هآرتس.. باستقالة حاليفا.. نتنياهو وسموتريتش و”سائر العصابة”: فرصتنا لتغيير قادة الأجهزة الأمنية

حجم الخط
0

استقالة اللواء أهارون حاليفا من منصب رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي واجبة في ضوء الإخفاق الاستخباري الذي سبق هجمة حماس في 7 أكتوبر – الحدث الأمني الأخطر والأكثر فتكاً في تاريخ الدولة. حاليفا هو الأول في القيادة الأمنية الذي يعلن اعتزاله. الأشهر التالية قد تشهد استقالة رئيس الأركان، ورئيس “الشاباك”، وقائد المنطقة الجنوبية الحالي وسلفه، ورئيس شعبة العمليات، وقائد فرقة غزة ومسؤولين كبار آخرين. 

يدور الحديث عن مسيرة واجبة، لكن لا يفترض أن تتوقف المسؤولية في المستوى العسكري، ومحظور لهذا المستوى أن يكون كبش الفداء لدولة إسرائيل. إلى هناك بالضبط يتجه نتنياهو وعصبة السائبين الذين ألقوا بالدولة إلى شفا الهوة.

وكتب وزير المالية سموتريتش: “من الخير أن استقال حاليفا وتحمل المسؤولية. هي فرصة لتغيير حقيقي وإصلاح في مبنى قيادة الجيش العليا، ولا يجب أن يكون رئيس الأركان وأولئك الذين أخفقوا، هم من يعينون البدائل الذين سيكونون على شاكلتهم وصورتهم. هناك حاجة لقيادة جديدة من بين القادة الذين أثبتوا أنفسهم تحت النار لإقامة جيش كبير، هجومي وفتاك”. ومثّل سموتريتش صيغة عمل عصابة نتنياهو: بداية صفينا حاليفا، والآن سنصفي رئيس الأركان. من ناحيتهم، استقالة حاليفا تعطي مفعولاً لدعاية كاذبة تنشرها الآلة البيبية ضد الجيش الإسرائيلي، في محاولة لإلقاء كامل المسؤولية على المستوى العسكري والهروب من التهمة.

 دون التقليل من خطورة الإخفاق العسكري، فإن أول من يتحمل المسؤولية عن الكارثة والذنب هو رئيس الوزراء نتنياهو. فهو عراب المفهوم المغلوط، وأبو السياسة التي دحر بها الموضوع الفلسطيني إلى أسفل جدول الأعمال الوطني والعالمي وإدارة سياسة فرق تسد. من جهة، عمل على تعزيز حماس من قطاع غزة، وتهدئتها من خلال نقل حقائب الأموال النقدية تحت فرضية أنها مردوعة؛ ومن جهة أخرى، عمل على إضعاف وإهانة السلطة الفلسطينية في الضفة.

إن حقيقة أن مفهوم نتنياهو الذي اتخذه في سنوات حكمه الطويلة انتهى بمذبحة 7 أكتوبر، لم تدفعه لتحمل أي مسؤولية. منذ الكارثة، حرف النار نحو الجيش الإسرائيلي، وجهاز الأمن، وجو بايدن، والأمم المتحدة، والكل مذنب، إلا من يقود إسرائيل منذ 15 سنة ويدهورها إلى الهوة.

نتنياهو وأعضاء حكومته السائبة وجهوا إسرائيل نحو الكارثة. هم ملزمون بالاستقالة والاعتزال من المجال الجماهيري مكللين بالعار. وإلى أن يدركوا هذا، فمن واجب الجمهور أن يخرج إلى الشارع ليبين لهم هذا.

أسرة التحرير

 هآرتس 25/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية