم يضعون افتراضاً بأن هذا دليل على وجود كائنات فضائية على الكوكب وأن هذا الغاز ناتج عن هذه الكائنات.
وفي التجارب المعملية التي تحاكي ظروف تربة المريخ، تمكن العلماء من محاكاة ما قد يحدث، حيث على مدى فترة طويلة، تنبثق الأملاح من أعماق السطح الصخري والمتربة للكوكب، وهي مادة تعرف باسم «الثرى».
وتسمى هذه الأملاح بالبيركلورات، وهي متوفرة بكثرة على سطح المريخ. وتتواجد البيركلورات السامة بكثرة في الجليد المحصور تحت سطح الكوكب.
وكما هو الحال مع الجليد عندما يكون الغلاف الجوي قليلاً جداً، يتبخر هذا الجليد تدريجياً، وبينما يترشح هذا البخار المالح عبر الثرى، فإنه يترك جزءاً من نفسه وراءه.
وعندما تتراكم كمية كافية من هذه الأملاح في الثرى، فإنها تشكل نوعاً من الصَدَفَة، مثل رمل الشاطئ عندما يجف ويتحول إلى قشرة هشة، أو مثل قرص القهوة الذي يُترك بعد تناول جرعة من قهوة الإسبريسو.
وكتب العلماء القائمون على الدراسة الجديدة: «على المريخ، يمكن أن تحدث مثل هذه العملية بشكل طبيعي على مدى فترة طويلة من الزمن في مناطق التربة الصقيعية الضحلة، وقد يكون من الممكن أن يتراكم ما يكفي من الملح في الطبقة العليا لتشكيل الختم».
وفي الوقت نفسه الذي يتصاعد فيه البخار المالح، يتصاعد أيضاً غاز الميثان، إلا أن الميثان لا يزال مصدره لغزاً.
ويمكن أن يكون من نوع ما من الكائنات الحية، أو يمكن أن يكون من العمليات الجيولوجية تحت سطح الكوكب، والتي لا تزال غير مرئية للعلماء البشر. وأينما يأتي، ينتهي به الأمر محاصراً تحت هذه القشرة الملحية.
ووجد العلماء أن فترة تتراوح بين ثلاثة إلى 13 يوماً كانت فترة كافية لتشكل هذه القشرة غير المنفذة، كما يتطلب الأمر أيضاً تركيزاً بنسبة 5 إلى 10 في المئة من البيركلورات لتكوين قشرة ملحية صلبة. وقاموا بضخ غاز النيون إلى أعلى تحت القشرة، كبديل للميثان، مما أكد أن الطبقة كانت قوية بما يكفي لاحتجاز الغاز تحتها.
ولكن بعد ذلك، عندما ترتفع درجة حرارة الكوكب خلال أوقات معينة من اليوم أو مواسم معينة، تنكسر هذه القشرة، مما يؤدي إلى خروج الميثان.
ويقول العلماء إن درجة الحرارة ليست فقط هي التي يمكن أن تكسر القشرة. وإنما من المحتمل أن يبلغ سمك القشرة حوالي سنتيمترين، أي أقل بقليل من بوصة واحدة. وكتب الفريق الذي يقف وراء الدراسة أن كيوريوسيتي ثقيلة بما يكفي لاختراقها أثناء انقلابها.
وأضافوا: «لاختبار هذه الفرضية، سيكون من المفيد إجراء قياسات لغاز الميثان عندما تصل المركبة للتو إلى موقع به ميزات وفيرة ذات محتوى عالي الملح.. الاختبار الآخر سيكون محاولة استيعاب هواء المريخ أثناء الحفر في السطح الغني بالملح».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية